وكأن اليوم هو الامس، شعور غريب عشته ،وانا استمع لصوت سعاد حسني في محنتها الاخيرة تعيد قراءة رائعة العبقري صلاح جاهين وقف الشريط ،شعرت انها تصف حالنا الان في اليوم التالي للهزيمة وقد تكالب علي هذا الوطن الاعداء في الداخل والخارج واصبحت ايام الحياة معدودة والناس تبحث حتي عن شربة ماء. وقف الشريط في وضع ثابت /دلوقتي نقدر نفحص المنظر/مفيش ولا تفصيلة غابت وكل شيء بيقول وبيعبر /من غير كلام ولا صوت اول ما ضغط الموت علي زر في الملكوت /بخفة وبجبروت في يوم اغبر /وقف الشريط في وضع ثابت /دلوقتي نقدر نفحص الصورة /انظر تلاقي الراية منشورة /متمزعة لكن مازالت فوق بتصارع الريح المسعورة /انظر تلاقي البلاد اجيال ورا اجيال رافعاها باستبسال. ونزيف دماء سيال علي الجبهة /وفي عنفوان النضال / خللي المكنجي يرجع المشهد/قاللي المكنجي رجوع مفيش عيش طول ما فيك انفاس تعيش /بص شوف ركن الشباب فيه الف مليون شاب /ومش عاجبهم لا وصي ولا اب /انظر اليهم وانت تتذكر /ليه ضربة صابت وضربة خابت وضربة وقفت بالشريط في وضع ثابت /قال المكنجي بنوم وانا مكلوم /قال المكانجي والشريط شغال / مالكش تسأل سؤال /انظر وشوف الحق لما انهان /انظر وشوف الآن /بكرة بقي امبارح في حضن زمان/ انظر وشوف علي المهل براحة/ الشمس وسط القبة قداحة/ والقدس واقعة/ والحرم منداس/ صوت الجرس والأذان علي قلبها حراس.. وبعد بكرة فوق همومك فات /مفيش شريط مأجور ولا خوان/ ولا شريط له ثبات. أليس ماقاله جاهين تجسيداً لحالنا اليوم اتمني ان "يفوت بعد بكره علي همومنا" فيمحوها لنستفيق من الكابوس العبثي الذي نعيشه