أصبحت هذه المقولة تلح عليَّ في الفترة الأخيرة، كلما ازدادت الامور سوءا واحاطت بنا الآلام والاحزان من كل جانب، ما بين تهديدات لنهر النيل شريان الحياة في هذا الوطن، وانهيار في السياحة وتوابعها من بطالة وارتفاع في الاسعار، واضرابات واعتصامات لا تنتهي، صاحب كل هذا تراجع مخز في القيم والاخلاق، كلما رأيت كل هذا البلاء أدركت اننا اصبحنا قاب قوسين او ادني من الفرج وما علينا سوي الصبر حيث يقول المولي عز وجل »واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون« ويقول سبحانه »فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل« وقال سبحانه »يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون« وقال »ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون« ويقول ابن القيم في الصبر انه حبس النفس عن الجزع والتسخط وحبس اللسان عن الشكوي وحبس الجوارح عن المعصية، اما الشاعر فيقول: ولرب نازلة يضيق بها الفتي ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج لن يستمر الحال علي ما هو عليه، ففي الأمة عباد الله مخلصون واطفال وشيوخ ضعفاء لن يتركهم الله نهبا لهذه الفوضي، فقط علينا ان نصبر ونحتكم إلي ما تبقي لدينا من عقل وما تبقي في قلوبنا من إيمان، علينا ان نبحث عن الخيرية في انفسنا موقنين من قول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم »الخير فيّ وفي أمتي إلي يوم الدين«، ثم علينا أن نتمسك بالرضا فهو أهم أسرار السعادة من تمسك به نعم بالهدوء وراحة البال والطمأنينة، فاللهم أخرج أمتنا من هذا الاختبار معافاة، وألهمنا جميعا الصبر علي انفسنا بمنعها من المعصية والصبر علي سوءات الآخرين حتي ينبلج النور ويأتي الله بالفرج.