النهضة ليست شعارات بل ارادة شعب وامة تتطلع الي الاستفادة من تجارب الشعوب والكيانات والتجمعات الاقتصادية.. مصر بعد ثورة 52 يناير تتطلع الي الانفتاح علي العالم والاستفادة من التجارب الاقتصادية والصناعية والزراعية في دول تجمع البريكس الصين وروسيا والهند وجنوب افريقيا والبرازيل.. ورئيس مصر د. مرسي سافر الي هذه الكيانات الاقتصادية البازغة سافر الي الصين وروسيا والهند وجنوب افريقيا والبعض يتكهن بالاراء المختلفة والمتناقضة حول هذه الزيارات للرئيس والبعض يتهمه بانه هروب من المشاكل الداخلية والرئيس في داخله يعلم ويدرك تماما لماذا سافر الي هذه الدول التي بدأت مع نفس ظروفنا في الخمسينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي الا ان ارادة شعوب هذه الدول تحملت الصعاب وانطلقت الي النهضة.. كان امامنا عدة تجارب: التجربة الماليزية في عهد مهاتير محمد رئيس الوزراء وفي الصين بعد الثورة الثقافية تم الانفتاح الاقتصادي الحر في بلد من اكبر البلاد الشيوعية وفي روسيا بعد جورباتشوف انطلقت الي الحرية والاقتصاد الحر والتجربة التركية امامنا واقرب الينا باعتبارنا بلدا مسلما منفتحا علي العالم مثل تركيا اردوغان ثم التجربة البرازيلية تجربة دي سيلفا في 8 سنوات من 3002 الي 1102 انتشل البرازيل من دولة منهارة اقتصاديا الي اعظم سادس قوة اقتصادية في العالم وانتزع البرازيليين من الفقر المقدع الي الثراء والارتقاء بالاسر المعدومة الفقيرة الي اسر منتجة لصناعات صغيرة في المنازل والورش الصغيرة التي تمد الصناعات العملاقة الاستراتيجية والصناعات المكملة للصناعات الكبيرة.. والاهتمام بالمرأة المعيلة وبأطفال الشوارع وتحويلهم الي قوي وسواعد منتجة ونقل المهمشين والفقراء من السكن في الاحياء الشعبية الفقيرة الي مجتمعات حضارية انسانية. لقد كانت البرازيل حتي الثمانينيات من القرن الماضي دولة مدينة عاجزة عن سداد ديونها الخارجية مهددة بالافلاس والحكومة فقدت السيطرة علي جنون الاسعار والتضخم.. نفس الظروف التي نعيشها الان في مصر بعد ثورة 52 يناير.. نعاني ازمة اقتصادية طاحنة.. الرئيس مرسي منذ توليه المسئولية رغم الظروف الصعبة التي نواجهها واحتقان الشارع المصري وانقسام الشعب في توحيد الصفوف بسبب محاولة طرف اقصاء الاخرين عن المشاركة يحاول جاهدا السفر الي آخر العالم من اجل النهضة وتنمية الاقتصاد المصري والخروج من عنق الزجاجة للازمة الاقتصادية.. ذهب الرئيس إلي الصين والهند وروسيا وجنوب افريقيا واليوم في البرازيل للاطلاع علي التجربة البرازيلية الناجحة واضعا تحت نظره التنمية الاجتماعية للفقراء وزيادة انتاجية المحاصيل الزراعية للفلاح المصري في نفس البقعة الصغيرة التي يمتلكها من الارض الزراعية، يريد الرئيس الاستفادة من التجربة البرازيلية الزراعية في توفير الحبوب والمحاصيل كأمن سياسي للشعب المصري وقد بدأنا فعلا توفير القمح وإن شاء الله سنصل الي الاكتفاء الذاتي من انتاجنا للقمح المصري بعد ان كنا نستورده من الخارج وتحت الضغوط السياسية التي كانت تملي علينا بعدم زراعة القمح المصري حتي لا نصل الي الاكتفاء الذاتي.. عندما نصل الي هذا الاكتفاء الذاتي نكون قد حققنا هدفنا للأمن القومي المصري. الرئيس مرسي رغم حملات الانتقادات له من جبهة الانقاذ الا انه يريد ان يتحول مشروع النهضة الذي رفعه شعارا في الانتخابات الرئاسية الي واقع علي الارض في مصر.. يريد ان يستفيد من كل انجاز ناجح في تجارب الامم وخاصة التجربة البرازيلية في تحقيق النهضة المصرية في خلال عدة سنوات وجعلها قوة اقتصادية عظيمة في المنطقة يريد ان ينفذ برنامجا للتقشف والصبر علي سياسات صندوق النقد الدولي حتي نحصل علي القرض 8.4 مليار دولار حتي تكون شهادة دولية بنهوض الاقتصاد المصري وتعافيه قبل ان تكون قرضا نسدد فوائده للصندوق. البرازيلي في عهد دي سيلفا في بداية حكمه نهجت هذا النهج في سياسة التقشف الحكومي وفقا لخطة صندوق النقد الدولي وادي هذا البرنامج التقشفي الي خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتماني للبرازيل وهذا ما يهدف اليه الرئيس مرسي من زيارته للبرازيل.. الرئيس مرسي يهدف الي انشاء تجمع عربي قد يكون مع قطر والسودان وليبيا وقد تنضم اليه تركيا وايران لانشاء تجمع مثل تجمع دول امريكا الجنوبية اتحاد »ميركوسور« للبنية التحتية في مجالات الطاقة والاتصالات والنقل وتبادل المنتجات الغذائية والصناعية بين هذه الدول. الرئيس مرسي اكد في تغريدته علي حسابه الشخصي في التواصل الاجتماعي »تويتر« علي ان مصر ستنهض اليوم بارادة شعبها وتتطلع الي الانفتاح علي العالم وانه يحرص علي الاستفادة من خبرة البرازيل في تطوير برامج لمحاربة الفقر وبرنامج الامن الغذائي والخدمات الطبية في القري والمناطق النائية.. وقد اكد الرئيس بدء تحقيق انطلاقة نهضة مصر.. علينا ان نعطي الفرصة للرئيس للنهضة المصرية كما نهضت هذه الدول البريكس بارادة شعب مصر.