بدأ العالم يغني كرة قدم حقيقية في مونديال جنوب افريقيا حيث الاثارة والجمال. كان حلما يتطلع إليه المصريون.. ان ينظموه.. او علي الاقل يشاركون فيه.. ولكن للاسف الشديد.. لا تنظيم ولا تأهل. ويبدو انه حتي »الفرجة« لن تكون هادئة أو ممتعة للكثيرين ممن يغرقون في المشاكل والازمات، او بمعني آخر يفضلون »النكد« علي انفسهم.. وعلي غيرهم. كل الانظار- في الدنيا كلها- ذهبت إلي المونديال لتقضي لحظات وأوقات سعيدة مع منافسات شرسة ولتتابع الجديد في الخطط والتكتيك، وتشاهد براعة النجوم الذين طالما اجادوا وتألقوا مع انديتهم. اما ما يجري في الداخل فهو يجسد امورا سلبية غاية في التعقيد، تعكس مدي ما وصلت إليه الاسرة الكروية من انقسامات القليل منها لاسباب موضوعية.. اما الاغلبية فلا منطق لها علي الاطلاق. ماتزال ازمة المجلس القومي للرياضة مع اتحاد الكرة قائمة »خناقات« الاندية علي اللاعبين في نظام الاغتراف زادت عن الحد.. احمد حسن وشيكابالا.. مع الفارق في موقفهما.. ازمتان في الاهلي والزمالك.. وما خفي كان اعظم في مناوشات الانتقالات بسبب »ألاعيب« السماسرة ووكلاء اللاعبين.. والغريب ان معظم الاندية تبحث عن الموارد لتبددها علي انصاف النجوم دون ان يتهمها احد باهدار المال العام. هذا كله.. وغيره.. تشهده الساحة التي يبدو انها ستزداد غليانا في الأيام القليلة القادمة، بينما العالم يتابع المونديال ولأجل الخروج منه بالجديد والمفيد.. فنيا واداريا وتنظيميا. مسألة في غاية الخطورة.. ان تكون »العقد والكلاكيع« هي سمة الاوضاع في كرة القدم المصرية التي لا تخضع للمنطق او الاصول العلمية، وانما تميل الي الاجتهادات الشخصية والقرارات الفردية دون النظر إلي المصالح الجماعية. العالم يغني وينظر الي المونديال علي انه الحدث الاهم والاكبر.. ومصدر متعة هؤلاء البشر انهم يذهبون الي ملاعب جنوب افريقيا او يتابعون من خلال شاشات التليفزيون انهم تحرروا من مشاكلهم.. اما حضرات الافاضل الذين ينتمون لعائلة كرة القدم في مصر.. مسئولين ولاعبين ومدربين.. وبعض الجماهير ايضا.. كل هؤلاء اذا لم يجدوا مشكلة فانهم يبحثون عنها من تحت الارض. اهلا بمونديال 0102. اجمل ما فيه انه يقام لأول مرة في تاريخه علي ارض افريقيا.. واسوأ ما فيه ان منتخب مصر ليس بين منافسيه. وبين الاجمال والأسوأ.. تظل دروس الماضي هي النبراس الذي يمكن ان يضيء للمستقبل اذا اراد المرء ان يتعلم.. اما اذا لم يستوعب وظل علي حاله »المايل« فلن يزداد إلا جهلا وغباء.. ولا مؤاخذة!