عندما نذكر اسم حسين زكي، فإننا نتحدث عن أهم لاعب أنجبته كرة اليد المصرية طوال تاريخها، بالأرقام هو الأشهر، والأكثر حصولا على الإنجازات والألقاب سواء مع الأندية العالمية مثل ريال سوسيداد الإسباني أو مع منتخب مصر. إنجازاته دائما تسبق سنه، ولم يلعب في بطولة إلا وترك فيها أثرا وبصمة تحدث عنها جميع خبراء اللعبة. حسين زكي صاحب ال32 عاما، والذى انضم للمنتخب المصري منذ عام 1996 وحتى الآن، يلعب لنادي أهلي دبي الإماراتي، المتواجد حاليا بمعسكر بالقاهرة استعداد لبطولة الأندية الآسيوية، حيث وصل إلى القاهرة صباح الثلاثاء الماضي، 25 أكتوبر، وستغادر البعثة القاهرة يوم 4 نوفمبر بعد أن تلعب 4 مباريات ودية مع أندية مصر.. "أهرام سبورت" التقت حسين زكي وأجرت معه الحوار التالي.. ماهي فرص منتخب مصر في أمم إفريقيا بالمغرب يناير 2012، خاصة أنها مؤهلة لأوليمبياد لندن؟ بالتأكيد نحن نسعى للتأهل للأوليمبياد للمرة السادسة في تاريخنا، وأيضا الفوز باللقب الإفريقي، لكن شكل المنتخب ومستواه في البطولة لا يمكن توقعه، فمنتخب مصر عندما شارك بدورة الألعاب الإفريقية بموزمبيق في سبتمبر الماضي، وفاز بالميدالية الذهبية، لم تكن ظروفه تسمح بالفوز، بعد عودة اللاعبين القدامى للمنتخب، ولم يتجمع المنتخب أو يتدرب اللاعبين مع بعضهم البعض، ولكن ذهبنا للبطولة وقدمنا مباريات رائعة وحققنا الميدالية الذهبية، نفس الأمر بالنسبة لمنتخب تونس الذي فاز ببطولة الأمم الإفريقية الماضية بمصر، هم أنفسهم قالوا أنهم لم يكونوا يستحقون اللقب، وأن مصر والجزائر كانا أفضل بكثير وأن أيا منهما كان يستحق الفوز باللقب، فأحيانا الحظ يقف في وجه الطموحات في كرة اليد. منتخب مصر حصل على المركز 14 والجزائر 15 وتونس 20، في كأس العالم الأخيرة بالسويد، هل ترى أن هذا الترتيب منطقي للقوى داخل القارة السمراء؟ هذا ليس له علاقة بترتيب المنتخبات داخل القارة، ولكن المركز ال14 لمصر وال20 لتونس، منطقي بعض الشيء لأن المجموعة التي وقع فيها الفريقين كانت صعبة جدا، ولم يتمكنا من احتلال مركز متقدم في الدور الأول، على العكس من منتخب الجزائر الذي أوقعته القرعة في مجموعة سهلة، وأيضا هو قدم مباريات رائعة، وكان يمكنه أن يحقق مركزا أفضل من هذا. هل تعتقد أن كرة اليد التونسية خطفت الأضواء والريادة من نظيرتها المصرية في السنوات الأخيرة؟ في كرة اليد لا يمكن أن تتحدث عن الريادة، لأن هذه اللعبة سريعة وقوية، كما أن الحكام يلعبون دورا كبيرا في حسم بعض اللقاءات، لأن التحكيم تقديري بعض الشيء، خاصة أن أي فريق يغير طريقة لعبه وتكتيكه وسرعته كل 3 أشهر. وكيف تعود كرة اليد المصرية إلى مكانتها بين العظماء السبعة؟ حتى تسترد كرة اليد المصرية مكانتها العالمية، لابد أن يترك الاتحاد المصري الحرية للاعبين لكي يحترفوا، لأن الأندية المصرية ليست لديها إمكانيات لتأهيل اللاعبين بشكل سليم، هناك دول إفريقية مثل أنجولا بدأت تخطو هذه الخطوات، وظهر تفوق واضح لمنتخبها في الفترة الأخيرة، ولابد أن يتعامل اللاعبون المصريون باحتراف مع اللعبة ويفهمون أنها كل حياتهم وشغلهم الشاغل، وأن يقدموا تضحيات حتى تتطور كرة القدم، أضف لذك أن كرة اليد المصرية ينقصها الإمكانات المادية والإعلامية، فكرة اليد في مصر لا يعرفها أحد، والحضور الجماهيري قليل في المدرجات، وحتى الجماهير عندما تحضر مباراة الأهلي والزمالك، تحضر لتصفية حساباتها بسبب خلافات في كرة القدم، أيضا لايصح أن يكون هناك قواعد للإعلام الرياضي، أنا موافق أن ينتقدني جوهر نبيل في برنامجه لأنه كان لاعب كرة يد، ولابد أن اركز في كلامه واستفيد منه، لكن لا يصح أن يتكلم علاء صادق أو خالد الغندور أو مجدي عبد الغني في كرة اليد، لأنه لا يعرف عنها شيء، في كأس العالم 2001 بفرنسا كان الدكتور علاء صادق مراسل صحفي مرافق للبعثة، ولكنه لم يكن يعرف شيئا عن اللعبة. ماذا تقصد بأن يترك الاتحاد حرية الاحتراف للاعبين؟ هناك قيود يضعها الاتحاد المصري لاحتراف اللاعبين، منها مثلا أن الاتحاد يحصل على ما يشبه الإتاوة سنويا من كل لاعب محترف، فهم كانوا يحصلون من في بعض الأعوام على 50 ألف يورو، والمسألة كانت قابلة للزيادة والنقصان حسب التفاوض. لكن منذ الآن لن يحدث ذلك، لأن نظام الانتقالات الجديد الذي وضعه الاتحاد الدولي، سيحول دون ذلك. منذ فترة طويلة والاتحاد يتحدث عن تجديد دماء المنتخب وبناء هيكل جديد لننافس به في المستقبل، لكن لا جديد حتى الآن؟ هذا حقيقي فعلا، المفروض أن إعداد جيل جديد، يتبعه إنجازات، لكن هذا لا يحدث، ولكن إذا قارننا بين منتخب السويد ومنتخب مصر، سنجد أن السويد لعبت في المباراة النهائية بكأس العالم بفرنسا 2001، وبعدها تم إحلال الفريق وتجديده، ولم يشارك في بطولة عالم، حتى شارك في 2011 وفاز بالمركز الثالث، على العكس من منتخب مصر الذي فاز بالمركز الرابع في 2001، وحتى الآن فشل في الصعود للمربع الذهبي رغم مشاركاته المستمرة في نهائيات كأس العالم، وهذا هو الفرق هناك لديهم فكر وسلوك رياضي مختلف. اتحاد كرة اليد المصري قرر إبعاد اللاعبين الكبار من المنتخب في كأس العالم الماضية ولكنه تراجع في قراره وضم اللاعبين الكبار وأنت منهم في دورة الألعاب.. هل ترى هذا نوعا من العشوائية؟ بالعكس، لا أعتبره قرارا عشوائيا، فالاتحاد حاول تطبيق فكر معين، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك أن هذا القرار خاطيء، وهذا شيء أحترمه فيهم لأنهم اعترفوا بالخطأ وأعادوا اللاعبين القدامى للمنتخب، ولم أكن أفهم سر استبعاد اللاعب لمجرد أنه وصل إلى 33 سنة، وأنا شخصيا تحت أمر المنتخب في أي وقت، وأحب أن أشير إلى أن اللاعب يصل لقمة عطائه في هذا السن، كما أن الألماني لوميل المدير الفني للمنتخب قال لي بعد عودتي للمنتخب، أنه لم يجد من يملأ الفراغ الذي تركته في المنتخب، وأنا في الأول والآخر لاعب لي كرامتي وسمعتي، إذا طلبني المنتخب فأنا تحت أمره، وإذا لم يطلبني فلن أسأل عن شيء. لعبت لأفضل الأندية العالمية منها ريال سوسيداد الأسبانى.. فهل انتقالك بعد ذلك للعين الإماراتي ومنه للأهلي يعني تراجع مستواك؟ الأمر ليس كذلك، ولكن رجوعي كان بسبب أولادي، فأنا عشت بعيدا عنهم لفترات طويلة، كما أنني لن أخذهم للحياة في إسبانيا لأن تقاليدهم لا تتناسب مع تقاليدنا وديننا، كما أن الدوري الخليجي صعب جدا، ومعظم اللاعبين الأجانب الذين يحترفون هناك لا يستطيعون الاستمرار لأنهم يبذلون مجهودا كبيرا أكبر من المبذول في الدوريات الأوروبية. وبالتالي لعبي فيه لا يعني تراجع مستواي. أليس من الأفضل لك من الناحية الفنية أن تلعب فى الدورى المصرى لأنه الأقوى عربيا ؟ أنا لن ألعب فى الدورى المصرى لأن المقابل المادى به غير مجز، هنا يتم التعامل مع اللاعبين على أنهم هواة و ليسوا محترفين، على العكس من الدورى الإماراتى فهو دورى محترفين، تخيل أن أغلى لاعب فى مصر وهو فى النادى الأهلى يحصل على 120 ألف جنيه فى السنة، أنا عندما كنت فى الزمالك وكنت حاصلا على لقب أحسن لاعب فى العالم كان عقدى ب50 ألف جنيه فى 5 سنوات أى 10 آلاف جنيه فى الموسم. هل لديك عروض من أندية مصرية؟ أنا عقدي مع الأهلي الإماراتي ممتد لعام آخر، وبالفعل أنا لدي عروض من الأهلي والزمالك، ولكن أنا لن أعود الآن، ولكن سأنهي حياتي في الدوري المصري وقد يكون ذلك في أي ناد سواء الأهلي أو الزمالك أو غيرهما. ومتي ستعتزل؟ مازالت لدي 5 سنوات في الملاعب، وأتمنى أن يقيني الله من الإصابات. محطتك الأخيرة فى أروبا كانت مع نادى أرجون الأسبانى .. فما هى سبب خلافاتك مع هذا النادى؟ ليست خلافات ولكن معظم الشركات الراعية لأندية كرة اليد فى أسبانيا شركات معمار وهذه الشركات تأثرت كثيرا فى الأزمة الاقتصادية عام 2008، و الطبيعى أن يتم تخفيض المقابل المادى لجميع اللاعبين وأنا واحد منهم ولكن هذا لم يكن بنظام "لى الذراع" فعرضوا على الرحيل و الحصول على عرض مناسب أو تخفيض راتبى بنسبة 50% فى الموسم، وأنا قررت أن أرحل، عندما وجدت عرضا جيدا من العين الإماراتي، وأحب أن أشير إلى أن هذا النادي عرض علي مؤخرا العودة إليه، ولكنني رفضت، ولا أعلم هل من الممكن أن أعود للعب في أروبا مرة أخرى أم لا. حسين زكى أفضل لاعب فى العالم ما الذى تغير فى نجم الجماهير الملهم الآن؟ عندما كنت محترفا فى أروبا كان كل شىء بحساب وكان هناك مبدأ الثواب والعقاب، فمثلا عندما كنت أسدد 30 كرة على المرمى الطبيعى أن تدخل جميعا، قد تضيع كرة أو اثنتان على الأكثر، لكن الآن قد أحرز 15 وهذا يكون طبيعيا، وعندما كنت مع المنتخب زمان كان يلعب بجوارى عمالقة كرة اليد فى مصر مثل جوهر نبيل وأحمد بلال وأشرف عواض وأحمد العطار وشريف مؤمن ومجدى أبو المجد وحمادة الروبى وحماده النقيب وحسين عواض، لم أكن ألعب لوحدي، كنت ألعب بجوار نجوم كبار لكل منهم ثقله فى عالم كرة اليد على المستوى العالمى، الآن أنا ألعب بجوار لاعبين لا يملكون خبرة كلهم مركزون على حسين زكى وهذا حمل على "وكل اللى فى ايدى انى أعمل اللى على وخلاص". معظم الجماهير لا تعرف شيئا عن حياتك الخاصة؟ أنا متزوج و لدى ولد و بنت و هما يوسف و عمره 10 سنوات و جنا عمرها 7 سنوات، لكن مشكلتى أننى ليس لدى وقت أجلس معهم فهم يعيشون فى مصر، ويأتون إلى فى زيارات أو أن أزورهم فى أوقات توقف المباريات. كابتن حسين ماذا ستفعل بعد اعتزالك كرة اليد ؟ بعد أن أعتزل سأتوجه للتدريب، فبعد الخبرات التى حصلت عليها فى كرة اليد من خلال احترافى و احتكاكى بكبار اللعبة فى العالم لا يصح أن أعمل فى أى شىء آخر، وحينها سيكون هدفى هو الوصول لأعلى شىء فى عالم التدريب والارتقاء باللعبة فى مصر، والوصول بمستوى اللاعب المصرى لنظيره فى أروبا، وكما صنعت سمعة جيدة للاعب كرة اليد المصرى فى أروبا أتمنى أن يحدث هذا فى مصر، فنحن لا نعرف شيئا عن الرياضة سوى كرة القدم نحن لدينا موهوبون فى رياضات عدة، وكم شخصا فى مصر يعرف أن لدينا لاعبا كبيرا فى الكرة الطائرة اسمه حمدى الصافى. الكونكورد.. هذا هو اللقب المشهور به بين المصريين فهل لديك ألقاب أخرى؟ أنا لدى ألقاب كثيرة فمثلا فى إسبانيا كانوا يلقبوننى بالأفعى لأننى سريع وتسديداتى نحو المرمى قوية، وأيضا لقبوننى بفتافيت السكر لأننى محبوب بين الجماهير، ولقبوننى أيضا بجوهرة النيل، وهناك ألقاب أخرى كثيرة. حققت إنجازات عديدة.. ألم تكن تتضايق عندما يتجاهلك الإعلام المصرى؟ بصراحة أنا لا يعرفنى أحد فى مصر، كلما يرانى أحد فى الشارع يقول على إننى شبه عصام الحضرى، لا يعرفون اسمى أو أى شىء عنى أو أننى لاعب كرة يد فى منتخب مصر، ومازاد الطين بله هو أنه هناك صحفيين لم يكونوا يعرفوننى بجد حاجة تحزن !! ماذا تبقى من الطموحات بعد رحلة الاحتراف و الفلوس ؟ أتمنى أن أحقق شىء مع منتخب مصر كالفوز بكأس العالم أو تحقيق ميدالية أوليمبية، وأدعو الله أن يحفظنى من الإصابات وأن يفتكرنى الجمهور بالخير.