"وحاولت جيوش تحالف ثلاثي بين الإنجليز والفرنسيين (الأنجلوسكسون) والإسرائيليين الدخول لمصر واحتلالها، من بوابة مدينة بورسعيد الباسلة، فأسقط العدو مظلاته ولكن شعب بورسعيد الباسل كان لهم بالمرصاد، فانتظرهم الأهالي بالأواني والعصي واستطاعوا إعادتهم إلى حيث كانوا، ليفشل العدوان الثلاثي على مصر بفضل المدينة الباسلة".. هذه الفقرة كلنا درسناها أو درسنا معناها وفحواها في تاريخ مصر أليس كذلك؟! نفترض أنني أهبل.. عزيزي القارئ الذكي النبيه أو من أفترض أنه كذلك.. هل يدخل أي عقل أو منطق أن جيوش أكبر ثلاث قوى عسكرية في العالم في ذلك الوقت سقطت وفشلت أمام حلل وصواني وعصيان شعب بورسعيد الباسل؟ لو كان المستمع طفلا ما صدق هذا الكلام الفارغ ولكنه رسخ في وجداننا لأننا استمعنا إليه ونحن صغارا، والحقيقة أن بورسعيد تعرضت لمجزرة تاريخية مات فيها المئات بل ويمكن الآلاف ونجح إسقاط اليهود مع إنجلترا وفرنسا ولكن، الكيانان الأكبر في العالم آنذاك روسيا وأميركا خافوا على سيطرتهم على العالم فأمروا الجيوش الثلاثة بالانسحاب وإلا تحولت لحرب عالمية وأعلنت وقتها أميركا وروسيا مساندتهم الكاملة لمصر، فخاف اليهود والإنجليز والفرنسيون وانسحبوا بعد أن حطموا ودمروا المدينة العظيمة وقتلوا شعبها غدرا! هذا على الجانب السياسي أما على الجانب الآخر الذي يخصنا فسيسجل التاريخ أن مدينة بورسعيد الباسلة مات فيها عشرات من جماهير كرة القدم ألقى بهم أبناء المدينة من فوق مدرجات الاستاد وطعنوهم وداسوا عليهم بأقدامهم.. هذا ما سيسجله التاريخ المصري الملعوب في أساسه بالكامل والذي يكتب على يد الحكام والمتآمرين ولا يكتب أو يحكي الواقع.. الواقع الذي يقول أن بورسعيد وأهلها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، براء من طرد جيوش العدوان الثلاثي وبراء من مؤامرة دمرت كرة القدم المصرية، مؤامرة لم ينكشف وقد لا ينكشف من قام بتدبيرها، لأن الباحث والمباحث هم غالبا المتورطون فيها لذا فحاميها حراميها يبيعها ويغدر فيها! العدوان الثلاثي الذي كان بذرة تهجير الشعب البورسعيدي من مدينته، واستمر بعد ذلك تهجير أبناء القناة لسنوات وصلت للذروة عقب نكسة "هيكل" أقصد وكسة يونيو (أنسبها للأستاذ هيكل لأنه كان ترزي إعلام تلك الحقبة وهو من أطلق عليها نكسة من الانتكاس تخفيفا للمصيبة رغم أنها كانت وكسة سوداء) هذا العدوان كان بداية إفراغ بورسعيد من كيانها ومن شعبها ومن ناسها، وكان بذرة الكذب الأولى في بورسعيد التي ضحت مرارا بأهلها، واستخدمها الساسة لخدمة مصالحهم بنسب بطولات زائفة لهم أو بالادعاء عليهم بالقتل، وهم لا هذا ولا ذك.. ما جعلني أكتب في هذه القضية أن مودرن سبورتس قد أغلقت ومشروع قناة النهار الرياضية عاد إلى الأدراج وكذلك تم نسيان أي مشاريع رياضية لدريم، وتباعا ستغلق البرامج الرياضية أغلبها وسيتشرد العاملين فيها، والسبب الذي سمعته على لسان صديق عزيز، هو مدينة بورسعيد قاهرة الإنجليز والفرنسيين واليهود وكرة القدم المصرية! مذبحة فبراير الأسود من العام 2012 كانت الرصاصة التي قتلت الكرة المصرية، الرصاصة التي حاول كثيرون تركها في القلب والمضي قدما، ولكنها ظلت تتعمق حتى أنهت على آخر شرايين اللعبة في مصر بثورة أبناء هيكل في يونيو 2013. نعم العدوان الثلاثي وقف في بورسعيد ولكنها لم تكن السبب بل ضحية، ونعم المذبحة التي أودت بحياة الكرة المصرية كانت في بورسعيد ولكنها بورسعيد كانت هي الأخرى ضحية ضحى بها المتآمرون الذين لم نصل ولن نصل إليهم طالما هم من يحققون في تآمرهم بأنفسهم وهم أنفسهم يحكمون! ** تحذير هام.. هناك كلام بين السطور وتلميحات سيفهمها البعض والبعض لن يفهمها.. ومن يقول أنني أقدم السم في العسل أقول له عذرا.. أنا لا أقدم عسلا! زياد فؤاد لمتابعة الكاتب على تويتر اضغط هنا