تحت شعار "قوافل شعبية إلى بورسعيد.. براءة الباسلين وعقاب المجرمين"، كانت الدعوة التى دعا إليها مجموعة من النشطاء فى محاولة لرفع ما أصبحنا نسميه بالحصار على بورسعيد..!! إنها بورسعيد – والله العظيم بورسعيد – مدينتنا الباسلة التى كانت واستمرت ومازالت لا تحتاج إلى تعريف من أحد منا.. فكيف نصل بها إلى هذا الحد؟ كيف يحول بعض أصحاب العقول والأفكار الغريبة علينا مدينتنا الباسلة وكأنها غزة التى تحاصرها قوات من الاحتلال الإسرائيلى لا يستطيعون الخروج منها ولا يجدون فيها لقمة عيش. ماذا جرى لنا.. هل طارت عقولنا وزاغت أبصارنا وانتحرت فى داخلنا تلابيب المنطق، كيف نحول بأيدينا مهزلة المؤامرة على مشجعى كرة قدم لن نصفهم بالأهلاوية بل بالمصريين لأنه لا فرق بين مصرى وآخر باختلاف الفريق الذى يشجعه. إن شهداء مباراة الأهلى والمصرى ليسوا شهداء أهلوية، ولكنهم شهداء مصريون راحوا ضحية مؤامرة واضحة للعيان ولا تحتاج كثيراً للالتفاف حولها. فمصريو بورسعيد لم يذهبوا ليلتها لاغتيال عشرات الشباب من ورود مستقبل مصر، ولكن بعضاً منهم ذهب لتشجيع فريقهم فاندست بينهم أيادى الغدر لتنال من الجميع بسكين بارد، إمعاناً فى خنق الوطن والسقوط به إلى حافة الهاوية ليضيع بكل من فيه. فى وقت هذا الضياع لن يكون هناك فرق بين أهلاوى ولا مصراوى.. لا زملكاوى ولا اتحاداوى.. الكل فى الهم والغم والضياع سيكون سواء.. إذن ما ذنب بورسعيد ومصريوها لنتعامل معها وكأنها المدينة المحاصرة.. نتحدث عن مواطنيها وكأنهم من الأغراب الذين يخافون الخروج من الحصار لتلتقطهم أيدى الأعداء الذين ينتظرونهم بالخارج للنيل منهم. إن كل ذنب أبناء بورسعيد – وهوليس ذنبهم - أن أطراف المؤامرة قد اختارتهم مسرحاً لجريمتهم.. وكم من مسارح لجرائم تقترف عليها وليس لأصحابها ذنب فيها وإلاكنا سنعاقب الأقصى لأنه مسرح لجرائم الاحتلال القذر عليه!.. حتى لو كان مجرمو المؤامرة قد استخدموا بعض المنتسبين والموتورين الموجودين بمسرح الجريمة ما ذنب كل أبناء بورسعيد الذين باتوا يشعرون فجأة وكأنهم حرام على باقى أبناء الوطن.. هل نحاول أن نعالج جريمة قتل شهداء ملعب بورسعيد بجريمة أوسع وأكثر مكراً وسوءاً وجهالة! هل يريدون منا اقتطاع جزء غال من الوطن ليصبح غريباً مثلما فعل السابقون مع جزء أغلى من الوطن نعانى من تداعياته حتى الآن فى سيناء، أم أننا كلنا نسعى سواء بنفس الجهل أو المكر من تحقيق الهدف الأسمى لدى أطراف المؤامرة أن نقسم أنفسنا – وبأيدينا نحن – شيعاً وأفرادا وأطيافاً ثم دولاً..! إن شهداء إستاد بورسعيد ليست قضية تخص أسرهم فقط ولا الألتراس الأهلاوى، وهم الآن عند ربهم يرزقون لا يحتاجون أحداً منا، لكنها واحدة من قضايا وخطوات تجرى واحدة تلو الأخرى تستهدف ربما فى نهايتها شعبا اسمه الشعب المصرى وبلداً أصبح مطلوباً أن تسقط وتنتهى معالمها حتى ترقص على أنقاضها خفافيش الهدم بدعوى البناء من جديد..!!