** "عظيمة يا مصر يا أرض النعم.. يا مهد الحضارة يا بحر الكرم.. نيلك دا سكر جوك معطر بدرك منور بين الأمم.. عظيمة يا مصر يا أرض النعم".. تذكرت كلمات هذه الأغنية للمطرب اللبنانى المبدع وديع الصافى، وأنا أتابع شعب مصر العظيم وهو ينتشر فى كل ربوع مصر معلنا عن شرعية ثورية جديدة.. شرعية لا تقبل التشكيك أو الجدل.. وهى شرعية تحققت بالملايين الذين نزلوا إلى الشارع، لتكون امتدادا طبيعيا لثورة 25 يناير 2011.. موجة ثورية جديدة ممكن.. ثورة جديدة جائز.. ثورة تصحيح وارد.. المهم قال أغلب الشعب المصرى كلمته بعد عام كامل من حكم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان التى تبين للجميع أنها هى الحاكم الحقيقى للبلاد، وهو الحكم الذى لم يلب أمانى وطموحات المواطنين الذين انتظروا تحقيق شعار الثورة: "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية"، ولكنه أبدا لم يتحقق على امتداد العام المنقضى، فكان الفشل الذريع الذى شعر به الجميع على كل الأصعدة والمستويات.. والآن علينا أن ننظر نظرة واقعية نحو المستقبل.. مستقبل هذا الوطن الذى عانى كثيرا على امتداد أكثر من ستين عاما، وبات يستحق ما هو أفضل.. نعم يستحق ما هو أفضل، ولكن هذا الأفضل لن يتحقق "بطرقعة الصوابع" والتواكل والكسل و"تكبير الدماغ" وإنما يتحقق بالعمل والإنتاج وبذل أقصى الجهد للنهوض بالوطن، ووضع مصر فى مكانها الطبيعى بين الأمم.. ولن يتحقق إلا بمشاركة جميع الأطياف والتيارات السياسية بما فيها حزب الحرية والعدالة، حتى لا تتهم الثورة الجديدة بأنها تقصى فصيلا أو تيارا أو تحرمه من ممارسة حقه المشروع فى التعبير عن رأيه بحرية طالما كان ذلك فى إطار القانون. أيضا.. الأفضل لن يتحقق إلا بمصالحة وطنية شاملة بين جميع فصائل وتيارات الشعب المصرى.. وبالتسامح وبمحاولات المخلصين من أبناء هذا الوطن ومؤسساته وخاصة الأزهر الشريف لرأب الصدع ولم الشمل وتوحيد صف الأمة، وعلى الأزهر دور كبير فى تعميم الخطاب الدينى المعتدل والتصدى لخطاب الفتنة الذى يكفر المسلم ويضرب عرض الحائط بحرمة دمه وعرضه وماله.