[email protected] عندما تغضب الشعوب لايمكن أن يوقفها أحد ..فالشعوب تسقط الطغاة.. وتدهس الأساطير وترفع من القواميس كل كلمات الخوف ..ولا يمكن أن تستمع الشعوب الغاضبة لمن كانت تحبه أو مازلت على إعتبار أنه من صناعتها وهى التى منحته الشهرة والنجومية وخلعت عليه الألقاب ومنحته الأنواط ..هذا الفخ وقع فيه إسطورة كرة القدم بيليه الذى منحته الجماهير لقب الجوهرة السوداء ولكن عندما ذل لسانه لم يكن جوهرة ولم يكن شيئا وكادت الأمواج العاتية تدهسه وتجعله فى ذمة الماضى و وذمة التاريخ فى صورة نهاية سوداء وليست جوهرة سوداء ..كل الدنيا تعرف أن البرازيل تشهد موجة غضب عاتية لم تشهدها منذ 21 عاما حسب كلام رجال السياسة ..غضب يملأ الشوراع فى أكثر من عشرين مدينة برازيلية ..فقد خرج البرازيليون إحتجاجا وإعتراضا على غلاء المعيشة وإرتفاع أسعار النقل وغياب العدالة الإجتماعية والسفه فى الإنفاق على بطولتى كأس العالم وكأس القارات ..فالحكومة أنفقت تسعة مليارات دولار على الإنشاءات والتجهيزات الخاصة بالمونديال والشعب يشكو الفقر ..ولم تهتم الناس فى البرازيل بأن بلادهم تنظم بطولة كاس القارات وأن منتخبهم فى مخمة وطنية فخرجوا إلى الشوارع ..والفخ الذى وقع فيه بيليه كان بمثابة ذلة لسان والتى فتحت عليه أبواب حهنم كان من الممكن أن يخسر تاريخه وشهرته لو لم يتراجع عن كلامه ..وذلة اللسان التى وقع فيها هى أنه قال :أتركوا الشوارع وركزوا فى كرة القدم ..فالبرازيل تشهد ربيعا إستوائيا "كأس القارات "..وسوف ننسى هذا الجدل فى البرزيل ونفكر بأن منتخب البرازيل هو بدلنا ودمنا " هذه الكلمات اثارات الشعب البرازيلى ضد بيليه الذى تدراك الموقف ولم يعاند وإعتذر فورا قائلا :أرجوكم لاتسيئوا فهمى ..فأنا أساند هذا الحراك وأساند الشعب فى مطالبه المشروعة وهى العيش والعدالة الإحتماعية ..وكنت أقصد من كلامة مساندة منتخب البرازيل فى كأس القارات ..هذا الإعتذار الذى قاله بيليه يكشف درجات الإحترام والتقدير للجماهير وغضبها ..وكان يجب على الجوهرة السوداء بيليه أن يستمع لما قاله نجوم المنتخب البرزيلى مثل نيمار وأوسكار وجو الذين تضامنوا مع الشعب من اللحظة الأولى .