وسط العتمة والأجواء الملبدة بغيوم الصراعات والأنقسامات جاءت الفرحة ..وإرتسمت الإبتسامة على الشفاه وتخلص الناس من التكشيرة التى لازمتهم بعض الوقت قلقا وخوفا على الوطن ..فقد عشنا أزمة فرحة نبحث عنها وننتظرها لنغسل همومنا وتستريح أعصابنا ويهدأ بالنا ولو مؤقتا ..وجاءت الفرحة من الجزائر وصنعها شباب مصر بأقدامهم ورسم تفاصيلها على الورق وفى الملعب صانع النجوم ومكتشف المواهب ربيع ياسين الذى يستحق أن نفرش له السجادة الحمراء ونطوق عنقه بالورود وأغصان الزيتون تقديرا لعمله الشاق وأنجازه الكبير وإحتراما لفكره وجهده وصبره ..ربيع ياسين الذى فرض علينا الربيع فى عز لهيب الحرائق ووسط جحيم الفوضى ونار الإنقسام التى طالت كل شىء حتى مقر إتحاد الكرة الذى تحول إلى كومة من الرماد ..ربيع ياسين وشباب مصر جعلونا نفرح نصفق ونهلل بما حققوه من إنجاز هو الوصول إلى كاس العالم القادمة بتركيا ..ولابد أن نرفع القبعة تقدير وإحتراما لمنتخب الشباب الذى أبهر الدنيا ليس بالصعود للمونديال ولكن بالعروض القوية ..هذه هى المرة الأولى التى يحقق فيها منتخب الشباب الفوز فى ثلاث مباريات متتالية فى بطولة كأس الأمم الأفريقية فى تاريخ مشاركاته بها والتى سبق له أن فاز بها فى عامى 1991 و2003 .وهذه هى المرة الأولى التى يحصل فيها على العلامة الكاملة فى الدور التمهيدى وهى النقاط التسع ..ومن الأرقام التى حققها منتخب الشباب هو حصوله على أقوى دفاع بدخول هدف واحد فى مرمى مسعد معوض فى الدور التمهيدى وأقوى هجوم بتسجيل أربعة أهداف سجلها أربعة لاعبين هم صالح جمعة ومحمد حماد ورامى ربيعة ومحمود كهرباء الذين سجلوا فى شباك غانا والجزائر وبنين ..تصوروا هذا الفريق الذى اشاع الفرحة فى نفوس المصريين صنعه وجهزه ربيع ياسين فى ظل ظروف قاسية وصعبة جدا ولم يلق اى إهتمام أو دعم من المسئولين عن الكرة فى مصر ..ربيع ياسين إكتشف هذه المواهب فى نجوع وكفور مصر وصقلها بالتدريبات والمباريات الودية التى كان أحيانا أطرافها طلبة مدينة البعوث حين لم يجد ربيع ياسين فرقا يلعب معها ..وكان المسئولون فى الجبلاية يتعملون معه بطريقة "ودن من طين وأخرى من عجين" .. والسؤال الذى أطرحه هل المسئولون فى الجبلاية سيوفرون لربيع ياسين واللاعبين ما يحتاجونه من معسكرات ومباريات قبل أن يحزموا حقائبهم ويسافروا إلى مونديال تركيا ..وهل سيت تنفيذ برنامج ربيع ياسين أم أنهم سوف ينشغلوا بأشياء أخرى ..أتمنى أن يهتموا بهذا المنتخب ويستجيبوا لكل ما يريده ربيع ياسين الذى عشنا معه لحظات الربيع الكروى وشباب مصر جعلونا نعيش الحلم ..حلم نشوة الإنتصار وفرحة الإنجاز ..وخدوا فالكم من شبابكم ..وعقبال ما نرى منتخب الكبار فى المونديال .. [email protected]