تقدم الالماني سيباستيان فيتل، المتوج بلقب بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد خلال المواسم الثلاثة الاخيرة، باعتذار شخصي من جميع الافراد العاملين في فريقه ريد بول-رينو لما بدر عنه خلال سباق الاحد الماضي على حلبة سيبانغ الماليزية. واثار فيتل حفيظة ريد بول وزميله الاسترالي مارك ويبر عندما تجاوز الاخير على حلبة سيبانغ خلافا لاوامر الفريق الذي طلب منه المحافظة على المركز الثاني ومن زميله عدم الضغط على سيارته والاطارات من اجل ضمان انهاء السباق في المركز الاول. وكان ويبر يعتزم عدم الصعود الى منصة التتويج بعد السباق لتسلم كأس المركز الثاني قبل ان يرضخ في النهاية لرغبة اداريي الفريق، وهو تواجه مع زميله الالماني في مرآب الفريق متهما اياه بمخالفة امر "مالتي 21"، العبارة التي يستخدمها ريد بول للطلب من سائقيه المحافظة على مركزهما. وقام فيتل بزيارة مقر الفريق في ميلتن كينز (حوالي 72 كلم شمال-غرب لندن) بهدف التحضير للسباق المقبل على حلبة شنغهاي الصينية في 14 نيسان/ابريل المقبل، واغتنم الفرصة من اجل الاعتذار من طاقم الفريق، وذلك بحسب ما اكد مدير الاخير كريستيان هورنر في تصريح لشبكة "سكاي سبورتس نيوز" كاشفا بان بطل المواسم الثلاثة الاخيرة تعهد بعدم تكرار ما حصل الاحد الماضي. واضاف هورنر "قال (فيتل) ان ليس بامكانه اعادة عقارب الساعة الى الوراء لكنه تقبل بان ما قام به كان خطأ. لقد اعتذر من الفريق عن الخطأ الذي ارتكبه، اعتذر من كل فرد في طاقم العمل لانه يعي بان الفريق مهم جدا ويعي بان تمكنه من المنافسة على الالقاب جاء نتيجة كونه جزءا من هذا الفريق". وسبق لفيتل ان اعتذر ايضا من زميله ويبر الذي تحدثت التقارير عن احتمال رحيله عن ريد بول في الايام القليلة المقبلة لانه يرى بان الفريق يدعم زميله الالماني على حسابه، لكن هورنر امل ان يدرك السائق الاسترالي بان الفريق لم يفعل الاحد الماضي اي شيء يؤثر على حظوظه بتحقيق الفوز بل انه امر وبوضوح زميله الالماني بالبقاء ثانيا لكن الاخير خالف الاوامر. واضاف هورنر "نية الفريق كانت واضحة وهي ان يفوز ويبر بالسباق. انه يتمتع بالنضج الكافي الذي يخوله معرفة بانه لم يكن هناك اي شيء ماكر (في سباق الاحد)، لم تكن هناك اي نية لدى الفريق لكي يحصل ما حصل. انه يملك سيارة تخوله الفوز بالسباقات ونأمل ان يكون منافسا على لقب بطل العالم، وبالتالي لا يساورني اي شك حول مسألة استمراره معنا حتى نهاية الموسم". وتحدثت بعض وسائل الاعلام عن عدم مشاركة ويبر في السباق المقبل في شنغهاي احتجاجا على ما حصل معه في سيبانغ، لكن والد السائق الاسترالي اكد مشاركة نجله رغم العلاقة المتوترة مع زميله فيتل. ويتواجد ويبر حاليا في استراليا للتفكير لبعض الوقت، وتردد انه يفكر بالغياب عن السباق المقبل لكن والده ألن اكد: "سنكون في الصين للسباق المقبل". وهذه ليست المرة الاولى التي يتواجه فيتل وويبر على الحلبة وخارجها، اذ يبقى سباق تركيا عام 2010 عالقا في الاذهان ايضا بعدما اهدى الاول البريطاني لويس هاميلتون فوزه الاول خلال الموسم واشعل الحرب مع زميله الاسترالي بعدما اصطدم بالاخير في وقت كان سائقا الفريق النمسوي يتوجهان لحصد ثنائية الجائزة التركية. ورغم توتر العلاقة بين زميلي الفريق الواحد، استبعد هورنر وصول سائقيه الى مرحلة عدم الثقة تماما ببعضهما، مضيفا "لنكن صريحين. لم تكن هناك ثقة تامة ببعضهما منذ حادثة اسطنبول عام 2010 لكن هناك احتراما كبيرا لبعضهما. اذا عدتم الى السباق الاخير (الموسم الماضي) في البرازيل، فقد طلب من مارك المحافظة على مركزه لكنه قرر مزاحمة زميله. هذه الامور تحصل. انهما متسابقان وسيذهبان الى اقصى الحدود. هذا هو تكوينهم الجيني ولهذا السبب وقعنا معهما للقيام بما يقومان به ولتقديم ما قدماه كزميلين في الاعوام الخمسة الاخيرة. ومن المؤكد ان ويبر يسعى جاهدا للخروج من ظل فيتل، خصوصا انه لم يخف يوما امتعاضه من اكتفائه بلقب دور السائق الثاني في الفريق ووصل به الامر حتى الى مخالفة الاوامر ومحاولة تجاوز زميله الالماني على حلبة سيلفرستون في سابق حاسم من موسم 2011. ويبدو ان مسألة الارتباط بويبر لموسم واحد فقط ثم تمديد العقد من موسم الى اخر بسبب تقدمه بالعمر (36 عاما حاليا)، يعطي السائق الاسترالي الدفع لكي يقول لمسؤولي الفريق انه بامكاني الفوز وقد اظهر ذلك خلال موسمي 2010 و2011 حين خرج فائزا من خمسة سباقات وصعد الى منصة التتويج في 15 مناسبة اخرى، منهيا البطولة في المركز الثالث لموسمين على التوالي.