تشهد قارة أمريكا الجنوبية عادة واحدة من أقوى التصفيات المؤهلة إلى أم البطولات، ويؤكد بعض المدربين والمتتبعين أنها أصعب حتى من نهائيات كأس العالم هذا وتدعم حصيلة 2012 هذه الأقوال والادعاءات، بل وتزكيها أيضاً. إذ انه باستثناء الكتيبة الأرجنتينية، المتربعة في المركز الأول بفضل الداهية ليونيل ميسي، ما زال الصراع حامي الوطيس بين المنتخبات الأخرى، وما زالت جميع الإحتمالات قائمة. حيث يتواجد منتخبا الإكوادور وكولومبيا في المطاردة وراء الألبيسيلستي، بينما تبحث فنزويلا عن التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وتخوض كتيبتي أوروجواي وتشيلي أوراقهما الأخيرة من أجل العبور إلى البرازيل 2014. وقد أبرز الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا ملخص أوضاع التصفيات في أمريكا الجنوبية، وجاء كما يلي: قمة السنة: الأرجنتين 3-0 أوروجواي كانت جميع مقومات الكلاسيكو حاضرة في موقعة 12 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة ميندوزا بين قطبي منطقة ريوبلاتا، حيث أقصت كتيبة السيليستي ليونيل ميسي ورفاقه من كوباأمريكا قبل سنة واحدة فقط، وكان أبناؤها عازمون على تكرار الأمر نفسه. رغم ذلك قاد نجم برشلونة كتيبة بلاده إلى النصر، ولم يجد مدافعو أوروجواي السبيل لإيقافه، فقد أحرز هدفين، جاء ثانيهما من ركلة حرة بديعة، مما جعل حظوظ أبناء أليخاندرو سابيلا في التأهل ضئيلة. وسجل سيرجيو أجويرو ثاني أهداف الألبيسيلستي في تلك المواجهة. هدف السنة: البيرو 0-1 كولومبيا، جايمس رودريجيز (كولومبيا) لا يتعلق الأمر هنا بأجمل أهداف هذا الموسم في تصفيات أمريكا الجنوبية، بيد أنه دون شك واحد من أكثر الأهداف أهمية وحسماً. حيث منح هدف جايمس رودريجيز، الذي جاء في الدقيقة 51، الإنتصار الثاني لمنتخب كولومبيا، وأعاده إلى سكة النتائج الإيجابية، كما مَكَّن من الرفع من معنويات المدرب الجديد خوسيه بيكرمان. وقد أدركت كتيبة كافيتيروس منذ ذلك الحين أربعة انتصارات في خمس مباريات (بما في ذلك مواجهة البيرو)، وأضحت تحتل المركز الثالث وراء كل من الأرجنتين والإكوادور. واعترف المدير الفني الكولومبي ذاته بأهمية هدف رودريجيز، وقال عنه: "كان الفريق في حجم الظروف والتحديات، كما ساعدنا ذلك الهدف، لأنه جاء في الوقت المناسب." رقم السنة: 20% - هي نسبة النقاط التي تحصلت عليها باراجواي عام 2012، وهو ما يفسر وضعها الصعب في أسفل الترتيب. إذ تقبع الألبيروخا، والتي حضرت جميع النهائيات منذ 1998، في المركز الأخير بسبع نقاط بعد انتصارهاعلى البيرو (1-0) والهزائم ضد كل من بوليفيا (1-3) والأرجنتين (1-3) وكولومبيا (0-2). ويتعين على أبناء المدرب جيراردو بيلوسو قلب الأوضاع رأساً على عقب سنة 2013 علهم يدركون التأهل. التصريحات: "فقدنا التركيز في العديد من المباريات بعد استقبال شباكنا للهدف، وهذا أمر غير مقبول. لذلك يتعين علينا من الآن فصاعداً اعتبار كل واحدة من المباريات المتبقية بمثابة موقعة نهائي، فقد أصبح تأهلنا إلى كأس العالم في كف عفريت،" دييجو لوجانو، قائد منتخب أوروجواي المحتل حالياً للمركز المؤهل إلى مباراة الملحق. بقية المشوار: ستشهد سنة 2013 الجولات الثمانية الأخيرة من التصفيات، وسَتَتَحدد خلالها أسماء المنتخبات الأربعة المتأهلة مباشرة، كما سنتعرف أيضاً على المتأهل إلى موقعة الملحق. وستخوض المنتخبات المتنافسة كلها سبع مباريات، باستثناء كولومبيا، حيث يبدو ممثلو الأرجنتين والإكوادور وكولومبيا الأقرب إلى أعراس البرازيل، بينما ستتنافس كل من فنزويلا وأوروجواي وتشيلي على التذاكر المتبقية. وتقبع منتخبات بوليفيا وبيرو وباراجواي بعيداً في أسفل الترتيب، وستبذل الغالي والنفيس من أجل قلب الأوضاع وبلوغ نتائج أفضل خلال السنة القادمة.