بقدر المتاعب والمشقة جاء التتويج على أرض المنافس فى رادس ، فلم يكن لقب دورى الأبطال الأفريقي الذى حققه الأهلي على حساب غريمه ومنافسه الترجى التونسي السبت الماضي كأى بطولة موجودة فى دولاب الدروع والكئوس بفرع النادى بالجزيرة ، تناسي لاعبو الاهلى وجهازهم الفنى كل الأحزان بعفوية شديدة، وأحتفلا بشدة على أرضية ملعب رادس بعد الفوز على الترجى فى لقاء الإياب الذى جرى السبت الماضي بتونس 1-2 بسبب ما تعرضوا له من صعاب ومضايقات ومشاكل على مدار البطولة ، لم يتناسي الأهلى دماء شهداء نادية فى أحداث بورسعيد ، ولم يتجاهل لاعبيه أحزان وطنهم فى مصيبة وكارثة قطار أسيوط الذى أودى بحياة 51 طفلا صبيحة يوم المباراة ، ولكنها ردة الفعل تجاه لعبة الأقدار التى قذفتهم من ميناء إلى أخر عبر سفينة لا تجيد الإبحار على مدار 238 يوما فى دورى الأبطال منذ المواجهة الأولى أمام البن فى العاصمة الأثيوبية أديس ابابا والتى تعادل فيها سلبا وحتى موقعة رادس التى ذهاب إليها أبناء البدرى وعادوا بالكأس الأغلى فى تاريخ الأهلى بعد رحلة طويلة فى أدغال افريقيا . على مدار 238 يوما عبر الأهلى 8 أزمات كانت إحدهما كفيلة بالإطاحه به خارج بطورة دورى الأبطال ولكن ظهرت قدرات أبنائة وتماسكهم وحفاظهم على ناديهم فعبروا الواحدة تلو الأخرى حتى الوصول لقمة الهرم وهو التأهل لكاس العالم للاندية . مذبحة بورسعيد لم يشارك الأهلى فى الدور التمهيدى لدورى الأبطال الأفريقي ، ولو قرر الأتحاد الافريقي مشاركته فيه لربما أعلنت القلعة الحمراء إنسحابها ، حيث أن مباريات هذا الدور بدأت فى 18 فبراير بمواجهة يانج افريكانز التنزانى والزمالك ، أى بعد المجزرة الدامية التى حدثت فى بورسعيد ب17 يوما فقط ولم يعد الاهلى للتدريبات إلا بعد بدء المنافسات بيومين فى 20 فبراير من الشهر ذاته ، عاد للتدريبات محملا بالمشاكل ما بين سوء الحالة النفسية للاعبين وكذلك اعتزال محمد بركات الذى عدل عن قراره قبل معسكر الإمارات الذى بدأ قبل نهاية الشهر نفسه ، لولا قرعة الكاف لأعلن الأهلى إنسحابه من اليوم الأول لدورى الأبطال . رفض الأمن المتكرر كاد الاهلى أن يودع البطولة بسبب الرفض المتكرر من الجهات الأمنية فى منحه الموافقة الكتابية على تأمين مبارياته بمصر والتى يطلبها الكاف وحدث ذلك مرات كثيرة لعل أبرزها حين وضعت مديرية أمن القاهرة، الأهلى فى مأزق بعد رفضها لإقامة مباراة العودة بين الأهلي والبن الأثيوبي في مصر على استاد الكلية الحربية والتى كان مقررا لها 8 أبريل الماضي وهو كان يهدد بإستبعاده من البطولة وحرمانه من المشاركة فى دورى الأبطال لمدة 3 سنوات ، وناشد مجلس إدارة الأهلى المجلس العسكرى –الذى كان يديرا شئون البلاد فى المرحلة الإنتقالية - لإنقاذ الموقف ليوافق الأمن فى النهاية قبل إنتهاء مهلة الكاف بساعه واحدة على إقامة المباراة ملمحاً إلى التراجع عن موافقته فى أى وقت. كما شهدت مباراة ذهاب النهائى الافريقي الذى أقيم يوم 4 نوفمبر الجارى حالة من الجدل بسبب رفض الأمن اقامة المباراة بجمهور وحتى اللحظات الأخيرة من المهله التى حددها الكاف للاهلى، لم تمنح وزارة الداخلية موافقة مكتوبة ،ولكنها وكالعادة وافقت قبل إنتهاء المهلة بساعات قليلة على إستضافة المباراة وحضور 20 الف متفرج فقط وتقام فى استاد برج العرب وذلك بعد جهود مضنية من العامرى فاروق وزير الرياضة ومحمود الخطيب نائب رئيس النادي الذى أختير رئيسا للجنة المنظمة للنهائى الافريقي . رعب مالي والعودة على سي 130 لم تكن مجزرة بورسعيد هى أسوا فترات فريق الأهلى هذا العام ، حيث أنه عاش فترة عصيبة بعد إحتجازه فى مالي عقب خوضه لقاء الذهاب أمام ستاد مالي فى دور ال16 والتى خسرها بهدف نظيف ،بعد الأحداث التى ضربت البلاد هناك بسبب إنقلاب قوات المجلس العسكرى بمالي على الرئيس المخلوع أمادو توماني توريه وقام الطرفان بتبادل إطلاق النار بعد أن سيطر المنقلبون على المطار،وظلت بعثة الأهلى تحت الحصار وأصوات المدافع داخل فندق متواضع لمدة 6 أيام عقب المباراة إلى أن تم إجلائها صباح 4 مايو على متن طائرة عسكرية من طراز سي 130 لتصل لمطار شرق القاهرة ، وتدرب الأهلى خلال فترة الإحتجاز فى الفندق وطرقاته والسلالم وغرف اللاعبين . غياب الخطيب واستقالات مرتجى وصالح وصفوان رغم أن أنصار القلعة الحمراء تتغنى دوما بحالة الإستقرار الإداري إلا أن الظروف التى ضربت النادى هذا العام غيرت من تلك الصورة قليلا حتى كادت ان تؤثر على نتائج الفريق الأول فى دورى الأبطال فى أحيان كثيرة ، فغاب محمود الخطيب لفترات طويلة بسبب علاجه المستمر وإجرائه عمليات جراحية فى المانيا ولم يعود ويستقر فى النادى إلا بعد بدء التحقيق مع رفيق الدرب حسن حمدى فى جهاز الكسب غير المشروع ، وكذلك تقدم المهندس خالد مرتجي عضو مجلس الإدارة باستقالته فى الأيام الأولى من شهر سبتمبر ورفض حضور مباراة السوبر بين الاهلي وانبى بسبب خلافة مع حسن حمدى رئيس النادى حول موقفه المؤيد لهانى ابوريده فى انتخابات الجبلاية قبل استبعاده منها وهو ما زاد من حالة الانشقاق داخل النادى كون العضوين ابراهيم صالح وصفوان ثابت لا يحضران لمجلس الإدارة من الأساس وهناك أنباء قد ترددت عن إستقالتهم مرات عديدة .
التحقيق مع حسن حمدى بعد يوما واحدا من عودة حسن حمدى رئيس النادى من نيجيريا ، ترأس خلالها بعثة الفريق الأول فى مباراة ذهاب نصف النهائى أمام صن شاين والتى أنتهت بالتعادل 3-3 ، تم إستدعائه للتحقيق معه فى 8 اكتوبر الماضي ثم الإفراج عنه بعد دفعه كفالة مليونى جنيه وهو ما خَلف إرتباكا شديدا داخل النادى أثر بشكل كبير على الفريق ولكن حمدى بخبراته تدارك الأمر سريعا وعقد إجتماع بلاعبى الفريق وجهازهم الفنى وطالبهم بالتركيز فى مواجهة الإياب وضرورة حصد لقب البطولة وترك مشاكله فهو يثق فى برائته ، وما زاد من إطمئنان الفريق وقتها هى حالة التوحد التى بدأ عليها النادى بعد التحقيق مع حمدى فقطع الخطيب رحلة علاجه فى المانيا وعدل مرتجى وصفوان عن الإستقاله وعاد طارق سليم لحضور إجتماعات لجنة الكرة بعد سنوات طويلة عن الغياب ليثبت الجميع أن الأهلى كيان واحد ولا خلافات وقت الشدائد . تهديدات ومطاردات الألتراس شكلت رابطة الألتراس ضغوطا شديدة على فريق الكرة بالأهلى بسبب إقتحامتها المستمرة للنادى وتدريباته ومطالبتها بحقوق الشهداء فى مجزرة بورسعيد ، ويكفى انها فى 4 سبتمبر أطلقت السباب والشتائم للاعبى الاهلى بعد إقتحامها تدريبات الفريق باستاد التتش وهو ما حدث مرة أخرى يوم 23 من الشهر ذاته ولكن بفرع مدينة نصر وهرب وقتها بعض اللاعبين من على الأسوار ، ومن يومها والبدرى ورفاقه يفرضون سياجا من السرية على مكان التدريب وموعده وعاش الأهلى فترات من التنقل وظل مطاردا من جماهيرة التى ساندته كثيرا . أزمة أبوتريكة والسوبر لم يغب محمد أبوتريكة عن مشاهد الأزمات ، وكان حاضرا بقوة حين تخلى عن فريقه ورفض المشاركة فى مباراة السوبر أمام أنبى التى أقيمت باستاد برج العرب فى سبتمبر الماضي، مما دعا لجنة الكرة لإيقافه لمدة شهرين وغرامة نصف مليون جنيه ، وتحدث البعض عن إمكانية رحيله عن الأهلى ناهيك عن حالة الإنشقاق التى ضربت الفريق وقتها بسبب موقف اللاعبين من أبوتريكة الذى أظهرهم فى موقف الرافض للوقوف بجانب أسر شهداء المجزرة الدامية وسعيهم نحو الأموال، ولكن البدرى نجح بإقتدار فى نزع فتيل الأزمة ولم الشمل الفريق وأعاد أبو تريكة للصفوف مرة أخرى . الرياضيون واحتجاز صن شاين كاد احتجاز بعض الرياضيين المصريين المعترضين على عدم استئناف النشاط الرياضى، لبعثة صن شاين النيجيرى بفندق البارون فى نفس يوم خوض مباراة الإياب بنصف النهائى أن تقصى الأهلى خارج البطولة لولا مراقب المباراة الذى أنصف الأهلى بعد أن تقدم مسئولى صن شاين بشكوى للكاف بما تعرضو له بالقاهرة . 8 أزمات كادت أن تعصف بالأهلى بعيدا عن اللقب الأفريقي لذا جاء التتويج الصعب فى رادس بمذاق مختلف ، 8 أزمات كشفت عن أشياء جديدة تجدها فى الأهلي فقط .