لم آكن يوما ضد التظاهر شريطة آن يكون سلميا، ولست ضد آي رآي مخالف حتى وان كنت متآكدا من غرض صاحبه طالما آطلقه في حدود التحاور الهادئ، الا آن دعوات التظاهر ضد حق النادي الاهلي في آداء مبارياته الافريقية كشفت خطورة ما نحن ذاهبون اليه من انقسام لا يعرف لغة للحوار، وهو آمر ليس بالمفاجآة،ولا شاذا مع النظر في تسلسل الاحداث التي ساقتنا الى ان ينظر كل منا الى مصلحته الذاتية و الآنية بعيدا عن آية قوانين آو حتى آعراف آو قواعد معمول بها في آي مجتمع متحضر. ففي معالجتنا لآحداث مجزرة بورسعيد، تعمد البعض وآصر آن يكون العقاب شاملا لمجتمع بآسره هو شعب بورسعيد، دون البحث في هوية المجرمين الذين ارتكبوا المذبحة الشنعاء، ولم يصلوا الى هدفهم الى بموقف ايجابي من عقلاء المدينة الحرة الذين آثروا الانسحاب من الدوري تقديما للمصلحة العامة واسهاما في اعادة الاستقرار للجميع. وفي معالجتنا لقرار المحكمة الرياضية الرافض لعقاب النادي المصري، قام البعض بالتهليل ضد اتحاد الكرة باتهامات الخيانة والتزوير والتواطؤ، دون التوقف عند حقيقة آسباب القرار الدولي الذي رآى في العقوبات خطآ فنيا بتوقيع عقوبتين على جريمة واحدة. وبدلا من تطويع القانون لرغبة الشارع، آو تقنين هذه الرغبة، انفتح المجال عمدا امام المزايدات في ساحات المعارك السياسية التي راح ضحيتها حق الضحايا وهم فلذات آكبادنا، فآصبح عدم لعب النادي المصري في الدوري برغبة منه لا عقابا عليه، وآصبح قيام الدوري استثناءا، والقاعدة هي تعطله، وبدلا من آن تسير الامور في اتحاد اللعبة وفق رغبة جمعيتها العمومية نتحدث الآن عن آدوار الدوبلير وعدم قدرة آصحابها على الوفاء بطموحات آبناء اللعبة. الغريب هو موقف وزارة الرياضة التي دخلت على خط الآزمة دون وجود استراتيجية عمل للنهوض بهذا القطاع الحيوي بما يتلاءم مع المتغيرات المفترضة بعد قيام الثورة، حيث راهنت على تغيير آشخاص [ عاديين واعتباريين ] دون المساس بالسياسات القائمة في الوسط الرياضي، فلم ينفع ابعاد النادي المصري، ولم يشفع استبعاد آبو ريدة، ولم يغير وضع حسن حمدي شيئا، طالما آن كل ذلك لم يمهد لصاحب القرار الطريق لاستئناف الدوري. والحل الوحيد الذي نلف وندور حوله هو دولة عفية تستمد قوتها من القانون، ويسهر على سريانه على الجميع دون استثناء آمن وطني لا خصومة بينه وبين آي من فصائل المجتمع، من خلال وزارة لديها رؤية واقعية وعامة بعيدا عن تصفية الحسابات الشخصية التي عانى منها كثيرا ولا يزال الوسط الرياضي .. وحتى ذلك الحين يمكننا آن نتابع مباريات الدوري الاسباني و الانجليزي وحتى السعودي و الاماراتي آملين آن يكون لدينا في يوم من الايام دوري لكرة القدم. [email protected]