ستكون أولريكه ناسه مايفارت بين الضيوف الذين سيحضرون غدا الأربعاء مراسم إحياء الذكرى الأربعين لمجزرة أوليمبياد ميونخ وذلك في قاعدة "فورستن فيلدبروك" الجوية. وكانت مايفارت شاركت في سن السادسة عشرة في أوليمبياد ميونخ وأبهرت ألمانياالغربية، الدولة المستضيفة، بإحرازها ميدالية ذهبية غير متوقعة في الوثب العالي في الملعب الأوليمبي في ميونخ. وبعد مرور 12 ساعة في الخامس من سبتمبر 1972، هاجم مسلحون فلسطينيون فريقاً اسرائيلياَ في دورة الألعاب. وأدى الهجوم، الذي انتهى بعملية إنقاذ فاشلة نفذتها قوات الأمن الألمانية في وقت لاحق من نفس اليوم، إلى مقتل 11 اسرائيلياً، وشرطياً ألمانياً، وخمسة من منفذي الهجوم. ومن بين ال 600 ضيف الذين من المنتظر أن يحضروا قداسا تذكاريا في الساعة 1400 بتوقيت جرينتش في قاعدة "فورستن فيلدبروك" الجوية وزير الداخلية الألماني هانز-بيتر فريدريش، ورئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر ، ورئيس اللجنة الأوليمبية الألمانية توماس باخ. كما سيشارك في المراسم وفد اسرائيلي يرأسه نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم ويضم الناجين من الهجوم وأقارب للضحايا الإسرائيليين مثل أنيكه شبيتسر، أرملة مدرب المبارزة أندري شبيتسر. وقبل عدة أسابيع قالت شبيتسر:"عار عليك يا أيتها اللجنة الأوليمبة الدولية" موجهةً كلامها إلى رئيس اللجنة جاك روج وذلك للتعبير عن استيائها من رفض اللجنة لحملة قامت بها شبيستر وأخرون لتخصيص دقيقة حداد على أرواح الضحايا وذلك ضمن مراسم افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة في لندن. وترى اللجنة الأوليمبية الدولية أن حفل الافتتاح لم يكن مكاناً مناسباً لمثل هذا التكريم وأن ضحايا المجزرة لهم نصب تذكاري دائم في متحف في لوزان، بسويسرا. ووقف روج وأوليمبيون أخرون دقيقة حدادا على أرواح الضحايا في قرية الرياضيين بلندن عند جدار الهدنة الأوليمبي. كما أنه سيمثل اللجنة الأوليمبية الدولية وفد في قاعدة "فورستن فيلدبروك" الجوية، إلا أن روج سيغيب بسبب جراحة في الفخذ. وتعد هذه المراسم مساهمة من ألمانيا لإحياء ذكرى الضحايا وضمان التضامن المستمر مع الضحايا الإسرائيليين. وغيرت تلك الأحداث التي وقعت قبل 40 عاما الألعاب الأولمبية بعد أن طالت يد الإرهاب الألعاب الأوليمبية التي تم إحياؤها في 1896 بوصفها منافسة رياضية سلمية بين الأمم. وأرادت ميونخ أن تحتفل بألعاب سعيدة لتُظهر للعالم التغييرات الجذرية التي حدثت في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فلم تشكل الأسوار الحديدية أية عقبات حقيقية وارتدى أفراد الأمن بزاتً رمادية أو ملابس رياضية. أما في الوقت الحالي فإن المتنزهات الأوليمبية تشبه الحصون حيث تنتشر أجهزة الاستخبارات ويشارك الجيش بكثافة في عمليات أمنية لتأمين الألعاب الأوليمبية تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات لحماية الرياضيين والمسؤولين والمتفرجين. وفي دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة بلندن كان هناك حوالي 20 ألف جندي، و أنفقت الدولة 2ر1 مليار يورو (5ر1 مليار دولار) على الأمن وحده-بينما تكلفت دورة ألعاب ميونخ كلها أكثر من مليار يورو كانت لازمة في ذلك الوقت لتحديث بنيتها التحتية وبناء ملاعب. والأثر الأخر الباقي من ألعاب عام 1972 الأوليمبية هو الجملة المثيرة للجدل "إن الألعاب يجب أن تستمر" والتي قالها رئيس اللجنة الأوليمبية أنذاك أفيري بروندج في حفل تأبين في 6 سبتمبر 1972، في الملعب الأوليمبي في ميونخ. وقرر الرياضيون الأوليمبيون مواصلة ألعاب ميونخ في 7 سبتمبر على الرغم من المأساة ، وكأنهم أرادوا أن يبعثوا برسالة مفادها أن الإرهاب لا يمكنه أن يفوز وأن الحياة يجب أن تستمر- رسالة ستوحد أيضاً الضيوف الذين سيحضرون حفل غد الأربعاء.