لا يستطيع المرء مهما أوتي من بليغ الكلام أن يصف عاطف حزين، أو يكتب عن عاطف حزين، بقدر وحجم وبلاغة ما كتب بقلمه الرشيق عن الآخرين، وإذا كان الأستاذ والأخ والزميل عاطف حزين قد عانى آلام مرض وغربة يجري خلالها جراحة دقيقة، فإننا نبتهل إلى المولى عز وجل في هذه الأيام المباركة أن يمن عليه بتمام الشفاء ويعيده إلينا وإلى أهله وأصدقائه وزملائه معافا، وإلا أن يعود إلينا بقلمه وفكره ووجدانه وجسده من ألمانيا، لا نملك إلا ندعو له، ونتذكر معه بعضا مما سطر قلمه في بابه الشهير الذي تنقل معه عبر سنوات طويلة .. نقطة حبر. أسامة إسماعيل
أبوتريكة..ابتسامة السماء --------------------------
تحتفى السماء بنجومها ، فتغمرها بسحرألقها.. تهبط النجوم لأرضنا ، فتخطفنا بعبيرتألقها نصفق حين تمطرنا بالسعادة.. نحلق اذا ابتسمت فى وجوهنا نرسل دموعنا اذا جفلت .. ونضعها فى مآقينا اذا برقت *** محمد محمد محمد ابو تريكة نجم من السما يهبط الى ملاعبنا مع صافرة البداية .. ويعود الى كوكبه مع انصراف الجماهير نستقبله بفرحة طفل يلتقى بأبيه بعد سفر.. ونلوح له بدموع أب يودع ولده على المحطة لكنه فى كل الأحوال "ساكن قصادى وباحبه" *** أبو تريكة "حالة مدهشة" وليس لاعب كرة نستمتع ونحن نتحدث عنه.. ننتشى ونحن نقرأ عنه.. نطرب حين نستمع اليه.. ويطير صوابنا حين يغازل حبيبته بقدميه يتحدى عبد الوهاب وهو يبعث بالنغمات يتفوق على "الست"حين ينتزع "الآهات" ونتمايل مع عصاه وهى تقود أوركسترا الفن السيمفونى *** أبوتريكة"وردة بلدى" بذرها والده فى بستان الخالدين ولد نجما فى "ناهيا"فأبهر الأقارب والجيران سألوه عن أحلامه فأشار الى اللون الأحمر سألوه عن خطوته المقبلة فتوجه الى ميت عقبة نظر الى بوابة الزمالك شذرا ودلف الى بوابة الترسانة استسلم مؤقتا للون الأزرق وأصبح شاكوش مصر الأول *** أخلص أبوتريكة للأزرق وظل شغوفا بالأحمر منح روحه للشواكيش لعله يلفت أنظار الشياطين أنساهم الشاذلى ومصطفى رياض فهتفوا له بجوارحهم أدركوا أنه لاينتمى الى الأرض فرفعوا أكفهم للسماء ورتبت السماء لابنها الهبوط فوق أرض الجزيرة *** لم يصل أبو تريكة لمستوى الخطيب لم يقترب من دهاء عبد العزيز عبد الشافى لم تضرب تسديداته رقم"ريختر"أبوزيد لم تتخط خفته ومهاراته حركات الزئبقى بركات لكنه مع ذلك "حالة"تستعصى على المقارنة فهو الخطيب وزيزو وبركات معا وهو التتش والضظوى ومكاوى فى جرعة واحدة *** أبو تريكة حبيب الملايين قبل الأهداف والتمريرات يشجعه الأهلاوى ويصفق له الزملكاوى ويعشقه الاسماعيلاوى نحبه لأخلاقه الر فيعة ونضرب بها الأمثال نحبه لعفة لسانه الذى لاينزلق نحبه بقميص المنتخب وجلابية الصلاة نحبه وهو يحتفل باهدافه ونعاتبه مع أنفسنا وهو يحصل على ضربات الجزاء *** أبوتريكة ابتسامة شافيه تعالج المكتئبين وجهه موسوم بها وقلبه يصر عليها.. فى أشد اللحظات ضيقا ..يبتسم.. فى أقسى أوقات الألم.. يبتسم.. مع عنف المنافسين –أيضا - .. يبتسم.. مع الخسارة – حتى - يبتسم ابتسامة يحار المرء فى تفسير معناها.. هى ليست ابتسامة فرح ..هى ليست ابتسامة سخرية.. هى ليست ابتسامة مرسومة.. وهو نفسه لايعرف سرها لا يعرف أن هذا شأن كل الهدايا التى تهبط علينا من السماء.