الفريق الإسرائيلي يزور تاريخ اللاعب ومحمكة تل أبيب ترفض دعوى الفلسطينيين والمستندات الدولية تؤكد حق المنتخب العربي كعادته دائما يسعى الكيان الصهيوني إلى سرقة ما ليس له الحق فيه ويكفى أنه فى الأساس يقيم على أرض اغتصبها دون وجه حق، والأمر لا يقف فقط عند الجوانب السياسية ولكنه امتد إلى كل الجوانب الأخرى ومنها الرياضة التى يسعى كل يوم أبناء صهيون إلى تزوير الحقائق لمصلحتهم، آخر هذه الأمور هو سرقة لاعب فلسطيني الهوية من ناديه الفلسطيني سبق له اللعب للمنتخب الفلسطيني وضمه لأحد أنديتهم ويسعون مؤخرا لضمه لمنتخبهم، إلا أن المستندات التى حصلت عليها مؤخرا من شأنها أن تعيد الحقوق لأصحابها سواء للنادى الذى يتبع له اللاعب أو للمنتخب الفلسطيني صاحب الحق الأول والأخير فى اللاعب.. والطريف أن المحكمة المركزية في تل أبيب رفضت دعوى الفريق الفلسطيني لاستراد لاعبه على أساس أنه لا يوجد اعتراف بالدولة الفلسطينية متناسين أن الفيفا يعترف بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم التابع للاتحاد الآسيوى للعبة: على الخطيب من أبناء عرب الداخل المعروفين باسم (عرب48) وهو أحد لاعبي فريق جبل المكبر الفلسطيني والمنحدر من بلدة شفا عمرو العربية داخل إسرائيل بدأ حياته الكروية فى ناشئى فريق جبل المكبر قبل أن ينتقل لصفوف فريق هلال القدس ليعود في أواخر العام 2011 إلى جبل المكبر مرة أخرى، ومؤخرا قام بتجديد عقده مع الفريق لأربعة مواسم مقبلة ليمتد عقده بالتحديد حتى تاريخ 30 مايو 2016، اللاعب أيضا ورغم صغر سنه فإنه أحد اللاعبين الأساسيين فى صفوف منتخب فلسطين الأوليمبي والمنتخب الأول أيضا، حيث شارك مع المنتخب الأوليمبي فى التصفيات المؤهلة لأوليمبياد لندن المقبلة كما شارك أيضا فى مباراتى منتخب فلسطين الأول أمام منتخب تايلاند فى التصفيات المؤهلة لمونديال 2014، وبعد أن استقرت الأمور بالنسبة للاعب بتجديد عقده مع جبل المكبر فوجئ الجميع فى يناير الماضي باختفائه بالإضافة إلى إغلاق هاتفه المحمول وقبل أن يعثر الفلسطينيون عليه ظهر اللاعب فجأة على صدر الصحف العبرية وهو ممسك بقميص فريق هابوعيل حيفا أحد أندية الكيان الصهيوني موقعا له وحملت الصحف عنوانا على لسانه يقول "فى انتظار الدعوة للانضمام للمنتخب الإسرائيلي" وهو الأمر الذى أثار دهشة واستغراب مسئولى الفريق الفلسطيني بسبب إقدام اللاعب على هذه الخطوة غير المتوقعة ليس فقط فى حق ناديهم بل فى حق منتخب فلسطين الذى سبق أن لعب له فى أكثر من مناسبة بل وسجل أهدافا بقميص المنتخب الفلسطيني خاصة أنه جدد عقده مع الفريق منذ أيام قليلة. ورغم أن اللاعب يحمل الجنسية الإسرائيلية لكونه من عرب 48 فإنه فى الأساس يحمل الجنسية الفلسطينية وخاض صاحب ال22 عاما ست مباريات مع منتخبى فلسطين (الأول والأوليمبي) وسجل هدفين مع الأوليمبي، وفى أول رد فعل لما حدث أعلن مسئولو الفريق الفلسطيني عن سخطهم وهو ما تحدث به محمد الزحايكة نائب رئيس النادى ومدير شئون اللاعبين بأن اللاعب فاجأهم بالتوقيع لناد إسرائيلي رغم أنه مرتبط بعقد مع فريقهم حتى أربعة مواسم مقبلة وهو نفس الأمر الذى تحدث به اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عندما أعلن أنه لا يحق للاعب الانتقال لأي فريق آخر إلا بموافقة ناديه (جبل المكبر) وأكد الرجوب أن الاتحاد الفلسطيني سيلجأ إلى الفيفا للبت فى الأمر لأنهم يخضعون لأنظمة وقوانين دولية، وأضاف أنه سيفعل أي شيء لحماية حقوق الأندية الفلسطينية واللاعبين الفلسطينيين مهما كلفه الأمر. وفى أوائل فبراير الماضي رفضت المحكمة المركزية فى تل أبيب دعوى تقدم بها نادى جبل المكبر أقرت بأن اللاعب من حق الفريق الإسرائيلي حيث اعتمدت المحكمة على أساس أنه لا يوجد اعتراف بالدولة الفلسطينية، وهنا صرح محامى النادى الفلسطيني (أمل حناوى) بأن أمورا غريبة حدثت فى الدعوى لأن اللاعب مرتبط بعقد مع فريقه مازال ساريا وفى الوقت نفسه الاتحاد الدولى للكرة يعترف بالاتحاد الفلسطيني للكرة ويتبعه للاتحاد الآسيوي للعبة، وأشار المحامى إلى أنه طلب من المحكمة توضيح الأمور إلا أنها للأسف رفضت طلبه، وهنا أكد المحامى أن الخطيب يعتبر وصمة عار لأنه ادعى فى حيثيات الدعوى بأن أوراق الفريق الفلسطيني كلها مزورة وأنه أنكر كل أفضال الدورى الفلسطيني عليه ليهرب بهذا الشكل السيئ، وكشف المحامى أن اللاعب فعل ذلك أملا فى اللعب لمنتخب إسرائيل، إلا أنه كرجل قانون وخبير فى اللوائح الدولية أكد أن ذلك لن يحدث بحسب قواعد الفيفا التى لجأوا إلي أروقته مؤخرا سعيا للحصول على الإنصاف منه حيث أكد المحامى أن القضية أصبحت فى يد المستشار القانونى للفيفا فى مدينة زيورخ السويسرية وقريبا سيبت الأمر فيها. واختتم المحامى كلامه بالقول إن القضية شبه محسومة بعودة الحق للفريق الفلسطيني وإلزام النادى الإسرائيلي بدفع مبلغ تعويض لنادى جبل المكبر والإقرار بعدم انضمام اللاعب للمنتخب الإسرائيلي. أما رئيس نادى جبل المكبر إسماعيل سرور فقد أكد أن فريقه سيحصل على كل حقوقه بالقانون وأن محامى النادى يعرف كيف يدير أموره، وأشار إلى أن ما فعله النادى الصهيونى مناف تماما للأخلاق لأنه تم بطريقة غير شرعية، وكشف أن رفض محكمة تل أبيب دعوى النادى الفلسطيني كان طبيعيا لأن المحكمة من الأساس لا تملك أحقية فض النزاع فى مثل هذه القضايا، وأن الفيفا هو صاحب الأمر الأول والأخير فى هذه الأمور، وأكد أن النادى الإسرائيلي يسعى لتزوير تاريخ اللاعب عندما تحدث بأن اللاعب بدأ مشواره فى الدورى الإسرائيلي وهو غير صحيح بالمرة. أما اللاعب على الخطيب فقد حاول الدفاع عن نفسه فى كل الاتهامات التى وجهت إليه وقال إنه لاعب محترف ويحق له اللعب فى النادى الذى يرغب فيه، وأكد أنه حصل على عرض مغر من هابوعيل حيفا ولا يوجد ما يمنعه من الانتقال إليه، وكشف اللاعب عن أنه حصل على موافقة جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني قبل الانتقال إلى الفريق الإسرائيلي، وهاجم اللاعب مدرب جبل المكبر. وبدوره رد المدرب سمير عيسي بأن هروب اللاعب ليس رياضيا فى المقام الأول بل الأمر تفوح منه رائحة سياسية بهدف ضم اللاعب للمنتخب الصهيوني، خاصة أن اللاعب صغير السن وغير ناضج سياسيا وربما لا يدري معنى ما فعله ولو أدرك حقيقة ما فعله لما قام بهذه الخطوة من الأساس، وكشف المدرب عن أنه من العيب أن يتحدث الفلسطيني عن فلسطينيي 48 وفلسطينيي 67وفلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة, وقال إنه يجب أن يتوحد الفلسطينيون حتى لا تحدث مثل هذه الأمور فى المستقبل سواء فى الرياضة أو غيرها. وأنهى المدرب كلامه بالقول إنه ليست له مشكلات مع اللاعب إلا المصلحة العامة فقط، ونفى المدرب أن يكون اللاعب حصل على موافقة جبريل الرجوب للانتقال إلى ناد إسرائيلي لأن الرجوب مهتم أكثر من غيره بتطوير الرياضة الفلسطينية فكيف يصدر منه ذلك، وأشار بالقول (نحن كفلسطينيين علينا أن نحلم بصورة تليق بالتاريخ النضالي الكبير الذي يتمتع به شعبنا, لكن أحلام الخطيب تعيسة ومصيبة كبرى, لقدفقد حب واحترام الجماهير الفلسطينية بأكملها(. من ناحيته واصل الجانب الصهيوني التعامل مع الأمر بعجرفة شديدة والتعامل على أساس أن الاتحاد الفلسطيني غير موجود من الأساس حيثأعلن (نوعام ريغيف) المتحدث باسم النادى الصهيوني أن اللاعب إسرائيلي فى الأساس ومسجل فى الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم وأن نادى جبل المكبر يسعى لافتعال المشكلات ويأمل فى الشهرة على حساب هابوعيل حيفا، وأوضح الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم أن الخطيب مسجل كلاعب إسرائيلي منذ موسم 2001/2002 ولم يطلب أبدا الانتقال إلى الدوري الفلسطيني. وقال "عمير إفرات" المتحدث باسم الاتحاد الإسرائيلي إن الخطيب يحمل الجنسية الإسرائيلية ومسجل كلاعب مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم منذ موسم 2001/2002. وأشار إلى أن الانتقالات بين اتحادات كرة القدم تحدث عبر وثيقة تسريح دولية يشرف عليها الفيفا ولم يطلب أبدا من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم تسريح الخطيب إلى اتحاد آخر، وحذر من أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد يجد نفسه واقعا في مشكلات كبيرة فى حال توجهه إلى الفيفا للبت فى الأمر وتمادى إفرات فى عجرفته بالقول إن مجرد مشاركة اللاعب فى الدورى الفلسطيني فهذا يعني أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سجله دون إذن من الاتحاد الإسرائيلي وهذا يشكل خرقا لقوانين الفيفا. بقى أن نعرف أن أوراق القضية الآن على مائدة المسئولين بالفيفا ومن المقرر أن يصدروا قرارهم فى أقرب وقت والذى وبموجب المستندات التى تنشرها الأهرام الرياضى تؤكد أن الحقوق كاملة ستعود للنادى الفلسطيني مع توقيع غرامة مالية على الفريق الإسرائيلي بالإضافة إلى عدم أحقية مشاركة اللاعب مع المنتخب الإسرائيلي فى أي من مراحله السنية.