لى مع بطولات كأس الأمم الأفريقية ذكريات لا تنسى وحكايات لا تنتهى.. وأفتخر بأن الاختيار وقع على شخصى لتغطية أحداث هذا "المونديال الأفريقى" الكبير ثلاث مرات فى نسخ 2002 فى مالى و2004 فى تونس و2010 فى أنجولا، وكنت فى ثلاثتها بدون غرور وبمنتهى التواضع عند حسن ظن من اختارونى لتغطيتها بدءًا من أستاذنا الكبير إبراهيم حجازى فى النسختين الأوليين وانتهاء بالكابتن عصام عبدالمنعم فى البطولة الأخيرة بأنجولا وهى بالمناسبة أفضل البطولات الثلاث من حيث حجم الشغل ونوعيته وتنوع أفكاره لأن منتخبنا الوطنى أنهاها برفع كأسها، وبفضلها حصلت على جائزة أفضل تغطية صحفية من مؤسستنا الغراء "الأهرام" وتسلمت الجائزة من الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس الإدارة وقتها.. اخترنالك قمصان «الفراعنة» في مزاد علني بعد انتهاء أمم إفريقيا سر تألق «معلول» أمام «الفراعنة» ورسالته إلى حسام البدري نشرة الثانية: جوائز ال«فيفا» وعقوبات «مرتضى» وإعارة «رمضان» والحجز على الأهلي وصفقة الزمالك الجديدة تعرف على اختيارات «الحضري» لأفضل لاعب بالعالم في 2016 فى بطولة مالى 2002.. كانت البداية التى استكشفت فيها كيف لدولة مثل مالى يعانى أغلب سكانها من الفقر المدقع أن تنظم بطولة بهذا الحجم، وتنجح فيها برغم ضعف الإمكانات والبنية التحتية مثلما هو الحال فى الكثير من الدول الأفريقية.. استمتعت هناك بالجو الأفريقى المميز والاحتفالات الصاخبة بالطبول والدفوف داخل الملاعب وخارجها، وكانت الصحبة رائعة فقد أرسلت "مؤسسة الأهرام" بعثة للتغطية ضمت صديقى الفنان المصور حسام دياب، وأخى الغالى الخلوق أسامة إسماعيل، وأيضا نجم الأهرام المسائى وقتها أخى العزيز عادل أمين.. وانضم إلينا الأخ الحبيب أكرم يوسف "ابنى البكرى" كما كان يحلو لى أن أسميه.. ألم أقل لكم إنها كانت خير صحبة فى غربة طويلة استمرت أكثر من خمسة وعشرين يوما. وفى مالى كان قائد كتيبة منتخب الفراعنة هو الكابتن الكبير المرحوم محمود الجوهرى وما أدراك ما محمود الجوهرى.. كان نجما بكل المقاييس ويجيد فن التعامل مع البشر وبالذات مع الصحفيين ورجال الإعلام وكان لى شرف الاقتراب منه كثيرا وأجريت معه أكثر من حوار قبل البطولة وخلالها وفى نهايتها.. كما اقتربت كثيرا من جهازه المعاون والجهاز الطبى بقيادة الدكتور أحمد ماجد والدكتور علاء شاكر والجهاز الإدارى بقيادة الدينامو سمير عدلى أستاذ العلاقات العامة الأول بلا منازع وأكثر الرياضيين التصاقا بالإعلام والصحفيين.. ولكن على مستوى النتائج خرجنا من البطولة فى دور الثمانية على ما أتذكر ولم يكن أداء منتخبنا مقنعا ولا يؤهله للوصول إلى المباراة النهائية ولا حتى المربع الذهبى.. ولا أنسى فى مالى ضياع حقيبة سفر حسام دياب فى مطار نيجيريا حيث نزلنا هناك "ترانزيت" واضطراره إلى الاستعانة ببعض الملابس من أكرم، وأتذكر أن إحدى "عدساته" ضاعت ولحسن الحظ أنه كان معه أكثر من كاميرا وعدسة ولم يتأثر شغله كثيرا بهذا الضياع. وفى بطولة تونس 2004.. كلفنى الأستاذ إبراهيم حجازى أنا ورفيق المهام الخارجية صديقى حسام بمهمة تغطية البطولة من خلال اتفاق إعلانى بين "الأهرام الرياضى" وإحدى شركات المياه الغازية.. وأتذكر أيضا أن رابطة النقاد الرياضيين كانت قد أرسلت بعثة صحفية لتغطية البطولة ولكنهم أقاموا فى مدينة سوسة بعيدا عن المكان الذى نزلنا فيه نحن مع المنتخب فى مدينة المنستير فى الدور الأول للبطولة، ثم لحقنا بهم بعد ذلك فى سوسة، ولكننا كنا أنا وحسام ومعنا الغالى أكرم يوسف ممثلا لصحيفة الاتحاد الإماراتية نقيم فى مكان بعيد عن بقية الزملاء فلم يسعدنا الحظ بمقابلة أحد منهم. وأصعب موقف واجهته فى تونس وقتها كان فى مباراة مصر والجزائر والتى حضرها جمهور جزائرى غفير جعل المباراة تبدو وكأنها تقام فى الجزائر، وكنت أشاهد المباراة فى المدرجات ومن حولى أعداد كبيرة من الجماهير الجزائرية المتعصبة وكنت أتمنى من كل قلبى أن تنتهى المباراة بالتعادل أو حتى بهزيمتنا، لأن الفوز كان معناه حدوث كارثة يستحيل معها أن نخرج بعدها من الملعب سالمين ولكن.. الله سلم ولم نفز. نسيت أن أقول إن المدير الفنى لمنتخبنا وقتها كان الكابتن محسن صالح وللأسف الشديد لم يترك بصمة واضحة على المنتخب رغم أنه من المدربين الأكفاء. أما بطولة أنجولا 2010.. فكانت "مسك الختام" وآخر مهمة صحفية خارجية أقوم بها قبل أن أتولى رئاسة تحرير المجلة.. وقد وفقنى الله فى تغطيتها على أفضل ما يكون وكانت الصحبة رائعة أيضا.. حسام دياب وعادل أمين ممثلا للأهرام المسائى وكانت آخر مهمة صحفية خارجية يقوم بها هو أيضا قبل تركه المسائى وانتقاله إلى الأهرام اليومى.. وكان معنا الزميل العزيز خالد فؤاد ممثلا للأهرام اليومى.. ومجموعة من الزملاء من المؤسسات الأخرى منهم عصام شلتوت ومصطفى جويلى وصبرى على وإيهاب الفولى.. ولم يكن أكثر المتفائلين بيننا يتوقع أن ينجح منتخبنا الوطنى بقيادة "المعلم" حسن شحاتة فى تحقيق الثلاثية ولكنه فعلها وعاد بكأس البطولة.. البطولة السابعة.. وهى بالمناسبة البطولة الأخيرة حتى كتابة هذه السطور إذ أن منتخبنا لم يتأهل أصلا فى البطولات الثلاث التالية لبطولة أنجولا!. ولو كانت المساحة تسمح، لأسهبت فى الحديث عن الكثير من الحكايات والمواقف الطريفة التى شهدتها هذه البطولة بالذات. وكل ما أتمناه فى البطولة المقبلة فى الجابون أن يستعيد منتخبنا الوطنى "نغمة" الانتصارات ويعود بالكأس الثامنة التى يستحقها هذا الجيل من اللاعبين. ولأننى كنت فى رحلة أنجولا الصحفى الوحيد الذى يستعمل "الورق" فى الكتابة وليس "اللاب توب" فقد عدت من هناك وكلى تصميم على أن أتعلم الكمبيوتر.. وقد كان وأصبحت الآن سريعا فى الكتابة على كيبورد الكمبيوتر للدرجة التى تجعلنى أشكر بشدة الآلة الكاتبة "بتاعت زمان".. "فاكرينها"؟ كنت "لبلب فيها وامسكوا الخشب"!!.