عندما اطلق الحكم فيل دود صافرة النهاية معلنا حصول فريق تشيلسي على لقب كأس انجلترا للمرة الرابعة خلال ستة مواسم بفوزه في النهائي على ليفربول 2/1.. توقفت ذاكرة جماهير الكرة سواء الانجليزية او في ارجاء العالم الكروي, بسبب ما جري في الدقيقة 82 من المباراة عندما رفض الحكم احتساب كرة مهاجم ليفربول أو الشياطين الحمر اندي كرول هدفا بحجة عدم تخطيها خط المرمي بالكامل .. فقد عاد للاذهان على الفور تفاصيل نهائي مونديال 1966 بين انجلتراوالمانيا عندما اقر الحكم بصحة هدف جيف هيرست ليمهد الطريق للبلد المضيف للحصول على اول واخر لقب في تاريخها حتي الان وعلى نفس الملعب وهو استاد ويمبلي. وفي الحقيقة فان مسلسل الجدل حول الاهداف الملغاة على ارضية ويمبلي بات عرضا مستمرا.. وكأن القدر منح هذا الملعب افضلية اخري عن الملاعب الاخري تتعلق بالاثارة المعتادة في نهائي كل بطولة هامة .. ففي نهائي كاس العالم 1966 لم تكن الكرة تخطت المرمي بشكل واضح حيث سدد هيرست لترتطم بالعارضة والارض ولكن الحكم وبعد التشاور مع مساعده قرر احتسابها هدفا ليفتح الطريق اماىم الامبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس لتتوج باللقب العالمي.. وهذه المرة وبععد ان انطلق كارول ليحتفل مع زملائه في ليفربول بهدف التعادل تهميدا للدخول في وقت اضافي فؤجي بان طاقم التحكيم بقيادة دود يتغاضي عن ذلك على الرغم من ان جزء كبير من الكرة عبر خط المرمي. وبالطبع فان حصول البلوز على لقب الكاس لم يكن له نفس المساحة في الصحف الانجليزية بالنسبة للجدل المثار حول الغاء هدف كارول.. فقد اشارت الجارديان الى ان الاعادة التيلفزيونية لا توضح بشكل كاف مدي صحة الهدف من عدمه وان كان المؤشرات تقول ان الحكم كان محقا في قراره .. بينما كتبت الدايلي تيليجراف ان اي كلام حول هذا الاشتباك يؤكد بقوة انه لا مفرمن تطبيق تكنولوجيا مراقبة خط المرمي في المباريات القادمة والتي اقرها الاتحاد الدولي (الفيفا) مؤخرا.. خاصة ان المنتخب الانجليزي نفسه عاني من هذه المأساة ففي مونديال 2010 عندما الغي الحكم هدفا صحيحا لفرانك لامبارد في مباراته مع المانيا على الرغم من تخطي الكرة المرمي بشكل واضح. في حين حرصت الصن على الاستشهاد بكلام كل من المهاجم كارول وحارس مرمي تشيلسي بيتر تشيك التشيكي فالاول اعرب عن احساسه بان الكرة تعدت خط المرمي ولكنه طالب بالاستماع الى راي تشيك على اساس ان الحقيقة لديه .. وقال انه لو احتسب الحكم هذا الهدف لتغير الموقف تماما لاسيما لو لجأ الفريقان بعد ذلك الي الوقت الاضافي, الا انه عاد واعترف بان الحظ لم يحالف فريقه على الاطلاق على الرغم من انه دخل المباراة وفي ذهنه تعويض الاحباط الذي لحق به في مباريات الدوري. بينما اشار تشيك الي أن ضربة رأس كارول لم تدخل شباكه وانه انقذها من على خط المرمي باطراف اصابعه, ولانه واثق من كلامه ومقتنع بان الكرة لم تتعد الخط على الرغم من عدم رؤيته لها لا انه ادرك ذلك من الوهلة الاولي. واذا كان روبرتو دي ماتيو المدير الفني لتشيلسي رفض الدخول في جدال حول قرارات طاقم التحكيم مكتفيا بالاشادة بللاعبيه وباللقب الغالي الذي تحقق بعد موسم صعب وايضا منافستهم على لقب دوري الابطال بعد تأهلهم للنهائي امام بايرن ميونيخ الالماني .. فان الاسكتلندي كيني دالجليش المدير الفني لليفربول لم يتمالك نفسه بعد الخسارة وانتقد عدم احتساب الحكم كرة كارول .. وايضا تذبذب اداء لاعبيه على مدار الشوطين بالاضافة الى سماحهم لمنافسه بالتقدم بهدفين .. وان كان البعض فسر انتقادات دالجليش بانها تعود الى التساؤلات التي تنتظرها من مالكي النادي الامريكيين حول نتائج الفريق واخفاقه في بطولتي الدوري والكاس هذا الموسم على الرغم من الامكانيات التي ججري توفيرها له .. وبالتالي فان السؤال الذي بات مطروحا هل سيكون هو الرجل المناسب خلال المرحلة المقبلة؟.