القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت كان علي صواب عندما قال اقوم بتوزيع كبار الضباط في المعارك بناء علي حظوظهم وليس طبقا لكفاءتهم.. فالسيد حظ يلعب دورا كبيرا ليس في عالم العسكرية فقط بل وايضا في مجال كرة القدم.. ولاسيما بالنسبة للمنتخب الانجليزي الذي بات علي موعد شبه دائم معه في البطولات الكبري.. بل والغريب والطريف ايضا انه يثير الجدل في كل مرة منها.. البداية كانت في نهائي مونديال1966 عندما احتسب الحكم السويسري دينسست تسديدة مهاجم الفريق جيف هيرست هدفا علي الرغم من عدم تخطيها خط المرمي للمنتخب الالماني.. والنهاية كانت في ختام الدور الاول لدوري المجموعات ليورو2012 برفض الحكم المجري كاساي احتساب هدف صحيح للكرواتي ماركو ديفيتش مع ان الكرة عبرت الخط بالكامل.. ولكن كاساي ورفاقه وفي مقدمتهم الحكم الخامس أغمضوا اعينهم وفاز الانجليز وصعدوا الي دور الثمانية. وربما المشهد في الموقفين متشابها في بعض الظروف ومن بينها ان الهدف المحتسب او الملغي كان حاسما في تحديد بوصلة نتيجة المباراة.. ولكنه في نفس الوقت يبدو مختلفا في بعض الجوانب الاخري وعلي رأسها ان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم( الويفا) حاول التملص من مثل هذه الاشكاليات من خلال تعيين حكمين رابع وخامس لمراقبة الخط خلف المرمي املا في ان تسعفه قوة بصره في رؤية الكرة بشكل صحيح.. ولكن ما حدث في مباراة المنتخبين الانجليزي والاوكراني أمم أوروبا اثبت فشل التجربة بجدارة.. وفتح الطريق علي مصراعيه لبدء تطبيق تكتولوجيا مراقبة خطوط المرمي من خلال كاميرات حساسة لديها القدرة علي تحديد صحة عبور الكرة من عدمه للخط, والمقرر حسمه خلال اجتماع الاتحاد الدولي الفيفا في الخامس من يوليو المقبل بزيوريخ. ومن المفارقات ان البعض اعتبر ما حدث لمنتخب انجلترا نوعا من مصالحة القدر لهم في مونديال جنوب افريقيا2010, عندما تغاضي حكم اوروجواي خورخي لوريواندوا عن احتساب كرة فرانك لامبارد هدفا صحيحا رغم تخطيها خط المرمي بالكامل وكان ذلك وراء خسارة الفريق وخروجه من نهائيات كاس العالم مبكرا. ويعلق نجم انجلترا ستيفن جيرارد علي هذا الموقف بقوله اي فريق يحتاج الي قليل من الحظ في مثل هذه البطولات الكبري, ويكفي ما تعرضنا له منذ عامين في مونديال2010 والغاء هدف لامبارد مما كان وراء حزم حقائبنا وعودتنا الي بلادنا مرة أخري. ومن مصادفات القدر ان الملاعب الانجليزية سواء علي مستوي الاندية او المنتخبات تتصدر المشهد دائما فيما يتعلق بمثل هذه الاهداف المثيرة للجدل والاوجاع.. ففي الماضي القريب جدا وبالتحديد في نهائي بطولة الكأس بين ليفربول وتشيلسي خلال شهر مايو الماضي كان هناك فاصل اخر من هذه المأساة.. عندما رفض الحكم فيل دود احتساب كرة مهاجم ليفربول أو الشياطين الحمر اندي كرول هدفا بحجة عدم تخطيها خط المرمي بالكامل, وكان سببا مباشرا في منح البلوز اللقب بعد فوزهم بالمباراة1/2 علي استاد ويمبلي او مسرح السعادة.. ولم تركز الصحف الانجليزية وقتها علي حصول البلوز علي اللقب بقدر اهتمامها بالجدل الدائر حول الغاء هدف كرول, فقد اشارت الجارديان الي ان الاعادة التيلفزيونية لا توضح بشكل كاف مدي صحة الهدف من عدمه وان كانت المؤشرات تقول ان الحكم كان محقا في قراره.. خاصة ان المنتخب الانجليزي نفسه عاني من هذه المأساة ففي مونديال2010 الغي الحكم هدفا لامبارد الصحيح في مباراته مع المانيا علي الرغم من تخطي الكرة المرمي بشكل واضح.