كشف تقرير لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب حول أحداث كارثة بورسعيد التي راح ضحيتها74 قتيلا في مباراة المصري والأهلي, كل ماكان يتبناه ويحذر منه القسم الرياض بالأهرام علي مدي السنوات الماضية! ماجاء في التقرير المبدئي للجنة تقصي الحقائق لهو شهادة في حق الأهرام التي كانت لها موقفا واضحا من البداية ضد جماعات الالتراس بكل ألوانها وانتماءاتها.. والإعلام الفضائي الرياضي المخرب.. لقد كنا ولله الحمد أول من حذر من تنامي قوة سطوة جماعات الالتراس وكثيرا ما طالبنا مرارا وتكرارا بالتصدي لهذه الظاهرة الدخيلة علي مجتمعنا وتقاليدنا, بما تحمله جماعات الالتراس من فكر قائم علي الضغينة والكراهية ودعوات للفرقة واساليب عدائية للمنافسين. وتضمن التقرير الآتي: ما زاد من حجم الكارثة أنها وقعت في ظل اجواء مشحونة وساخنة بين مشجعي الفريقين علي غير المعتاد وكحدث رياضي, من المفترض ان يتم بروح الاخوة بين أبناء الوطن الواحد, ولكنها شهدت حروبا بين مشجعي التراس الناديين, حيث ظهرت نبرات تحريضية وعدائية بين مشجعي الطرفين قبل إقامة المباراة وماحملته شبكات التواصل الاجتماعي الفيسبوك من عبارات التهديد والوعيد. كما كان لنا السبق في الأهرام في التحذير من فوضي الفضائيات الرياضية الذي كان اشبه باالانفلات الفضائي, بعد أن أصبحت القنوات مرتعا لكل الدخلاء علي المهنة وأصبح لقب الإعلامي مهنة من لامهنه له. وياما بح صوتنا ونحن نحذر من الصدام والتصادم القادم بين جماهير الوطن بسبب ماتقدمه هذه القنوات والبرامج من مادة تقطر فتنة وبغضا وكراهية وتحقيرا للمنافسين لحساب الآخرين. وثبت ذلك بالدليل القاطع كما جاء في التقرير الآتي اتسم الإعلام الرياضي وبعض القنوات الرياضية المتخصصة بالعمل علي تصعيد الأحداث والشحن الزائد بين الأندية وجماهيرها.. وساعد الخطاب الإعلامي للقنوات الرياضية علي ازكاء روح التعصب المقيت خروجا عن الهدف السامي للرياضة! كما أن مقدمي البرامج الرياضية كانوا يحرضون علي اشعال الأزمات بين الأندية وبعضها البعض بعيدا عن دورها الأساسي في تحليل المباريات والتعليق عليها!! وأضاف التقرير أيضا: أن الإعلام الرياضي أثار الجماهير بصفة عامة فتحولت المباريات إلي مايشبه المعارك.. وفقد الإعلام الرياضي الرسالة الحقيقية المتمثلة في التركيز علي الروح الرياضية والمفهوم الصحيح للفوز والهزيمة, والتحليل الموضوعي للحكام, في ظل غياب تام لميثاق الشرف الإعلامي يلتزم بقواعد واخلاقيات الرياضة! وأضاف التقرير: أن الإعلام الرياضي يتحمل المسئولية الكبري بسبب تغطيته انشطة الالتراس دون محاولة ترشيدهم واستثمار نشاطهم وحماسهم فيما يخدم قضايا الوطن ولاخلاف علي ماحمله التقرير من ادانة واضحة للجهات الأمنية وتقصيرها في اداء دورها واتحاد الكرة والنادي المصري وهيئة استاد بورسعيد, وهو ما لم يختلف عليه أحد واشرنا إليها في الأيام التالية للحادث! ولكن التقرير اغفل أو تجاهل دور ومسئولية مجالس إدارات الأندية وبعض رجال الأعمال في دعم الالتراس ماديا ومعنويا. وهم الأولي بالمحاسبة قبل معاقبة الصغار من الالتراس الذين يغرر بهم ويدفعونهم ليكونوا وقود الثورات والتعصب والاشتباكات بدافع الحماس والاندفاع المتهور ولايعقل ان يستطيع الطالب أو الشاب الذي يتقاضي مصروفة جيبه من اسرته شراء كل هذه الصواريخ والشماريخ التي يتراوح ثمن الواحد منها مابين120 150 جنيها فحاسبوا هؤلاء قبل ان تحكموا علي مستقبل هؤلاء الشباب أو نجدهم يسقطون قتلي وضحايا نعرات متعصبة في لعبة رياضية, حولها الإعلام الرياضي الفضائي إلي معركة حربية من أجل حفنة إعلانات. وقي الله مصر شر الفتن والمؤامرات في الداخل.. والخارج!! (عن جريدة الأهرام)