خرج شريف عبد الفضيل مدافع فريق الأهلي عن صمته ليكشف الكثير من الحقائق والأحداث التي شهدتها مباراة فريقه أمام المصري البورسعيدي وتسببت في كارثة للرياضة المصرية بشكل عام، مما أضطر الجميع إلي الاتفاق علي تجميد النشاط لحين القصاص لشهداء جماهير القلعة الحمراء. بدأ شريف عبد الفضيل حديثه ل"أهرام سبورت" قائلًا:"تجمع عدد كبير من أبناء بورسعيد أمام الفندق ولديهم طلبات شخصية بالحصول علي شقق من المحافظة وتبعهم ألتراس المصري بالشماريخ والسباب والألفاظ البذيئة لكيان النادي الأهلي واللاعبين، وهو أمر عادي ويحدث قبل المباراة أو بعدها". وأضاف عبد الفضيل:"نزلنا إلي استاد المصري وبدأنا في التسخين فأصيب حسام عاشور وأبعدت صاروخ عن وجهي بصعوبة وشعر اللاعبون بالذهول، وبدأت أري (سيوف) في مدرجات جماهير بورسعيد وسط غياب رجال الشرطة". وأبدي مدافع الأهلي أستغرابه الشديد من حالة التأمين القصوي التي شهدها الفريق أثناء خروجه من القاهرة إلي الإسماعيلية ثم تأمين من الإسماعيلية حتي فندق الإقامة ببورسعيد، مع أن المعتاد هو التأمين أثناء خروج الفريق من فندق الإقامة إلي ملعب المباراة فقط، مؤكدًا أنه لا يعرف الهدف من التأمين المبكر. وأشار مدافع الأهلي:"بدأنا التسخين بصعوبة بعد 10 دقائق وألقت الجماهير الكثير من الطوب والشماريخ علي دكة الفريق، وأشتكي متعب مرات كثيرة ونزل وزملائنا إلي أرض الملعب، وكل ذلك قبل أن تبدأ المباراة ونزل 5 أو6 من المشجعين إلي الملعب وكأننا في مركز شباب وهو أمر يثير القلق لغياب الأمن نهائيًا". وأوضح شريف عبد الفضيل:"خرجنا الشوط الأول بالفوز 1-صفر، واكذب نفسي علي ما رأيته في مدرجات جماهير المصري، ولم نشاهد الضرب بين الشوطين، وأطلعنا أحد المقربين عما حدث الأمر الذي أصابنا بالقلق خاصة وأن الملعب أمتلأ بالطوب والزجاجات" وأستكمل عبد الفضيل حديثه:"زادت الأمور صعوبة في الشوط الثاني والجالسين علي الدكة يقفزوا للملعب، وتوجهنا إلي فهيم عمر حكم المباراة الذي اخرج كم ليس بالقليل من الطوب، ورد علينا بأنه لا يستطيع اتخاذ قرار، فهو معذور ولو ألغي المباراة لنزلت جميع جماهير المصري إلي الملعب وقتلته وقتلتنا جميعًا". وشدد عبد الفضيل:"أعتقد ان الأحداث مدبرة، لكن لابد أن ننتظر حتي تظهر التحقيقات الحقيقة، وجري الجميع إلي غرفة خلع الملابس وفوجئنا بموقف جنود الأمن المركزي أمام الغرفة فالمفروض أن يقفوا بالعرض لكنهم وقفوا بالطول تاركين من يمر بحرية، ووجدت خلفي عدد كبير من الجماهير البورسعيدية وفكرت أن أقف لأضرب من خلفي، لكني توجهت إلي غرفة خلع الملابس". وأسرد مدافع الأهلي الساعات الأخيرة في واقعة بورسعيد، قائلًا:"وجدنا جماهير من الألتراس كثيرة يستنجدوا بنا، ولا يوجد أمن وأصحابنا يموتوا وأنا خرجت بنفسي وحملت ثلاث جثث لا يقل أعمارهم عن 15 أو 16 عامًا، فالمواقف صعبة لأن الأسلحة البيضاء ظاهرة بطريقة غريبة في وجوهوهم ورقابهم". وسيطر الحزن علي وجه عبد الفضيل:"كنت أحمل بيدي من لا يستطيع المشي علي قدميه فالمشجعين بينهم أخ اكبر أو أصغر لي وجميعنا مرتبطين بكيان واحد فأنا ألعب وأخي يشجع والإدارة تنظم الأمور، وجميعنا يسعي إلي اسعاد الناس" وعن الدكتورإيهاب، أوضح عبد الفضيل:"كان يعمل بجهد كبير فأدخلت له بنفسي ثلاث أو أربع حالات، وكأني في حرب بأفغانستان فالموتي أمام عيني والجروح بطريقة وحشية وجماهير يلقي بها من فوق المدرجات وآخرين يداس عليهم بالأقدام كل هذه المواقف تعتبر جهاد في سبيل الله". وقال عبد الفضيل:"نحن كلاعبين وجماهير لا توجد حراسة سوي ثلاثة صباط من الجيش اخرجوا طلقات نارية وأنهالوا بالضرب علي أي شخص يجدونه من بورسعيد، وبصراحة إبراهيم وحسام حسن قدموا صورة رائعة عن الوفاء فمنعوا جماهير المصري من تحطيم الباب المؤدي إلي طريق غرفة خلع الملابس" وعن موقف بعض المخلصين ببورسعيد، أضاف مدافع الأهلي:"دخل علينا مجموعة من الملتزمين دينيًا ومعهم طبيبة منقبة في غياب الأمن وقاموا بتضميد جراح المصابين من الجماهير وتقديم الاسعافات الأولية لأن العدد كبير علي الدكتورإيهاب علي، فنحن والجماهير في موقف واحد ولو أحد دخل علينا سنموت سويًا". اما مدير أمن بورسعيد، فأشار عبدالفضيل:"دخل علينا بعد وقت طويل من المشاهد المحزنة ليطالبنا بالهدوء وقمنا بطرده وأنهلنا عليه بالشتائم والألفاظ البذيئة وأنا نفسي وجهت إليه كم كبير لأنفعالي الزائد مثل زملائي" وأوضح مدافع الأهلي:"لابد ان نقف جميعًا بجوار أسر الشهداء حتي يعود الحق إليهم، ولا أعتقد أن ما حدث من جماهير المصري فالبتأكيد تواجد عدد من المندسين البلطجية بينهم حاملين(سنج ومطاوي) ولو كانت الأمور بها جانب سياسي فلابد ان لا تصل إلي الموت بالطريقة البشعة". وأختتم عبد الفضيل حديثه:"قرار الأعتزال كان ضروري في هذا الموقف وأي لاعب تعرض لهذا الموقف كان يتخذ نفس القرار بعدم اللعب مرة أخري، لأن الذين كنا نلعب كورة لأجلهم ماتوا"