عادل أمين كارثة رياضية مفزعة في بورسعيد لم تعرف الكرة المصرية هذا العنف علي مدي تاريخها الطويل. ما حدث ليس له علاقة بكرة القدم, ولكنه استغل شعبية الساحرة المستديرة من أجل إشاعة الفوضي وضرب استقرار البلاد. كانت الأجواء قبل المباراة توحي بأن هناك شيئا ما سيحدث, وأن هناك من كان يشحن الجماهير لزيادة الاحتقان خاصة أن العلاقة بين جماهير الناديين المصري والأهلي متوترة منذ الموسم الماضي بسبب الأحداث التي شهدتها مباراة الفريقين السابقة في بورسعيد, وما ترتب عليها من آثار عكرت صفو العلاقة بين جماهير الناديين خاصة أنها أدت إلي منع بعض جماهير الأهلي من دخول المباراة وعودتهم إلي القاهرة إلي جانب الاعتداءات التي شهدتها شوارع بورسعيد بين الألتراس الأهلاوي والمصراوي منذ وصول قطار المشجعين في محطة بورسعيد وقبلها في محطة الاسماعيلية.. منذ وصول الأهلي إلي بورسعيد كان الوضع غير مريح, حيث توجهت مجموعة من جماهير المصري قبل المباراة بيوم إلي الفندق الذي تقيم فيه بعثة الأهلي بسبب شائعة مصدرها قيام محافظ بورسعيد بزيارة الأهلي في الفندق, وعاشت بعثة الأهلي ساعات من الرعب بعد تجمهر الجماهير أمام الفندق وتم تدارك الموقف, وبرغم ذلك خرج مدير أمن بورسعيد بتصريحات تؤكد استعداده لاستقبال جماهير الأهلي, وأن الأمن والمحافظة استعدا لجميع السيناريوهات. قبل بدء المباراة بدأت الشرارة الأولي للأحداث ولكن لم يتنبه لها أحد من المراقبين والمسئولين خاصة عندما نزل لاعبو النادي الأهلي لإجراء تدريبات الاحماء قبل المباراة وقوبلوا بوابل من الصواريخ كادت تصيب اللاعب شريف عبدالفضيل في رأسه لولا العناية الإلهية التي أنقذت اللاعب, وبالتالي تجمع لاعبو الأهلي وفضلوا إجراء التسخين في غرف خلع الملابس. كان هذا الحادث بمثابة إنذار مبكر لما قد يحدث, ولكن لم يفطن إليه المسئولون خاصة الأمن! وبدأت أحداث الفتنة في المدرجات عندما رفعت جماهير الأهلي لافتة كتب عليها عبارات إهانة لجماهير بورسعيد, مما أثار وشحن جماهير المصري, وظهر واضحا أن سيناريو الفوضي يسير في طريقه الصحيح وبطريقة ممنهجة دون أي تدخل من رجال الأمن لإزالة اللافتة أو مطالبة بعض مسئولي الأهلي بإنزالها خاصة ما حدث بعد نهاية الشوط الأول عندما اندفعت الجماهير إلي داخل الملعب واحتكاكها بالأمن, الأمر الذي كان يستدعي عدم استكمال المباراة وعدم نزول اللاعبين إلي أرض الملعب لاستكمال المباراة. ولكن تجاهل الجميع الأحداث من أجل استكمال المباراة والخروج بها إلي بر الأمان علي طريقة اتحاد الكرة ولجنة المسابقات وكان هناك قصر نظر لأن ما يحدث كان أكبر من مباراة في كرة القدم! الجماهير التي اجتاحت استاد بورسعيد تعرف جيدا أن الأمن لن يتدخل عند نزولها أرض الملعب لأن الأمن مغلول اليد ولا حول له ولا قوة, وبالتالي أنقذت العناية الإلهية لاعبي الأهلي من موت محقق خاصة بعد اجتياح الجماهير ملعب المباراة ووصول الجماهير إلي اللاعبين والاحتكاك بهم لولا الجهاز الفني للمصري الذي وقف يدافع بكل قوة لحماية لاعبي الأهلي ودخولهم غرفة الملابس. موقف الأمن كان لغزا كبيرا خاصة بعد أن وضح تماما أن هناك مجزرة ستحدث في ظل اقتحام جماهير المصري لمدرجات الأهلي, والاحتكاك بجماهيره بالأسلحة البيضاء والعصي والصواريخ النارية والحجارة والاشتباك بالأيدي. كل الأحداث التي شهدها استاد بورسعيد تؤكد أن الموضوع كان مدبرا بعد أن وضح وكأنها مجموعة كوماندوز مدربة تعرف كيف تتحرك وتتوجه نحو الهدف الذي تسعي إليه, وبالتالي فهناك من يحرك هذه الجماهير المشحونة دون دراية بحقيقة الأحداث. وقال البري إن ما شاهده في استاد بورسعيد مجزرة لم يشهد مثيلا لها علي مدي علاقته بكرة القدم. وطالب البري بضرورة تجميد روابط الألتراس بكل ألوانها.