يعتبر الصربي نوفاك ديوكوفيتش "ملك" ملاعب التنس في عام 2011 دون منازع بعد ان توج بثلاثة ألقاب في البطولات الاربع الكبرى وبخمسة القاب في دورات الماسترز، محققا في طريقه 70 فوزا مقابل 6 هزائم فقط الى جانب اضافته 6ر12 مليون دولار الى جوائزه المالية. استهل ديوكوفيتش موسمه بمعنويات مرتفعة جدا بعد ان انهى 2010 بقيادة منتخب بلاده الى لقب كأس ديفيس للمرة الاولى في تاريخه، مما ساعده على خطف الاضواء في النصف الاول من 2011 بتحقيقه 43 انتصارا على التوالي. كان التتويج الاهم للصربي خلال هذه السلسلة الرائعة في بطولة استراليا المفتوحة، اولى البطولات الاربع الكبرى التي منحته الزخم اللازم لمواصلة انتصاراته حتى نصف نهائي بطولة رولان جاروس الفرنسية، ثانية بطولات الجراند سلام، حين خسر امام السويسري روجيه فيدرر. والى جانب تتويجه بطلا في استراليا المفتوحة للمرة الثانية في مسيرته، خرج ديوكوفيتش فائزا بلقب دورات الماسترز الاربع الاولى للموسم في انديان ويلز وميامي ومدريد وروما، متغلبا على الاسباني رافايل نادال في نهائي جميع هذه الدورات الاربع. ثم جدد الصربي تفوقه على نادال في نهائي بطولة ويمبلدون، ثالث بطولات الجراند سلام، ليخطف المركز الاول في التصنيف العالمي من الاسباني قبل ان ينتزع ايضا لقب فلاشينج ميدوز الامريكية على حساب اللاعب ذاته بعد ان تخلص في نصف النهائي من فيدرر رغم تخلفه امامه بمجموعتين. لكن مشوار ديوكوفيتش تعرقل بعدها بسبب سلسلة من الاصابات في ظهره وكتفه تسببت بتلقيه اربع هزائم في ختام الموسم. اثار ديوكوفيتش اعجاب جميع متابعي الكرة الصفراء من حول العالم، وحتى الامريكي الاسطورة جون ماكنروا الذي يحمل الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات في موسم واحد (82 فوزا مقابل ثلاث هزائم عام 1984)، فاشاد بالصربي قائلا: "لقد اختبر افضل عام في تاريخ رياضتنا". وقد تكون لقطة الدور نصف النهائي من بطولة فلاشينج ميدوز الافضل لهذا العام عندما كان الصربي امام نقطة المباراة لفيدرر، الا ان ذلك لم يحل دون مخاطرته برد ارسال السويسري بطريقة جريئة جعلت الاخير متمسرا في مكانه ثم ارتكب بعدها خطأين مزدوجين ما اعاد ديوكوفيتش الى اللقاء ومنحه الدفع اللازم لكي يخرج في نهاية المطاف فائزا باللقب. تتحدث ارقام ديوكوفيتش في 2011 عن نفسها وتظهر حجم هيمنته حيث خرج فائزا من المواجهات الست التي جمعته بنادال، وتغلب على فيدرر بأربع من المواجهات الخمس بينهما، وعلى البريطاني اندي موراي في مواجهتين من اصل ثلاث وكانت خسارته امام الاخير نتيجة انسحابه في نهائي دورة سينسيناتي بسبب الاصابة. انضم ديوكوفيتش في 2011 الى اللائحة الحصرية لملوك البطولات الكبرى في عصرنا الحديث والتي كانت تضم فيدرر ونادال، وشكل مع الاخيرين ثلاثيا حصد 29 من اخر 32 لقبا في الغراند سلام، لانه ومنذ بداية 2004 لم ينجح سوى الارجنتيني جاستون جاوديو (رولان جاروس 2004) والروسي مارات سافين (استراليا المفتوحة 2005) والارجنتيني خوان مارتن دل بوترو (فلاشينج ميدوز 2009)، في كسر احتكار هذا الثلاثي. من جهته نجح نادال في 2011 في رفع رصيده الى 10 ألقاب كبرى بعد فوزه بلقب رولان جاروس للمرة السادسة في مشواره، معادلا انجاز السويدي بورج لكنه لم يتمكن من الاحتفاظ بصدارته لتصنيف المحترفين وتنازل عنه لديوكوفيتش. وكان عزاء نادال انه ينجح في قيادة بلاده في خلافة صربيا على عرش ديفيس والفوز باللقب للمرة الخامسة بتغلبها على الارجنتيني في النهائي، علما بانه لن يكون متواجدا لمساعدة بلاده في الدفاع عن هذا اللقب لانه فضل التركيز على مشاركته في اوليمبياد لندن 2012 على امل الاحتفاظ بالذهبية في مواجهة "اجتياح" جديد محتمل من ديوكوفيتش. اما فيدرر فتحدى من قال بان احتفاله بميلاده الثلاثين خلال 2011 يعني ان افضل ايامه اصبحت خلفه، فاستهل الموسم بتتويجه بطلا لدورة الدوحة، ثم اضاف ثلاثة ألقاب اخرى في بازل وباريس وبطولة الماسترز الذي توج بطلا لها للمرة السادسة في مسيرته الاسطورية. لكن 2011 شهد ايضا لحظات لم يختبرها السويسري في السابق، اذ خسر وللمرة الاولى في بطولة كبرى بعد تقدمه بمجموعتين وكان ذلك امام الفرنسي جو ويلفريد تسونجا في ربغ نهائي بطولة ويمبلدون. وكان فيدرر قد خرج فائزا من جميع المباريات ال178 التي تقدم فيها خلال احدى بطولات الجراند سلام بمجموعتين، قبل ان يوقف تسونجا هذه السلسلة الرائعة ثم اتبعه ديوكوفيتش بفوز مماثل على السويسري خلال فلاشينج ميدوز. لكن فيدرر الذي فشل خلال 2011 في الفوز بلقب احدى البطولات الكبرى للمرة الاولى منذ 2002، سيدخل الى موسم 2012 بمعنويات مرتفعة جدا لانه فوزه بلقب بطولة الماسترز في نهاية الموسم شكل انتصاره السابع عشر على التوالي لانه توج بطلا للدورات الثلاث الاخيرة التي خاضها في ختام 2011.