في كل الدنيا حدثت أزمات من الجماهير في المدرجات ووقعت اشتباكات و سقط ضحايا و تضرر المجتمع لكن في هذه الدنيا الناس وقفت و درست و عالجت و ووضعت الحلول و القوانين و اللوائح التي تحدد دور كل فرد في المنظومة .. وضعت قانونا له يد تطول من يكسره .. قانونا يطبق فورا ليحمي المجتمع من شرور المارقين و الخارجين عنه و الذين يريدون الإفساد في الأرض .. و عليه كان لابد أن نصل لحل بالنسبة لجمهورنا الذي به الكثير من المحترمين و القليل من المتهورين .. و بعد شد و جذب و توقف و منع طويل جاء قرار إعادة الجمهور للمدرجات مع بداية الدور الثاني للدوري الممتاز لكرة القدم نتمني أن تكون هذه المرة محسوبة حتي لا نعود مرة أخري لقرار المنع كي تكون عودة حميدة أو " العَوْدُ أَحْمَدُ" و هذا المثل لمن يعود عن الشر والإساءة كذلك يستخدم للتعبير عن الفرحة والسلام .. كما أنكم كنتم نموذجا رائعا في التشجيع من قبل و أثنينا عليكم فعودوا لما كنتم عليه من أدب و احترام و فن راقي و دخلات مبهرة لنعود كما كنا مشيدين بكم تطبيقا لقول الشاعر " بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدا.. فإن عدتم أثنيت والعود أحمد " . و المؤكد أن القرار جاء لينقذ المسابقة من حالة الصمت التي تعيشها في المدرجات و بالطبع العودة ستشعل المسابقة و الجمهور سيؤثر علي النتائج و سيكون له دور مع فرق كبيرة مثل الأهلي و الزمالك و الإسماعيلي و الإتحاد و المصري و دمنهور فالجماهير تلهب الحماس و تؤثر علي المنافس لكنها بالطبع ليست من يصنع نتائج المباريات فهي تؤثر بنسبة معينه لمن يملك المقدرة علي الإنجاز و لديه نوع من الاسترخاء لكن من لا يملك المقدرة فلن يشفع له جمهوره .. لكن المؤكد أن المسابقة سيكون لها شكل مختلف و مذاق جديد و روح أخري.. الجمهور هو هواء الملاعب الذي يتنفسه اللاعبون و اللوحة الجميلة التي تزين المشهد المهم أن يكون الجمهور نفسه علي قدر المسئولية و يلتزم و يحمي نفسه بنفسه و لا يسمح للدخلاء بإفساد العودة ..و لا يتحول تواجده في المدرجات إلي ضغوط ضد أحد .. و لا يتم توجيههم لأهداف غير كروية نريدهم داعمين لفرقهم مساهمين في الإرتقاء بمستوي اللعبة و انعاش خزائنها الخاوية من خلال التذاكر التي سيشترونها .. لا نريد صراعا و سبا و قذفا لأحد لا نريد الرجوع مرة أخري لنقطة الصفر .. نريد جمهورا محترما يشجع فريقه و يحترم منافسه و لا يسعي لإشاعة الفوضي في المدرجات و لا يرتكب سلوكيات تسبب سقوطا لضحايا حتي و لو بجروح طفيفه فنقطة دم أي مشجع أغلي لدينا من كل مباريات كرة القدم و علي الشماريخ أن تهدأ . و لكن يبقي السؤال الخاص بالحكام ماذا أنتم فاعلون في ظل تواجد الجماهير في المدرجات المؤكد أن الأمر سيختلف في المرحلة القادمه بالنسبة لهم فهم قدموا أداء بشكل عام جيد و ظهرت كوادر تحكيمية جميله في غياب الجمهور حتي أننا أدرنا مباريات للأهلي و الزمالك عبر إبراهيم نور الدين و محمد فاروق و نجحت التجربة بدرجة كبيرة فهل يثبت الحكام في مواجهة الزحف الجماهيري و ضغوطه و هل سيحافظون علي ثباتهم الانفعالي و لا يهتزون كما ال " Vipration " عندما يجعل الموبايل يتراقص و لا تتغير قراراتهم طبقا لهوي من في المدرجات أعتقد أننا سندخل علي مرحلة تحكيمية صعبة إما أن تأخذنا لأفاق كبيرة و نجوم يصلون للعالمية و هذا ما أتوقعه أو نسقط و نرتد للخلف كثيرا نحن إذا بحاجة إلي إعداد نفسي للحكام خصوصا الجدد الذين ظهروا في السنوات الثلاثة الماضية و باتوا نجوما كي يدخلوا إلي المرحلة الجديدة بثبات قوي لا يهتز و لا يخاف و لا ترتعش الصفارة في أفواههم .. نريد أن يكمل الحكام طريقهم الذي بدأوه بأداء شجاع و لياقة عالية و تركيز واضح فالإختبار قادم و النجاح مطلوب كي تعود مصر لريادتها التحكيمية و يظهر لدينا حكام في المناسبات العالمية و يعود لنا وضعنا الذي نستحقه بين قضاة الملاعب علي مستوي العالم .