أرفض دائما التعامل في القضايا المصيرية والحساسة بالقطعة.. لان الموقف الراهن هو جزء من سياق متكامل.. يجب عند دراسته الوقوف علي كل جوانبه.. حتي نخرج بنتيجة ايجابية وليس مجرد قرار لحظي لايحقق أي فائدة.أقول هذا بمناسبة قضية »الدخلات« التي اثيرت بعد مباراة الأهلي والزمالك في دور ال61 لكأس مصر.. وبالطبع فان كل التجاوزات مرفوضة.. ولا يمكن الدفاع أو تبرير أي سلوك خاطيء من أي جماهير.. ولكن هنا يجب ان نقيم الأمور بعين العدالة.. وليس بعين واحدة انني أرفض تماما هذه العبارة المسيئة التي رفعتها »دخلة« جماهير الأهلي.. كما انني أرفض أيضا كل الاساءات التي حملتها »دخلات« جماهير الزمالك والاسماعيلي.. ولا أعرف لماذا وقعت لجنة المسابقات غرامة علي جماهير الأهلي فقط دون عقوبات مماثلة لباقي الجماهير علي تجاوزتها في نفس الموقف.. وهل الاساءات لها لائحة.. فمثلا »السباب« له غرامة، والرسومات المهنية لها غرامة اخري.. والتعبيرات الوقحة.. وغير ذلك مما نشاهده في »دخلات« كل الأندية التي لم توقع غرامات عليها.. وقبل ان يسييء أحد فهم ما أقصد.. اقول انني مع عقوبة جماهير الأهلي بشرط عقوبة كل الجماهير الأخري التي تخطيء وتسييء لصورتنا أمام العالم.. بل ومع تغليظ العقوبة علي الجميع.. ولكن أرفض ان يتعامل اتحاد الكرة وبعض وسائل الاعلام بطريقة »الأعور« الذي لايري الا بعين واحدة.وأحب في هذا السياق أن أقف عند جانب ايجابي مهم جدا في موضوع »الدخلات« الجماهيرية.. انها بعيدا عن التجاوزات وقلة الأدب.. تعتبر عملا فنيا مدهشا ورائعا.. ويحمل فكرا جميلا ومبدعا سواء في اختيار فكرته أو تنفيذها.. وهو ما يقوم به الشباب في هذه الجماهير.. هذه اللوحات الجميلة.. المرسومة بمهارة وحرفنة وهي تحتاج خبرات ووقت ومبالغ باهظة وتكلفة عالية وجهد كبير لتخرج بهذا الشكل المتقن.. وتحول مدرجات الاستاد الي بانوراما تضفي علي المباراة جوا مميزا.. لماذا لا نحسن استغلال هذه »الدخلات«.. ونوجه الشباب فيها بدلا من مهاجمته والمطالبة بمنعها.. لنحجر علي اسلوب تعبير الشباب عن ذاته.. المهم هنا ان نوجهه ونحسن هذا التوجيه ليقدم لنا في النهاية الصورة الجميلة التي نرجوها.. ولا نحول الأمر الي مجرد صراع شكلي يكون ابداع الشباب هو الضحية فيه..!! لماذا نلجأ دائما الي الطرق السهلة.. المنع أو الالغاء.. لماذا لا نجرب طريقا آخر.. نخرج منه فائزين بالايجابيات ونستبعد السلبيات.. ليس بتغليظ العقوبات ولكن بطرق مختلفة.. لماذا لا نقيم -مثلا- مسابقة لأجمل دخلة.. ونحفز الشباب لطرح افكار وابداعات جديدة.. وتتبني المسابقة شركة راعية تقدم مكافأة أو درع للجماهير الأفضل.. واعتقد انه عاما بعد عام سنجد »دخلات« رائعة ومحترمة وستلفظ المدرجات كل قبيح وقليل الأدب.. ونكسب شباب واعد بحق.هل نجد من يرعي هذه الفكرة البسيطة.. ذات المكاسب الكبيرة.. ام اننا لانريد سوي »الخناقات« فقط.