المطلوب في المرحلة المقبلة من رئيس الوفد أنه لا بد أن يكون قائدا سياسيا لا زعيما فنحن في عهد الإدارة السياسية, ولابد أن تكون لدي رئيس الحزب رؤية ووسيلة لتحقيق هذه الرؤية وهو ما يفتقده الوفد حاليا. ما الذي يحتاجه حزب الوفد في المرحلة القادمة, زعيما مثل زعمائه التاريخيين, أم قائدا سياسيا يستطيع أن يعود به إلي الشارع, ويصبح حزب المعارضة الأول كما كان قديما ؟ يبدو أن هذا هو السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه في حزب الوفد, وهو يخوض انتخاباته للترشح لرئاسة الحزب, ورغم اختلاف وجهتي النظر المطروحتين في الحزب من المرشحين, سواء كان الدكتور محمود أباظة أو كان الدكتور السيد البدوي, رغم اختلافهما الواضح في الرؤي والأفكار الخاصة بمستقبل الحزب, وطريقة قيادة الحزب, إلا أنهما اتفقا علي أن الحزب يحتاج في هذه الفترة إلي قائد سياسي, وأن زمن الزعماء انتهي, رغم أن حزب الوفد وجد وسط الناس بزعمائه وارتبط بأسمائهم بداية من سعد زغلول, ثم مصطفي النحاس, ثم فؤاد سراج الدين. الدكتور السيد البدوي والذي يقول إنه رشح نفسه لرئاسة الوفد من أجل إعادة الحزب إلي صدارة المشهد السياسي, و يؤكد أن الحزب تراجع كثيرا خلال الأربع سنوات الماضية, مع ذلك لا يري أن الحل في عودة الزعيم حتي يجتمع حوله الوفديون, بل هو يعتقد أنه لن يكون هناك زعيم حقيقي للحزب بعد الزعيم الراحل والأخير للوفد فؤاد سراج الدين, فعهد الزعامة راح, والزعيم الملهم في نظره انتهي, ولذلك فالمطلوب في المرحلة المقبلة من رئيس الوفد أنه لا بد أن يكون قائدا سياسيا لا زعيما فنحن في عهد الإدارة السياسية, ولابد أن تكون لدي رئيس الحزب رؤية ووسيلة لتحقيق هذه الرؤية وهو ما يفتقده الوفد حاليا. علي الناحية الأخري يتفق الدكتور محمود أباظة مع هذا الطرح, فهو يري أن زمن الزعماء انتهي, وأن آخر زعيم للوفد كان الراحل فؤاد سراج الدين, وهو يرفض من ناحية أخري تقديس رئيس الحزب الجديد, ففي رأيه إن عصر تقديس الرئيس انتهي, وهو يري أن الحزب في مرحلته المقبلة يحتاج إلي سياسي, وإداري جيد يخرج بالحزب إلي صفوف المعارضة الأولي. كما نري, فرغم اختلاف برنامجي المرشحين لرئاسة الحزب, الدكتور محمود أباظة والدكتور السيد البدوي, ورغم اختلافهما في الكثير من النقاط جعلتهما يقفان علي طرفي النقيض, فهما يتفقان علي أن الحزب لا يحتاج إلي زعيم الآن, بل يحتاج إلي قائد سياسي جيد, وما بين الزعامة والقيادة السياسية, تبقي الأسئلة حول مستقبل الوفد, كيف يستطيع القائد السياسي الذي اتفقا علي ضرورة وجوده أن يساعد الحزب في الفترة القادمة للوصول إلي وضع أفضل ؟ هذا هو السؤال.