أجمع خبراء كرة القدم علي حقيقة واحدة أفرزتها مباراة القمة الإفريقية بين الأهلي والزمالك أمس في الجولة الأولي لكل منهما بدوري المجموعات بدور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا وهي أن الحضور الجماهيري كان النقطة الأكثر اضاءة في اللقاء خاصة وأن الجماهير غابت كثيرا عن الملاعب منذ مذبحة لقاء المصري والأهلي. كما أتفق الخبراء علي أن المستوي الفني للمباراة جاء ضعيفا للغاية وأن ظروف الصيام ودرجة الحرارة المرتفعة بالغردقة وابتعاد لاعبي الفريقين عن حساسية اللقاءات كانت السبب في تواضع مستوي الأداء من جانب الفريقين. في البداية أكد زكي عبد الفتاح مدرب حراس مرمي المنتخب الأول أن المستوي الفني للمباراة لم يكن بالشكل المطلوب ونتج هذا عن ابتعاد لاعبي الفريقين عن حساسية المباريات لتجميد النشاط الكروي وإلغاء مسابقة الدوري الممتاز لتقل روح المنافسة عند الفريقين. وأشار إلي أن الحضور الجماهيري كان من أكثر الأمور الايجابية وإن كان الجميع ينتظر من الألتراس والويت نايتس أفضل من ذلك بعد القائهم الصواريخ والشماريخ داخل الملعب والإفراط في استخدام الألعاب النارية. في المقابل يري أسامة عرابي المدير الفني السابق للانتاج الحربي ولاعب الأهلي والمنتخب الأسبق أن مرور المباراة بسلام كان أفضل ما فيها بعد أن ظعت الظروف التي أحاطت بها علي جوانبها الفنية, مشيرا إلي أن الحضور الجماهيري كان رائعا خاصة في ظل التزام رابطتي مشجعي الفريقين بالروح الرياضية والتشجيع المثالي واحترام رجال الأمن ووضح حرص الجماهير علي مصير فريقيهما بالبطولة. وأضاف أن المباراة جاءت قوية واتسمت بالندية وأكدت أن الأهلي والزمالك من أقوي المرشحين للعب القاري هذا العام لامتلاك القطبين عناصر تمثل عصب المنتخب الأول, وإن كان مجمل مستوي الأداء الفني لم يصل بعد لحقيقة ما يملكه الفريقان من نجوم متميزة. اما طارق يحيي نجم الزمالك السابق المدير الفني لفريق الكرة الأول بنادي مصر المقاصة, فأكد أن حضور الجماهير لمباراة القمة أمس وانتهاء المباراة بأمان ظاهرة صحية, مشيرا إلي أنه كان يتمني عودة الجماهير ولكن في ستاد آخر بسبب المخاطر التي كان من الممكن أن يتعرض لها الفريقان بسبب قرب مدرجات الجماهير من أرضية الملعب وتوقف المباراة بسبب شكوي شريف اكرامي وعبد الواحد السيد حارسي مرمي الفريقين من جماهير الناديين. وأضاف أن المباراة كانت متوسطة المستوي من الفريقين لأسباب حرارة الجو والصيام, بالإضافة لفقدان اللاعبين لجزء كبير من طاقتهم في الشوط الثاني, مشيرا إلي أن الزمالك قدم بداية جيدة جدا في أول20 دقيقة واستطاع أن يحرز هدفا عن طريق أحمد جعفر كنتيجة طبيعية لتفوق فريقه بعدها آلت المباراة للاعبي الأهلي. وتعجب المدير الفني للمقاصة من استسلام لاعبي الزمالك للمباراة وعدم قدرتهم علي الحفاظ علي التقدم ليعتمد الفريق علي المهارات الفردية لمحمد إبراهيم ومحمود عبد الرازق شيكابالا وأحمد عيد التي لم تسفر عن أي هجمات خطيرة مقابل سيطرة وأداء جماعي للأهلي, مؤكدا أن تغييرات كل الفريقين لم تغير في الأداء داخل الملعب خاصة الزمالك الذي فقد القدرة علي السيطرة وتحقيق الفوز مطالبا حلمي طولان المدير الفني للفريق بعلاج لاعبيه نفسيا قبل المباراة المقبلة أمام ليوبار الكونغولي خاصة مسألة تحقيق الفوز خارج الأرض بعد ضياع نقطتين أمام الأهلي صاحب الأفضلية في مباراة الأمس. ويري خالد جاد الله صانع ألعاب الأهلي والمنتخب الأول في الثمانينيات أن مرور المباراة بسلام كان الأمر الأهم لعشاق الكرة المصرية. وأشار إلي أن الحضور الجماهيري كان أفضل ما في المباراة خاصة بعد أن التزم جمهور الفريقين بالروح الرياضية بشكل كبير رغم ظهور الصواريخ والشماريخ. وأضاف أن ابتعاد لاعبي الفريقين عن المباريات الرسمية أدي إلي تأثر المستوي الفني بالسلب وإن كان الأهلي والزمالك لديهما لاعبين علي أعلي مستوي وأدي ذلك إلي إنقاذ المباراة من الانهيار الفني والنتيجة جيدة وتعتبر بداية طيبة ومقبولة بعد تعادل ليوبار وأورلاندو بيراتس في الجولة ذاتها وهما الفريقان اللذان يلازمان الأهلي والزمالك في المجموعة بدوري أبطال إفريقيا. ومن جانبه, أكد محمود أبو رجيلة عضو لجنة الكرة بالزمالك أن المباراة لم تكن علي مستوي الفريقين في ظل حالة التوتر التي سبقت اللقاء بنقل ملعب المباراة إلي الجونة وتعديل وتأجيل موعدها أكثر من مرة بالإضافة إلي حالة القلق التي سيطرت علي لاعبي الفريقين خاصة الزمالك بسبب تهديدات الجماهير بحضور المباراة. وأعرب أبو رجيلة عن رضائه بشكل عام عن حضور الجماهير المباراة وانتهائها دون حدوث أي أزمات خاصة مع سيطرة الجهات الأمنية وتفهمها لموقف الناديين بالإضافة إلي تعامل اللاعبين باحترافية مع المباراة وعدم إثارة أي أزمات مع حكم المباراة الجزائري جمال حيمودي. وأكد محمد حلمي المدير الفني لإنبي أن الزمالك كان الأفضل خلال أول ربع ساعة من المباراة وسيطر علي مجريات الأمور داخل ملعب الجونة بفضل الإصرار الذي بدا علي لاعبيه إلا أن هدف أحمد جعفر لم يؤثر علي اللاعبين وأصابهم بحالة من الثقة وأعطي فرصة للأهلي للعودة وتحقيق التعادل واقترابه من الفوز. والتمس المدير الفني لإنبي العذر للاعبي الفريقين بسبب الظروف التي مروا بها خلال الأيام القليلة التي سبقت وأثناء المباراة بالإضافة إلي إقامة المباراة في الغردقة عصرا وهو ما أثر علي الأداء البدني والفني للاعبي الفريقين لظروف الصيام وارتفاع درجة حرارة الجو بالغردقة. أما طارق العشري المدير الفني السابق لفريق إنبي قال إن الأداء الفني الضعيف الذي ظهر عليه لاعبو الفريقين كان متوقعا خاصةأن الظروف التي صاحبت إقامة المباراة من رفض الجهات الأمنية إقامتها في القاهرة وبعض المحافظات مثل الإسكندرية بسبب أجواء التوتر التي تسيطر علي البلاد كان من المتوقع أن تأثر علي تفكير اللاعبين والأجهزة الفنية مؤكدا أن توقيت إقامتها سيئ للغاية نظرا للأحداث السياسية المتلاحقه التي تمر بها البلاد. وأضافأن اختيار ملعب ستاد الغردقة لإقامة المباراة كانآخر الحلول التي توصل إليها القائمون علي الكرة منعا لتعرضنادي الزمالك للعقوبات. وعن أحداث المباراة قالإن حضور الجماهير والالتزام الذي كانوا عليه في المدرجات ورسم لوحات فنية رائعة كانت أبرز السمات التي ظهرت في اللقاء. وأوضح قائلا إنتأثير الصيام مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية كانت أحد الأسباب الرئيسية التي أثرت علي المستوي الفني للاعبي الفريقين. وأشاد طه بصري المدير الفني السابق لبتروجت بالتغييرات التي أجراها حلمي طولان المدير الفني الفني للزمالكفي الشوط الثاني خاصة نزول محمود عبد الرازق شيكابالا بدلا من محمد إبراهيم الذي انخفض مستواه الفنيبعد أن استنزف مجهوده البدني كاملا في الشوط الأول مؤكدا أن نزول شيكابالا أديلزيادة الضغط الهجومي للأبيض علي دفاعات الأحمر ولولا عدم التوفيق لخرج الزمالك فائزا بالثلاث نقاط. علي عكس الأهلي الذي جاءت جميع تغيراتهغير مؤثرة في النواحي الهجوميةباستثناءفرصتين جاء منها الهدفالتعادل من ركلة جزاء. وأكد طه بصري أن الحضورالجماهيري كان أفضل مكاسب اللقاء لأن جماهير الفريقين ظهروا بشكل رائع وضربا مثالا بالروح الرياضية العالية مؤكدا أنها بداية جيدة لعودة الجماهير للمدرجات بعد فترة غياب كبيرة عن الملاعب.