أصبحت المقابر بصفة عامة وفي الإسكندرية علي وجه الخصوص أوكار للجريمة بكل أشكالها وتحولت من أماكن لها حرمتها وقدسيتها إلي اماكن تمارس فيها الرزيلة وغيرها من المحرمات. يقول الدكتور محمد السعيد الباحث السياسي تعاني قبور موتانا من هذا الوضع الذي فاق الحدود من اهمال جسيم وتجاهل لايناسب قيمنا الدينية التي تراعي حرمة الموتي. والإسكندرية بها عدد من الجبانات ينتشر من شرقها إلي غربها وأشهرها المنارة والعمود. أما محمد الاطرش امام مسجد براغب فيقول: البلطجية ينتهكون حرمة الموتي بالإسكندرية ويستولون علي المقابر ويحولونها الي اوكار للمخدرات والبلطجة والدعارة والدليل علي ذلك ان اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية تلقي بلاغا من بعض أهالي منطقة المندرة التابعة لدائرة المنتزة ثان يطالبون فيه الشرطة بحماية حرمة أمواتهم بعد أن استولي البلطجية علي المقابر وأصبحت تدار بمعرفتهم. وأضاف الأهالي في بلاغهم, أنه منذ أحداث ثورة25 يناير والمقابر يتم نهبها وانتهاك حرمتها بعد أن قام البلطجية بتحطيم جزء من سورها القصير أو القفز من أعلاه والتواجد ليلا للسهر وتعاطي المخدرات بأنواعها وأصبح من المعتاد أن يعثر الأهالي في الصباح علي زجاجات خمور فارغة وحقن مستخدمة في تعاطي المخدرات وهو ما دفعهم إلي جمع أموال من بعضهم البعض لاقامة سور للحفاظ علي مقابرهم إلا أن المفاجأة كانت بتحطيم السور وأصبحت المقابر تمارس فيها الدعارة حيث تسمع اصواتا منحلة تنبعث منها طوال الليلكما أصبحت مسرحا لبيع السلاح للبلطجية ومكانا لاختفاء قطاع الطرق واللصوص الذين يقومون بدورهم بإرهاب زوار المقابر, ومازاد الأمر سوءا هو نبش القبور وسرقة الجثث منها إما لبيعها أو لاستخدام بقاياها وخاصة العظام بعد طحنها في تصنيع المخدرات وأكد أهالي المنطقة في بلاغهم أنهم حاولوا الاستعانة بالشرطة أكثر من مره دون جدوي نظرا لضعف التواجد الأمني وصعوبة مواجهة البلطجية الذين أستفحل أمرهم. أما علي المهدي من حزب الجمهوري الحر فيقول ان مقابر أبوالنور شرق الإسكندرية دائرة باب شرق فحدث ولا حرج فالامر يتمثل في سيطرة هؤلاء البلطجية علي المدافن بداية من وضعهم تسعيرة لقراءة الفاتحة علي أرواح الأموات بالاضافة الي أنهم نصبوا أنفسهم ملاكا لهذه المقابر عقب قيامهم ببيع مساحات من الأراضي داخل المقابر التي تتمثل في الطرقات الفاصلة بين المدافن وبعضها وتحويلها لمدافن والبيع بمبالغ عالية وتحولت هذه المقابر إلي مرتع ووكر للخارجين علي القانون والأعمال المنافية للآداب وتعاطي المخدرات وإخفائها في المقابر التي يتم نبشها وسرقة الجثث منها, وذلك بسبب عدم وجود أسوار حول هذه المدافن وكذا يفاجأ العديد من المواطنين باختفاء وسرقة المدافن الخاصة بهم وبعائلاتهم ووضع مسميات لعائلات ومتوفين آخرين واكتشافهم بيع هذه المقابر لأشخاص آخرين بالإضافة لقيام عدد من الترابية بتقاضي وفرض إتاوة علي المواطنين منها100 جنيه مستقلة لقراءة الفاتحة ومن250 إلي650 مقابل للرجال الذين يفتحون القبر ولم يظهر ما تمارسه هذه المافيا إلا عقب قيام بعض المواطنين بتحرير محاضر بأقسام الشرطة خاصة عقب ما واجهوه داخل المقابر عند زيارة ذويهم الأموات, الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل امتدت أيادي البلطجية والخارجين علي القانون إلي بيع مقابر الصدقة الجارية التي تتبع في ملكيتها الحي, كما اعترف الحي بأن التربي هو موظف يتقاضي راتبا من الحي التابع له المدفن كما أن رسوم فتح المقابر وترميمها والترخيص لها محددة ولكن لا يتم العمل بها واعترف أيضا بأن هناك بلطجية يقومون بفرض رسوم تعسفية علي أهل المتوفي مستغلين موقف حزنهم ووقت الوفاة محولين أمور الموت والدفن وسيلة لتحقيق الربح. أما أكرم أبوزيد عضو مجلس محلي المحافظة السابق فيقول: إن الجهة الإدارية فشلت في الرقابة والتفتيش علي التربية في أداء عملهم وتحدث تجاوزات كبيرة من التربية احيانا تؤدي الي ضياع الحقوق الأمر الذي يتطور ويسببنزاعات وخلافات بين المواطنين أصحاب المقابر الأصليين والذين اشتروا من التربية واختلاط رفات وعظام الموتي ببعضهم البعض يأتي هذا في الوقت الذي عجزت فيه المحافظة والأحياء في الدفاع والحفاظ عن الموتي في قبورهم كما عجزت أيضا أن تحافظ علي مقابر الصدقة التي والتي لم تسلم من المزايدة عليها والاستيلاء عليها ولدينا مستندات توضح استيلاء علي قبر يخص احد المواطنين بالاسكندرية. وتحرر بذلك محضر بقسم شرطة كرموز رقم31 احوال بتاريخ وتم رفع الموضوع الي سكرتير عام حي غرب الذي استدعي الورثة للعمل علي حل المشكلة تحت رقم348 وتحت يدنا المستندات لمن يهمه الامر وهذا يعني جملة واحدة هي موت وخراب بيوت. ومن جانبه أكد اللواء امين عز الدين مدير امن الاسكندرية انه سيتم عمل حملات شرطية علي مقابر الاسكندرية لضبط الخارجين علي القانون وارباب السوابق واضاف عز الدين ان المرحلة الحالية تشهد عمل اكمنة ثابتة ومتحركة وعلي الطرق الصحراوية ومداخل المدينة وتواجد شرطي مكثف بكافة مناطق الاسكندرية وخصوصا المناطق التي تتواجد فيها المقابر بعد ورود شكاوي من قبل المواطنين حول تعرض تلك المقابر لانتهاكات من قبل الخارجين كما طالب اللواء عز الدين المواطنين المحيطين بالمقابر بضرورة الابلاغ فورا عن وجود اية عناصر يشتبه فيها داخل المقابر, مشيرا إلي أن الحملات مستمرة للحفاظ علي أمن وسلامة المواطنين وحرمة الموتي.