رأيت علي القناة الأولي بالتليفزيون الرسمي مايسمي بحوار الأحزاب. استبشرت خيرا.. أخيرا سقط التابو.. لم يعد التليفزيون المصري معبرا فقط عن الحزب الرئيسي.. أصبح يتسع لآخرين. بصراحة تامة لولا الفضائيات الخاصة ماكان لدينا مثل هذا البرنامج. كان من المستحيل بعد نشأة الأحزاب الحديثة في مصر ان تري مثل هذا البرنامج. المشكلة انه خرج مقتولا بلا روح بلا جمهور وبلا اهتمام. البرنامج تمت إذاعته الساعة6 مساء, لاجمهور في مثل هذا الوقت,, هذا لايرقي إلي الأوقات الممتازة للمشاهدة. إذا اراد التليفزيون المصري ان ينافس القنوات الخاصة عليه ان يطلق برامج حوارية حول الانتخابات والأحزاب في أوقات الذورة.. أو علي الأقل ان يستخدم البرامج شبه المشهورة لديه في الحوار حول فكرة الأحزاب. افتقدنا في مصر لسنوات طويلة التنافس الحقيقي للأحزاب.. نحن لدينا حزب رئيسي ومجموعة من الأحزاب الهامشية. وتيارات تفتقد الشرعية تلعب في السياسة ولها ممثلون في البرلمان. هذا هو واقع الحال لدينا. إنعاش الأحزاب هو الحل لإنعاش مدنية الدولة. انعاش الأحزاب هو السبيل لإحداث التطور المنشود نحو الديمقراطية. أي شخص حريص علي مستقبل هذا البلد سوف يسعي لتكريس التعددية.. ولاتعددية دون أحزاب تعمل في ظل الشرعية. لانتقال سلميا للسلطة في أي بلد في العالم دون أحزاب تتنافس من أجل الوصول إلي السلطة. السعي نحو السلطة ليس عيبا.. العيب هو خرق الشرعية والعمل خارجها. لذا مارأيته كان حوار الحملان. لاحوار الشجعان. الحوار يجب أن يعبر عن قوي حقيقية موجودة في الشارع لا تلك الأحزاب الكارتونية التي تصدع رءوسنا ليل نهار. ولكي تشارك الجماهير لابد ان تقتنع أن مشاركتها هو السبيل الوحيد لكي تحصل علي حقوقها. التطور الديمقراطي يحتاج إلي تربية. والتربية تبدأ داخل الأحزاب. [email protected]