الوزراء الجدد خرجوا علينا جميعا عقب اداء اليمين الدستوري بتقديم الوعود بالاهتمام بشباب الثورة ومنحهم مناصب مساعديين للوزراء, والعجيب ان هذه النغمة كانت تخرج عقب كل تشكيل وزاري بعد ثورة25 يناير والنتيجة تصريحات اعلامية بدون خطوات ايجابية نحو تنفيذ جزء مما يقولونه وكانه تسكين لمطالب الشباب وعقلاء مصر وان هذه النغمة كنا نسمعها ايضا ايام النظام السابق ايام الحزب الوطني والمحصلة صفر, ولو تم بالفعل تنفيذ ذلك فهناك سؤال يطرح نفسه كيف يتم معرفة شباب الثورة عن غيرهم؟خاصة في ظل إعلام اختلط فيه الحابل بالنابل واصبح مصطلح شاب من شباب الثورة وناشط سياسي متداول بشكل كبير وكل من تستضيفه الفضائيات وهو في سن الشباب يقدمونه علي اساس شباب الثورة او ناشط سياسي, وهذا يتطلب وضع شروط لاختيارات الشباب في المواقع الكبيرة من قدرة علي القيادة والادارة والثقافة الفكرية والمستوي التعليمي والا يقتصر الاختيار علي الشباب الذين قدمهم الاعلام علي انهم قادة الثورة في ظل وجود عشرات الالاف من الشباب في المحافظات هم الذين قادوا الثورة الي النجاح ولكنهم كانوا بعيدين عن الاعلام فلا احد يعرفهم رغم قدراتهم الفائقة في اماكن عملهم في محافظاتهمم وان الثورة نجحت بملايين الشباب وليس بالعشرات التي قدمتهم الفضائيات لاهداف وسياسات لديها وتناست باقي قادة الثورة, وان ماتحدثت عنه سابقا سيكون عبئا كبيرا علي خالد عبد العزيز وزير الشباب الذي تولي الحقيبة للمرة الثانية في وقت الازمات وان العبء يتمثل في وضع خطط لاكتشاف القدرات الشبابية في مصر وتاهيلها وتدريبها علي تولي المسئولية في ظل افتقادها للخبرات التي يتمتع بها جيل الوسط الذي يجب ان ياخذ بيد هؤلاء الشباب لتسليم الراية من خلال لقاء الاجيال وعلي وزارة الشباب اعداد خطط علمية ومدروسة من ارض الواقع يتم تنفيذها فورا لاختيار القيادات الشبابية وصقل مواهبها السياسية والفكرية والاقتصادية وتصفيتها عقب كل دورة تدريبية ويتم التصعيد الي الدورات العليا لاختيار افضل العناصر وتقديمها للحكومة والوزارات والمسئولين بالدولة للاستعانة بهؤلاء الشباب في تولي المناصب القيادية وان مصر مليئة بالكفاءات والقدرات التي تريد من يكتشفها ويقدمها لخدمة مصر ولكن في ظل عدم وجود خطط معلومة وعلمية لاختيار الشباب ستبقي الاصوات العالية واصحاب الحناجر العالية هم المؤهلين لتولي المناصب رغم سطحية التفكير لديهم فانهار كل شيئ في مصر وهذا يتطلب من المسئولين الاخلاص الحقيقي في تولي الشباب ما وعدت به الحكومة دون مماطلة وفي اماكن يستطيعون من خلالها اكتساب بالخبرات والمهارات التي تمكنهم بعد فترة قليلة من تولي قيادة مصر واذا ارادت الدولة فعلا الاصلاح فتعين عليها أن تدفع بهؤلاء الشباب في قيادة المحليات التي لايستطيع القضاء علي فسادها الا الشباب الذين يحاولون تنفيذ اهداف الثورة التي كان احدها القضاء علي الفساد فلن يسمحوا لانفسهم ان يستمر من قامت الثورة من اجل اصلاحه, فالمحليات ستقدم لهم الخبرة العملية مبكرا مرورا بمجلس النواب انتهاءا بتولي المناصب التنفيذية في مصر ويمكن ان يتم ذلك في اقل من عشر سنوات ان من أسباب حديثي عن تولي وزارة الشباب الملف ليس باعتبارها الوزارة المنوط بها الشباب, انما لوجود رجل علي قمتها يؤمن بأهمية الشباب ولديه فكر اداري في ادارة العقول خاصة الشباب وهذا ما فعله عندما تولي مسئولية الشباب في حكومة الدكتور الجنزوري بعد الثورة وقدم عشرات المشروعات التي تنمي قدرات الشباب ولم يمهله الوقت لتنفيذها فعودته لوزارة الشباب انتصارا للشباب لتنفيذ استراتيجيات تخدم طموحاتهم وامالهم للحصول علي ما يستحقون [email protected]