ها هي مصر, وها هم المصريون الذين خرجوا أمس بالملايين للاحتفال بذكري أعظم انتصار في التاريخ, يوم أن عبر الجيش المصري العظيم جميع الموانع, ليلحق بالعدو الإسرائيلي هزيمة ساحقة. ويكتب بأحرف من نور انتصارا عظيما لخير أجناد الأرض, بالأمس كانت جمعة العبور والنصر تجسيدا لحب الشعب لجيشه, والتحام الشعب مع جنوده, في مشهد مهيب تجلي في ميادين الحرية التي اكتظت بالمواطنين, الذين أرادوا أن يردوا الجميل لجيش مصر العظيم في هذه المناسبة الوطنية العزيزة, رافعين رايات التقدير والإعزاز لجيش مصر العظيم الذي بادلهم الحب حبين, فكان الحارس الأمين علي ثورة الشعب, الذي انتفض في الثلاثين من يونيو ليستكمل ثورته وليكمل حريته, فكان قراره ان استجاب للشعب, ولبي نداء الوطن. ومن المفارقات التي تثبت حقيقة الإخوان وتكشف عن نواياهم السيئة, أن تأتي دعوتهم أمس لأنصارهم للخروج إلي الميادين ليس للاحتفال بنصر العاشر من رمضان, بل لتوجيه الإهانات للجيش المصري العظيم وقادته الوطنيين, إذ تحولت مظاهرات رابعة العدوية إلي منصة لإطلاق الاتهامات, والأكاذيب, وإلي ساحة لتسويق الشائعات والنيل من إنجازات الجيش المصري, وهو ما يؤكد أن فكرة الوطن لدي جماعة الإخوان غير موجودة, وأن هذا الوطن مجرد سكن للانطلاق منه إلي دولة الخلافة التي تذوب فيها مصر. إن هؤلاء الذين يتخذون من الدين ستارا لتمرير مخططاتهم, أثبتوا أنهم بعيدون عن الشعب, وعن الوطن والمواطنة, لقد أرادوا إحراج الجيش المصري في يوم عيده أمس من خلال تظاهرات قالوا عنها لنصرة الشرعية, وكسر الانقلاب, بينما هم المنقلبون علي إرادة الشعب حينما خانوا العهد, وحنثوا بالتعهدات والالتزامات علي مدي عام كامل لم يشهد الوطن سوي الأزمات, والانتكاسات, والإخفاقات. إن الملايين التي احتشدت في التحرير, بعد أداء صلاتي العشاء والقيام في مشهد وطني رائع أكدت أن مصر بمسلميها, وأقباطها, وجيشها قادرة علي تخطي الصعاب, وإجهاض مخططات تجار الدين, نعم مصر ستعبر أزمتها, وستصل غايتها منتصرة, عزيزة, قوية, أبية, رغم أنف الإخوان. [email protected] رابط دائم :