إلي رحاب الشفيع محمد مجلي البديع لصاحب الجاه الرفيع هو النبي هيا بنا إلي النبي, إلي رحاب الرسول أسبي جماله العقول نسبح في معيته نجول نصبوا إليه هيا بنا صبابة في النبي. الشيخ أمين الدشناوي هو منشد من طراز خاص أطلق عليه محبوه, ريحانة المداحين فهو شخصية تملك جماليات الحكي, تلك الجماليات التي بدأت معه منذ صباه وهو في التاسعة من عمره, ليمدح بعفوية وفطرة الصغار النبي صلي الله عليه وسلم, فكان يمدح كل صباح حتي أصبح مثل عود الريحان الذي يفوح شذاه في البلد, والشيخ أمين من مواليد دشنا محافظة قنا وتجلت موهبته في ادفو علي يد معلمه الشيخ أحمد أبو الحسن ملهمه وأستاذه وكاتب قصائده التي تفيض بالمعاني الصوفية, ثم انطلق ينشد في كل مصر في مدنها وقراها ونجوعها, ومحبيه وعشاقه من كل الطبقات بدءا من الطبقات العليا حتي الجالسين علي المصاطب الطينية في الدواوين الصعيدية وحتي المارة في ميدان الشانزلزيه في فرنسا. يستطيع الدشناوي أن يواصل الإنشاد لمدة خمس ساعات مغمض العينين, ووفقا له أنه يري في تلك اللحظة ما لا يراه الآخرون وأنشد معجزات الرسول أمام الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ومدح النبي في الشانزلزيه. وكما يذكر الباحث مصطفي شرف الدين بدأ الدشناوي المدح في عام1973 وكان عمره13 عاما, ويؤكد الدشناوي في روايته عن نشأته أن والده كان يخشي علي مستقبله الدراسي بسبب انسجامه مع الإنشاد وقام بحبسه في غرفته حتي قابل والده أحد الصالحين وقال له أمين ده بتاعنا اتركه من مصلحتك. وينشد الدشناوي لكثير من أقطاب الصوفية منهم ابن الفارض ومحيي الدين بن عربي أشعارا عالية المستوي فيها كثير من الرمزية. ويقوم الشيخ في بعض الأحيان بتقديم الأشعار الصوفية علي ألحان أغان معروفة لأم كلثوم وغيرها, ورغم أنه لم يدرس المقامات الموسيقية إلا أنه يتحكم بها جيدا بحكم الممارسة. وأغلب ما ينشده الشيخ أمين الدشناوي هو من قصائد الشيخ أحمد أبو الحسن الذي أخذ بيده في عالم الإنشاد وهذب أفكاره ونسق مشاعره ورتب المعاني, والتي يري في أشعاره ما يوافق الجميع من الشباب والشيوخ والأطفال فكلامه محسوس ومشاعره عالية وفياضة. وزار الدشناوي السويد وألمانيا, منشدا كما دعي لفرنسا أربع مرات متتالية حيث أنشد في ميدان الشانزلزيه, وفي مسرح جزيرة نورماندي في مسابقة موسيقية وفي مسرح شاك ليه ومرة أخيرة في إحدي ضواحي باريس, وفي الاحتفال بذكري إعلان الجمهورية الفرنسية وفي مسرح شاك ليه أكبر مسارح باريس وأعرقها وبحضور الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك دعته وزارة الثقافة الفرنسية للإنشاد وأنشد قائلا أحجارا إذ مر تسلم عليه بل تؤدي له التحية دعا للشجرة أتته تسعي تفج الأرض مسرعة قوية, غزالة له اشتكت والضب سلم وذئبا حرس غنم الراعية وتفاعل الجمهور الفرنسي وبكي كثيرون منهم. وللشيخ الدشناوي عادة أثناء الإنشاد إذ يغمض عينيه لساعات, وهي حالة من الإندماج الكامل وفي تلك الأثناء يستجمع الكلمات والألحان دون اتفاق مع أحد حتي الذين يعزفون وراءه لا يعرفون ماذا سينشد.!