سلطت الصحف العالمية الضوء علي بيان الفريق الأول عبد الفتاح السيسي الذي بمقتضاه اطاح بالرئيس المخلوع محمد مرسي وجماعته من الحكم اذ اشارت الي ان البيان اعاد روح الثورة للشعب المصري وجدد دماء المصريين الذين خرجوا بالملايين طامعين في مساندة الجيش الذي لم يخذلهم اذا مشيرة إلي ان التاريخ سيسطر موقف الجيش التاريخي الذي انقذ البلاد من فتنة محققة سعت الجماعة وانصارها الي اختلاقها لتخويف وترويع الشباب الذي اثبت للعالم اجمع له انه من يختار مصيره وانه قادر علي التغيير مهما كانت الصعاب. وتحت عنوان مرسي.. من القصور إلي السجون نشرت صحيفة هيرالد صن الاسترالية تقريرا اشارت فيه الي ان الرئيس المخلوع الذي اخلف وعوده مع المصريين ها هو يفارق حياة القصور ليعود مرة اخري إلي السجن وحياة الجحور التي تعود عليها وجماعته طوال العقود الماضية والدليل ان النيابة العامة في مصر اكدت انها ستحقق معه بتهمة التخابر مع دول اجنبية لاقتحام السجون, اثناء ثورة يناير, كما تم اعتقال ما يقرب من300 من اعضاء الجماعة, مشيرة إلي ان جماعة الإخوان اضاعت فرصة لايمكنها تعويضها مرة ثانية اذ انها ظلت تحارب لسنوات لتعتلي الحكم, وحينما تمكنت من ذلك استحوذت علي السلطة بتمكين من الرئيس المخلوع الجائع للسلطة والذي تسبب في اخطاء فادحة لايمكن لرئيس محنك ان يقع بها وهو الامر الذي اجبر الملايين علي الخروج للمطالبة بإزاحته وجماعته التي باتت في طريقها إلي سجن طرة او هو المكان ذاته المسجون فيه الرئيس المخلوع مبارك ونجليه وحاشيته ايضا. من جانبها قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ان بيان الجيش جاء كالضربة القاضية لحكم الإخوان ولمشوارهم السياسي في مصر بعد عام واحد فقط من حكمهم الذي انتهي بالفعل نهائيا بعد ذلك الخطاب التاريخي الذي القاه السيسي الرجل الشجاع الذي نجح في اعادة علاقة الجيش والشعب مرة اخري, بعد ان اهتزت ايام المجلس العسكري, وهو الامر الذي يعني نهاية الإسلام السياسي في مصر التي عانت طوال العام الماضي من سياسات لاترقي لاكبر بلد في المنطقة. ويري محللون ان الجيش حسم الصراع من الإخوان لصالحه وبذكائه الشديد نجح في استقطاب معظم فئات وطوائف الشعب المصري الذي وضع كل ثقته في قادته مؤكدين ان خسارة الإخوان في مصر تمثل تراجعا للإسلام السياسي في المنطقة بأسرها في اشارة إلي تونس التي انتفضت هي الأخري واعلن شبابها عن تأسيس حركة تمرد التونسية التي ستسير علي درب المصرية لإزاحة الإسلاميين من الحكم بعد فشلهم ايضا في تلبية متطلبات الشعب, محذرة من لجوء بعض القيادات الإسلامية في المنطقة إلي التخلي عن مبادئ الديمقراطية والاتجاه إلي سياسة العنف تحسبا لأي انقلاب قد يطيح بهم علي غرار الإخوان. وقالت الصحيفة ان الرئيس السابق الذي حصل علي تأييد51% من المصريين سرعان ما افتقد شعبيته بعد فشله في مواجهة عدد من المشكلات الكارثية كانتشار معدلات الجريمة بشكل غير مسبوق والوضع الاقتصادي الذي بات علي وشك الانفجار وارتفاع الاسعار وقطع الكهرباء وأزمة سد النهضة وغيرها من المشاكل التي فشل في حلها, مشيرة الي ان زعم الجماعة بأنه انقلاب ليس صحيحا لانه ولاول مرة في تاريخها ان يقف الشعب والنظام ضدها معا. وابدت الصحيفة مخاوفها من ان تبتعد العملية السياسية عن الديمقراطية وتتجه نحو الراديكالية والعنف واللذان سيؤديان بالقطع إلي حرب اهلية بين المؤيدين لمرسي والإسلاميين والثوار الذين احتموا بالجيش. واشارت إلي أن تلك الأزمة من اخطر الأزمات التي تواجهها الجماعة منذ عام1954 أي منذ حربها الباردة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, مؤكدة ان الخطر الأكبر يكمن في ازاحة الجماعة من المشهد السياسي خاصة وهي لاتزال تحارب من اجل بقائها. وتكمن مخاوف مؤيدي مرسي في حالة الانقسام التي بدت داخل صفوف الجماعة اذ يطالب البعض بانتهاج طريق التحدي حافظا علي شرعية مرسي واخرين استسلموا للأمر الواقع. واثنت وسائل الإعلام الغربية علي قدرة المصريين وشجاعتهم اذ تمكنوا من الاطاحة بنظام الإخوان في ايام معدودة بل تمكنوا من الإطاحة بنظامين رئاسيين في عامين فقط. وتحت عنوان بزوغ فجر جديد في مصر قالت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية ان المصريين اثبتوا قدرتهم علي التغيير لكنها اعربت عن مخاوفها ازاء تهديدات بعض رموز الإخوان بانه انقلاب علي الشرعية وان الشعب لن يصمت ازاء التمرد العسكري, مؤكدة ان الشعب المصري في ازمة حقيقية خاصة بعد اقتناع شباب الإخوان بانه انقلاب علي الحكم الإسلامي.