ركزت الصحف الإسرائيلية أمس علي سيناريو الفوضي المحتمل في مصر وتأثيره الكارثي علي المنطقة. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن مصر تتجه إلي نفق مظلم جديد وسط تحذيرات من حرب أهلية بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي. وقالت الصحيفة إن دعوات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الأطراف إلي التوافق لم تنجح في دفع الأطراف المتصارعة إلي السعي للوصول إلي حل, بل إن الفجوة بين الطرفين اتسعت بحيث لم يعد هناك أي حديث عن توافق محتمل. وأشارت الصحيفة إلي أن أعداد المتظاهرين التي ستنزل وستصمد, سواء في مواجهة مرسي أو لتأييده هي التي ستحدد سيناريو الأيام المقبلة, في ظل تفسير كل من الطرفين لأن تصريحات السيسي الخاصة باحترام إرادة الشعب تصب في مصلحتها وبجانبها. فبالنسبة للتيار الإسلامي فإن الجيش اختار الانحياز للشرعية التي جاءت بالرئيس عبر الانتخابات فيما يعتبرها المعارضون تأييدا للمتظاهرين الذين يعبرون عن إرادة الشعب. وأوضحت الصحيفة أن دور الجيش سيعتمد علي اندلاع أعمال عنف واسعة مما يدفع القوات المسلحة إلي التدخل لفرض الأمن وسط فشل الحكومة في الحفاظ علي النظام. وشددت الصحيفة علي أن السيسي سيحدد في النهاية طريق الخروج من الأزمة الراهنة وإمكانية استمرار مصر علي طريق التحول الديمقراطي أو الانقلاب عليه. وأشارت جيروزاليم بوست إلي أن تدخل الجيش لإزاحة مرسي من السلطة سيواجه بمقاومة عنيفة من التيار الإسلامي وخاصة الجماعة الإسلامية صاحبة التاريخ الطويل في العمليات الإرهابية والتي تضم المئات من المقاتلين المحترفين, حيث يعني تدخل الجيش بالنسبة لهم العودة إلي السجون مجددا أو تعليقهم علي المشانق وبالتالي ستكون معركة حياة أو موت. ومن جهتها, ركزت صحيفة يديعوت أحرونوت علي مؤشرات تدلل علي أن مرسي أصبح بلا شعبية, وقالت إن تصاعد الغضب في الشارع المصري من حكم مرسي والإخوان يعبر بوضوح عن فشل الحكومة الحالية ويقلل من فرص إمكانية صمود الحل الأمريكي الخاص بالحوار والوصول إلي تسوية بين المؤيدين والمعارضين. من جانبها, ركزت صحيفة هآرتس علي حالة التوتر والخوف في الشارع المصري وانتقال مرسي من قصر الاتحادية خوفا علي حياته, مشيرة إلي أن المصريين يعيشون مخاوف الحرب الأهلية في بلد كان الحديث عن الاقتتال الداخلي من المحرمات. وأوضحت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تسعي لتجنب سيناريو المواجهات في مصر عبر دعوتها إلي الحوار. الإيكونوميست: موجة المظاهرات عالمية لندن وكالات الأنباء: من ناحية اخرى.. كشفت مجلة الإيكونوميست البريطانية أمس عن انتشار ما سمته ب الموجة العالمية من المظاهرات حاليا في العديد من العواصم في3 قارات,وهو ما رأته تعبيرا عن الغضب بطريقة ما, مشيرة إلي أن هذه المظاهرات أكثر نشاطا في الدول الديمقراطية منها في الديكتاتوريات. ورصدت المجلة أنه في مصر يحتج الناس علي فشل الحكومة علي كافة المستويات, كما أصبح الربيع العربي مرتبطا بالتظاهر ضد كل شيء تقريبا, وفي البرازيل هو احتجاج علي ارتفاع تعريفة النقل, وفي تركيا احتجاجا علي تدشين أحد المشروعات علي أنقاض منتزه عام, وفي إندونيسيا احتجاجا علي ارتفاع أسعار الوقود, وفي بلغاريا احتجاجا علي تفشي المحسوبية بالمؤسسات الحكومية, وفي منطقة اليورو احتجاجا علي تدابير التقشف. صحيفة قطرية:أم الدنيا تعاني الدوحة أ. ش. أ: وفى سياق متصل وتحت عنوان مصر.. لا بديل للحوار قالت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها إنه منذ اندلاع ثورة25 يناير العظيمة في مصر وانتصار الشعب في إزالة النظام السابق,لا تزال أم الدنيا تعاني من صعوبات الانتقال ومعركة ترسيخ الديمقراطية في البلاد, حيث تعيش مصر حالة من الانقسام العميق وصلت إلي درجة المطالبة بالإطاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي. وحذرت الصحيفة ذاتها من لجوء القادة السياسيين إلي استخدام سلاح التظاهرات والتظاهرات المضادة وتعبئة الشارع, رغم أنه حق مشروع ويكفله النظام الديمقراطي, مشددة علي أن العواقب المحتملة لمثل هذا السلوك في ظل حالة الاستقطاب الحاد, قد تقود إلي كارثة لا تحمد عقباها, وهي كارثة سيكون الخاسر فيها هو الشعب المصري بأكمله, وذلك علي قولها.