كان الأب مشغولا من توفير متطلبات المعيشة المتزايدة لأسرته الصغيرة يلهث وراء لقمة العيش ليتغلب علي الظروف المريرة التي تعاني منها الأسرة يذهب صباحا إلي عمله ويعود ليلا متعبا باحثا عن مكان لينام فيه قليلا ثم يعاود الكرة صباح اليوم التالي وتناسي ابنته الصغيرة وسط الحياة ومشاغلها في ظل هذه الظروف نشأت دعاء ذات السبعة عشر ربيعا فاقدة حنان ودفء الأب الذي تتمتع به أي فتاة في عمرها. وعلي الجانب الآخر, حاولت الأم, كثيرا بقدر استطاعتها ان تلملم شتات أسرتها الصغيرة وتعوض غياب الأب فكانت تتحدث كثيرا مع صغيرتها, وتحاول أن تشاركها أسرارها وأن تقترب منها إلا أن دعاء الباحثة عن حنان الأب لم تشعر بأن أمها عوضتها ما افتقدته. وبدأت دعاء تسرح وهي تبحث عن الدفء والحنان خارج منزلها لتشبع رغباتها في خروجها لمذاكرة دروسها مع احدي الفتيات حتي وقع بصرها علي أحد الشباب الذي قام بدوره بارسال كلمات الحب والاعجاب ويتحدث عن محاسنها فوقعت سريعا في شباكه شاعرة بأنه الحصان الأبيض الذي قفز لينتشلها مما هي فيه. وفي أحد الأيام شعرت الأم بأن دعاء قد تغير حالها وتقف امام المرآة بالساعات تتزين وتتجمل وكأنها في ليلة عرسها فبادرتها بالسؤال تستشف من ورائه الجديد الذي غير حياتها إلا أنها كانت تتهرب وأقنعت والدتها بانه ليس هناك جديد وانها كفتاة عادية. ودامت العلاقة بين الشاب والفتاة فترة ليست بالقصيرة يتبادلان كلمات الحب ويتقابلان يوميا إلي أن طلبت منه أن يتقدم لخطوبتها وانه الشخص الذي طالما حلمت به وتمنته الا انه رفض, حيث انه يعمل سائقا ويتوقع أن يرفض والداها فاقنعته بالتقدم لخطبتها كمهندس. وبدأ الشاب يستعد لهذا اليوم وارتدي أزهي ملابسه وتقابل مع والدها بالمنزل واقتنع به بعد أن أوهمه بأنه مهندس ومن عائلة محترمة وبعد يوم من الخطوبة قام الأب بالسؤال عنه وسط منطقته وأهله وتبين له أنه سائق تاكسي ولم يكمل تعليمه وتوقع بأنه خدع الفتاة التي لم تكن تعلم حقيقته وعندما واجهها والداها بحقيقته تمسكت به. بعد مناقشة استمرت طويلا الا انه قرر ان ينهي حديثه بفسخ خطوبتها وشعرت دعاء بأن الحياة انتهت وانها فقدت أعز ما تملك فقامت بشنق نفسها في صالة مسكنها دفاعا عن حبها وعندما استيقظ أهلها من النوم وجدوها معلقة في سقف الصالة متدلية بحبل مربوط حول عنقها. وكان اللواء محمد كمال مدير أمن الشرقية قد تلقي اخطار من العقيد ابراهيم سليمان رئيس فرع البحث بالعاشر من رمضان,و الرائد عبد الله النقيرة بقيام فتاة بشنق نفسها بصالة مسكنها. وتبين من التحريات أن الفتاة طالبة بالثانوي التجاري وكانت علي علاقة عاطفية بشاب تقدم لخطبتهما منذ أربعة زيام علي أنه مهندس ووافقت عليه الأسرة وبعد سؤال والدها عنه تبين أنه سائق تاكسي ولم يكمل تعليمه وان الفتاة كانت علي علم بذلك وتم فسخ الخطوبة إلا أن الفتاة قامت بالانتحار شنقا فتولت النيابة التحقيق تحت اشراف المستشار احمد دعبس المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية.