أكد الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني خلال لقاء القمة المصرية الايطالية أمس في روما الاتفاق علي مواصلة العمل معا للمزيد من تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة; وتدريب العمالة المصرية وإنشاء الجامعة المصرية الايطالية للتعليم الفني.. وقال بيرلسكوني إن الرئيس مبارك واحد من أهم الشخصيات التاريخية المعاصرة الرئيس مبارك صاحب الحكمة والرؤية المتميزة والذي عاد لنشاطه بعد رحلة علاج ونقاهة وأراد أن يشرفنا بأول نشاط دولي له بعد هذه العودة وبهذه الزيارة والقمة فالرئيس مبارك ديناميكي ويتميز كعادته بروح الدعابة. وعقب القمة مع بيرلسكوني; تفقد الرئيس مبارك أمس مراحل تطوير وتحديث الأكاديمية المصرية للفنون في روما التي تمثل احد اوجه التعاون الثقافي بين مصر وايطاليا والتي وصل حجم تكاليف عملية التطوير إلي8 ملايين يورو. وأكد الرئيس مبارك خلال مباحثات القمة مع بيرلسكوني انه فيما يتعلق بانتقال السلطة في مصر فنحن لدينا مؤسسات واحكام دستورية تكفل انتقال السلطة دون زعزعة او فوضي وان الحكم بعد ذلك هو للشعب ولمن يختاره الشعب من المرشحين وان الشعب من خلال صناديق الاقتراع ستكون كلمته هي الفيصل وأضاف مبارك ان مصر ليست عرضة لمخاطر الارهاب حاليا لكن لا تزال عندنا خلايا نائمة ومنها خلية حزب الله التي تم الكشف عنها أخيرا ولذلك اضطررنا لتجديد العمل بقانون الطوارئ وقصره علي الارهاب والجريمة المنظمة وهناك من هم في خارج مصر وداخلها لايريدون ذلك لكنني لن اسمح بأن يحدث في بلدنا ارهاب كما يحدث في بلاد أخري تتابعونها وقد عقد الرئيس مبارك وبيرلسكوني جلسة مغلقة ركزت علي التشاور حول الموضوعات السياسية ثم تحولت المباحثات لجلسة موسعة انضم اليها الوزراء المعنيون المرافقون للرئيس مبارك; و نظرائهم الايطاليين لبحث تعزيز التعاون المشترك والتوقيع علي24 من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم وينضم اعضاء الوفدين لجلسة المباحثات الموسعة بين مبارك وبرلسكوني. وقد ركزت القمة الاستراتيجية الثالثة التي تأتي كموعد سنوي ثابت مع رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني امس علي سبل تعزيز العلاقات في مختلف المجالات ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة, وتنفيذ برامج التعاون. حيث يتم خلال الزيارة التوقيع علي حزمة من الاتفاقيات والبروتوكولات لتعزيز التعاون بين البلدين وشهد الرئيس مبارك وبيرلسكوني أمس التوقيع علي حزمة من الاتفاقيات ومذكرة تفاهم و اعلانات تعاون مشترك بين مصر وايطاليا وقد استمع رئيس الوزراء الايطالي إلي تقييم وتقدير الرئيس مبارك حول هذه القضايا خاصة الوضع في القرن الإفريقي والسودان بعد اجراء الانتخابات وقبيل اجراء الاستفتاء. كما ركزت القمة المصرية الايطالية علي التعاون الثنائي في المجالات القائمة والجديدة خاصة في مجالات الزراعة والنقل والصحة والتعليم وتشمل تقييم ماتم احرازه حتي الآن وسبل اعطاء زخم جديد للتعاون بين البلدين واضاف أن القمة الثنائية تتم في اطار تعاون مؤسسي ينص علي قمة سنوية في اطار خطة عمل محددة وان اطار التعاون مع ايطاليا يستجيب للأحتياجات والاولويات الحقيقية التي توليها مصر أهمية خاصة. كما ركزت قمة مبارك مع برلسكوني علي انشاء الجامعة المصرية الايطالية التي من المقرر بدء الدراسة فيها عام2017 وأن تركز علي مجالات التعليم الفني وتدريب العمالة المصرية. وقائع المؤتمر الصحفي وقال الرئيس مبارك في كلمته: لقد أطلقنا هذه المشاركة الاستراتيجية هنا في' روما'عام2008 لنرتقي بالعلاقات بين بلدينا الصديقين إلي مستوي أكثر عمقا وتطورا... ولنضع التعاون القائم فيما بيننا علي مسار جديد. واضاف: تأتي قمتنا الثالثة بعد قمتنا الثانية في' شرم الشيخ' العام الماضي دليلا علي النقلة النوعية التي حققتها لنا هذه المشاركة الاستراتيجية وبرهانا علي المستوي الرفيع للتعاون بين بلدينا في مجالات التجارة والاستثمار وتدريب العمالة المصرية والسياحة.. وغيرها. وأكد الرئيس مبارك في كلمته أنه استعرض مع برلسكوني التطورات بمنطقة الشرق الأوسط بالتركيز علي جهود احياء مفاوضات السلام وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كما تناولنا الوضع بالعراق وملف ايران النووي والأوضاع في السودان والصومال وافغانستان وجهود مكافحة الارهاب ومخاطر انتشار السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل وما أحرزناه من تقدم في تنفيذ' خطة العمل' التي التزمنا بها.. واتفقنا علي مواصلة العمل معا للمزيد من تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. وقد أبديت من جانبي ما نوليه في مصر من اهتمام خاص لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة; وتدريب العمالة المصرية وإنشاء الجامعة المصرية الايطالية للتعليم الفني. وأوضح الرئيس ان قمتنا الناجحةتضيف لرصيد ماحققناه من تدعيم للعلاقات المصريةالايطاليةالوثيقة..باتفاقات هامة في مجالات التعاون القائمة والجديدة.. وتشاور سياسي مثمر حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك تبادل وثائق الاتفاقيات وقد بدأ المؤتمر الصحفي المشترك في ختام القمة المصرية الايطالية بتبادل وثائق الاتفاقيات التي تم توقيعها من الوزراء المعنيين وعددها17 اتفاقية حيث قام وزيرا خارجية البلدين بتبادل الوثائق والتقطت صورة تذكارية للرئيسين والوزراء وقال بيرلسكوني أنه سعيد بان هذه الاتفاقيات ستمضي قدما بالتعاون بين البلدين واصفا العلاقات المصرية الايطالية بأنها ممتازة مشددا علي سعادته بزيارة الرئيس مبارك وقال برلسكوني في المؤتمر الصحفي المشترك أن التعاون بين البلدين يسير قدما وطالب بالتصفيق الحار للوزراء علي ما انجزوه من عمل واضاف برلسكوني لقد كان لقائي بالرئيس مبارك وديا ومتميزا بين أصدقاء ومع واحد من أهم الشخصيات التاريخية المعاصرة الرئيس مبارك صاحب الحكمة والرؤية المتميزة والذي عاد لنشاطه بعد رحلة علاج ونقاهة وأراد أن يشرفنا بأول نشاط دولي له بعد هذه العودة وبهذه الزيارة والقمة فالرئيس مبارك ديناميكي ويتميز كعادته بروح الدعابة وهو دائما في ريعان الشباب ونهنئ الرئيس مبارك علي هذه العودة وفي القمة العربية الاخيرة لوحظ غياب الرئيس مبارك وكل الحضور ذكروا دور الرئيس مبارك في حل المشاكل الاقليمية واسهامه في حل الكثير من المشاكل ويحظي الرئيس بتقدير واهتمام كل قادة الشرق الاوسط ونحن جميعا سعداء به كما أننا سعداء بتطور علاقاتنا الممتازة والتعاون المشترك فإيطاليا هي الشريك التجاري الاول لمصر في اوربا ولدينا600 شركة تستثمر في مصر وبهذه الاتفاقيات سوف نتدخل بقوة في مجالات اخري وخاصة في مجالات البريد والنقل والطاقة والسياحة فقد زار مصر العام الماضي2 مليون سائح ايطالي وكما ان تدشين الممر الاخضر بيننا دلالة علي تميز علاقاتنا. وأضاف: لقد تكلمنا عن القضية الفلسطينية وبفضل جهود الرئيس مبارك تمكنا من رأب الصدع في العديد من المشاكل موضحا تطابق وجهات نظر البلدين ازاء العديد من القضايا ومنها الوضع في القرن الافريقي ونعلن التزامنا لصالح مصر بعمل دلوماسي فيما يتعلق بالموقف الاثيوبي من مياه نهر النيل وبعض دول الحوض كما تكلمنا عن الجامعة المصرية الايطالية وأصدرنا توجيهاتنا بالعمل الفوري والمستمر لإنجازها في اقرب وقت. وأضاف بيرلسكوني: لقد حرصت علي وجود الرئيس مبارك في قمة مجموعة الثماني الكبار في لاكويلا وكان له اسهامه المتميز وحيثما يكن الرئيس مبارك حاضرا يأت بحكمته وقيادته ونحن نثمن ونقدر كثيرا دوره وأثناء غداء العمل سيتاح لنا الحديث حول العديد من القضايا الاخري ومنها الارهاب وأنشطة ايران في الشرق الاوسط وملفها النووي. وأكد بيرلسكوني علي تطابق وجهات النظر والرؤي بين البلدين وقال: اننا نعمل في معسكر واحد وفي اتجاه واحد وهو اتجاه السلام. وردا علي سؤال من الجانب المصري موجها للرئيس مبارك حول دلالة توقيع هذا العدد الكبير من الاتفاقيات بالنسبة للشعب المصري قال الرئيس هذه الاتفاقيات لها فوائد عديدة في مجالات الزراعة وانشاء الجامعة والتدريب المهني وغيرها وأي اتفاقية ليس لها أي فوائد بالنسبة لمصر فاننا لا نوقعها وردا علي سؤال من الجانب الايطالي حول أثر الاتفاقيات والتبادل التجاري في الخروج من الازمة المالية العالمية قال بيرلسكوني تكلمنا باستفاضة في هذا الموضوع ومصر لن تتأثر بهذه الأزمة فقد حققت معدل للنمو في عام2009 يقدر ب5% ومن المتوقع أن يكون6% في عام2010 والاقتصاد المصري ينمو بقوة ويشهد تنمية في بلد كبير تعداده80 مليون نسمة ومساحته ثلاثة أضعاف مساحة ايطاليا ونحن مع كل ما من شأنه زيادة الاستثمارات المشتركة وجم التجارة وهذا كله يعني ثروة ورخاء للجانبين ويعود بالانتعاش علي اقتصاداتنا وعلي صناعاتنا في ايطاليا ومنظومتنا الاقتصادية ونحن لدينا يا سيادة الرئيس مبارك تكنولوجيات متقدمة جدا في العديد من القطاعات والسلع التي تحمل شعار صنع في ايطاليا هي الاجود في العالم ونريد ان نصل للاسواق العالمية ولدينا شبكة توزيع جيدة وخاصة في الدول الناهضة اقتصاديا مثل الهند وروسيا وايضا مصر ونحن مهتمون بالصناعات الصغيرة وتطوير شركاتنا الصغيرة والمتوسطة. وردا علي سؤال فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل وأن الجانب الاسرائيل تحدث في نقاط فرعية بدلا من التركيز علي القضايا التي تم تحديدها وهي الحدود والامن قال الرئيس مبارك أن المفاوضات غير المباشرة أقرتها الدول العربية والولايات المتحدة والرئيس أوباما شخصيا ملتزم بنجاحها ويساندها علي ان تبدأ بمسألتي الحدود النهائية والامن الا ان اسرائيل تريد الحديث عن البيئة وغيرها من القضايا الفرعية وهذا الموقف لا يعجبنا ولا يعجب امريكا ولا الرئيس اوباما ولا أي احد ولابد من وضع نهاية وخط فاصل للقضية الفلسطينية واذا استمر الحال كما هو عليه ستلتهم اسرائيل الارض والقضية الفلسطينية وسينتشر الارهاب في العالم وضد من تخول له نفسه أن يقف في وجه القضية الفلسطينية وليس من المصلحة المماطلة في الحل النهائي, ولقد قال لي نتانياهو إنه يريد ان يسير في طريق الحل المؤقت فقلت له هذا غير مقبول واعلن اتفاقه معي بضرورة بحث الحل النهائي في اطار مبدأ حل الدولتين وأنا اقول اذا لم يتم السير في هذا الحل فالبديل هو الارهاب ولا أحد سيفلت من الارهاب ومن جانبه قال برلسكوني نحن نمارس ضغوطا علي اسرائيل والفلسطينيين وعرضنا توفير مقر للمفاوضات في مدينة ريتشا وعرضنا ان نتكفل بكل النفقات للوفود والمفاوضين وقيادة خطة مارشال لدعم الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية وانشاء مطار دولي فيها وزيادة السياحة الدينية المسيحية في المنطقة واقامة البني التحتية لها وفتح مراكز انتاج للشركات الاوربية فيها لمساعدة الاقتصاد الفلسطييني وتوفير فرص عمل لهم ولا نكل ولا نمل من طرح هذه المبادرة علي الجانبين وندرك الصعوبات ولكن نشجعهم لتخطيها وخاصة الانقسام الداخلي في اسرائيل ولدي الفلسطينيين والحل هو فقط حل الدولتين ونتمني ان نصل له بشكل سريع وعدم الحل سيؤدي الي الارهاب وما هو أسوأ كما قال الرئيس مبارك. وردا علي سؤال حول الازمة المالية العالمية وتأثيراتها قال بيرلسكوني انا متفائل ولست متشائما فقد زادت الصادرات في ايطاليا17% وانخفاض اليورو امام الدولار يساعد في ذلك كما زادت الاستثمارات والاقتصاد ليس هو البورصة وليس هو ماتقرأوه عنها وردا علي سؤال للرئيس مبارك من صحفي إيطالي: من تري يكون خليفتكم في مصر رد الرئيس قائلا: الله وحده هو الذي يعلم من سيكون خليفتي ومن سيكون رئيس مصر.