هل جربت في حياتك يوما أن تهجم الأفاعي السامة عليك في جوف الليل, لتخطفك من بين أحضان أسرتك وتفزع أهلك أو زوجتك وأبناءك وتضعك في عز الشتاء في ثلاجة تعذيب علي يد جلادين لايعرفون الرحمة..؟! إذا كنت لم تجرب ذلك وتعجز عن تحمل مجرد أن تتخيله.. فالحمد لله أن أنجاك من يد هؤلاء وان كنت جربت ذلك فحتما أنت ستؤيد استمرار مرسي مدي الحياة وليس فترتين كما يقول الدستور حتي ولو لم يطبق شرع الله, بل حتي لو خربت البلاد وجلس الإخوان علي تلها, لسبب بسيط.. من يده في الماء غير من يده في النار, وهذا سر عدم ثقة المنتمين للتيارات الإسلامية في معارضي مرسي. السر في أن معارضي مرسي لايقدرون حجم العذاب الذي عاناه كل من أطلق لحيته في عصر المخلوع حتي ولو لم يلتحق بأي تيار ديني أو جماعة, أنها فوبيا أمن الدولة التي يتلاعب عبرها تنظيم الإخوان بكل متدين في مصر!! الجهاز الذي وعدونا بعد الثورة أن يكون لجمع المعلومات فقط بعد تسميته بالأمن الوطني, ولما شعر الإخوان أن كثيرين من الإسلاميين انفضوا من حولهم عندما اكتشفوا أنهم جماعة تتاجر بالشريعة سعيا للسلطة والكراسي.. أعاده الدكتور البلطجي قائد ميليشيات أم بيومي لسابق عهده بعد تكليف عدد من ضباطه بتهديد العديد من الشيوخ والشباب الملتحين عبر رسائل ومكالمات المحمول بعودة زمن التعذيب واقتحام المنازل..!! وهو ما دفع بعضهم للمظاهرة الشهيرة التي حاصرت مبني الأمن الوطني بمدينة نصر.. دون أن يسألوا أنفسهم: من يقف وراء التهديد؟! أليسوا هم الإخوان المسيطرون علي الحكم اليوم؟! ولو افترضنا أن ذلك تم من خلف ظهورهم لأن قيادات الجهاز الحالي عملاء للفلول والنظام السابق.. ألا يملك الرئيس المغوار قاهر طنطاوي وعنان كما يزعم الإخوان أن يقيل قائد الجهاز فورا, ويحاكم الضباط الذين ارسلوا الرسائل وأجروا المكالمات وليس صعبا الوصول إليهم؟! إنها لعبة أمن الدولة التي يجيد الإخوان ابتزاز الشيوخ بها, كن معي وإلا فعصر أمن الدولة سيعود..!! ثم هناك لعبة أخري.. وهي الترويج إلي أن أي شيخ ينتقد الإخوان هو من عملاء أمن الدولة حتي صار أي منتم للتيار الإسلامي سياسيا كان أو دعويا لايستطيع أن ينتقد الإخوان, مع أن علاقة أمن الدولة بالإخوان أو الإخوان بأمن الدولة هي الأقرب لإثارة الشبهات بالبلدي.. كل من زار أمن الدولة من الجماعات والتيارات الإسلامية يعرف أن أعضاء الإخوان المقبوض عليهم كانت لهم معاملة خاصة. وقد روي صديق لي من تيار إسلامي ذاق مرارة وهوان وظلم التعذيب في سجون مبارك وأمن الدولة كيف كان الضباط يحسنون معاملة الإخواني ويستجيبون لطلباته بخصوص أي حقوق يطلبها: طعام طبيب محامي إبلاغ لجنة حقوق الإنسان.. وغيرها وعندما شاهد هو ومن معه من المعتقلين غير المنتمين للإخوان, ذلك قرروا أن يطلبوا مثله.. فكان أن زاد نصيبهم من التعذيب!! الأمر كان بالنسبة لهذا الأخ ومجموعته لغزا.. حتي فوجئوا بالإخوان يعينون الدكتورة باكينام بنت نائب رئيس مباحث أمن الدولة في عصر السيد مقشط حسني مبارك مساعدة لأول رئيس منتخب..!! يعني مديرة مطبخ الرئيس الإخواني..!! دعك من أكلها البايت.. وطبيخها الشايط.. فالمثل يقول أطبخي يا جارية قالت كلف ياسيد.. وسيدها الإخواني لايزرع إلا الشوك..! المهم عندنا هي بنت مين في مصر..!! فكيف تقبل أن يتجرأ من يكلف ابنة أحد صغار خدم مبارك من كبار ضباط أمن الدولة بإدارة مطبخه الرئاسي ويبتزك إذا ما عارضت طبيخه الحامض ويتهمك بالعمالة لكلاب مبارك؟! بالله عليك أيكما أحق أن يتهم بالعمالة لأمن الدولة..؟! وعندك واحد أمن دولة وصلحه.. ضابط أمن الدولة جمال جبريل وهو من خدم نظام مبارك الذي يسبق اسمه اليوم لقب دكتور صار اليوم حصن الدفاع بالصفة الدكتورية التي أسبغها علي نفسه عن كل خطايا الإخوان الدستورية والقانونية.. هذان نموذجان يكشفان لغز علاقة الإخوان مع أمن الدولة, ولو بحثت ستجد أكثر منهما.. سواء من لم يدخل دائرة الضوء بعد, أو ما لانعرف عنه المعلومات الكافية ناهيك عن الذين سبق أن اتهمهم الإخوان أنفسهم بأنهم عملاء لأمن الدولة لأنهم انشقوا عنهم.. ثم صاروا اليوم من خدمهم.. كهذا المحامي المتخصص في هز( الوسط)..!! ما سبق هو أحد أسباب الاصطفاف غير المبرر لأغلبية أعضاء التيار الإسلامي خلف جماعة الإخوان رغم أنهم يختلفون معهم بدرجات يصل حدها الأعلي للتكفير.. وحدها الأدني أنها جماعة انتهازية عقيدتها مشوبة بالفساد لاتباعها مذهب الغاية تبرر الوسيلة, وهو مذهب مخالف للعقيدة الإسلامية الصحيحة التي تري أن الوسيلة يجب أن تكون نبيلة كالهدف الذي تسعي لتحقيقه, وإلا فإن الدعارة وتجارة المخدرات والسرقة تصح إذا قال من احترف احدها انه يسعي بذلك لبناء مسجد..!! فما بالنا والتجربة أثبتت أنهم لم يبنوا مسجدا ولم يطبقوا شريعة زعموا أنهم جاهدوا84 سنة لتطبيقها.. لقد سألت أحد مؤيديهم من غير أعضائهم: لماذا تقفون خلفهم وقد تحدثوا وكذبوا ووعدوا وأخلفوا وأمنتموهم فخانوا ولم يطبقوا شرع الله ولا سعوا حتي إلي تطبيقه ولو علي مراحل؟! فقال دون تردد: الإخوان معطلين التطبيق خائفين منكم يا معارضيهم ومن رد فعلكم؟! قلت له: وما حكم الدين فيمن يخشي البشر ولايخشي الله.. أليس الله أحق أن نخشاه يا شيخ؟! فصمت ولم يعقب!! * طرف الخيط: الإخوان حولوا مؤتمر نصرة سوريا لزفة بلدي بس يا خسارة.. الزفة خلصت قبل إذاعة أغنية يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات!!