أمير الجهاد والكوماندا وألقاب أخري لقب بها القيادي الأول في التنظيم الجهادي نبيل نعيم , ورغم أنه قضي أكثر من نصف عمره في السجون المصرية إلا أنه يفتخر بأنه كان أحد الأضلاع الأساسية لتنظيم القاعدة وأمير الجهاد في مصر, الذي قام بتدريب أكفأ العناصر الجهادية في معسكر 'التمحيص' الأفغاني, ويعد واحدا من أخطر رجال الحركة فكرا, والصديق المقرب لأيمن الظواهري والرجل الثاني لأسامة بن لادن... حكايات عن حياته التي بدأت من كلية دار العلوم وعمن عاش بينهم ومعهم, وعن تجربة السجن التي استمرت لأكثر من 27 عاما ليصبح أقدم معتقل في السجون المصرية, ولماذا اعتنق ومازال يؤمن بالفكر الجهادي كل هذه الأسرار سوف تتعرف عليها في حوار أكثر من ساخن. تصوير : أميرة عبد المنعم ما رأيك في الإخوان بعد الثورة؟ رأيي في الإخوان لم يتغير , سواء قبل الثورة أو بعدها ; فمبدأ الإخوان طوال عمرهم مصلحتهم , ولا شيء يعلو فوق مصلحة الإخوان من وجهة نظرهم كتنظيم , ومن المعروف عنهم أن لهم تربيطات وعلاقات وطيدة مع السلطة الحاكمة ويجيدون هذا الأمر ; حيث إنهم كانوا التنظيم الوحيد الذي تحالف مع إسماعيل صدقي الذي فتح كوبري قصر النيل علي الشعب , رغم أن كل المعارضة وقتها كانت ضده , فالإخوان طوال الوقت في واد والحركة الوطنية في واد آخر , ولكنهم تنظيم موجود , ولكن يؤخذ عليهم عنصرية التنظيم , حتي إن ولاءهم الأول للتنظيم أكثر من ولائهم للدين نفسه , بدليل أنهم يضربون السلفيين في الانتخابات , وبالتالي لوأن الفكرة الرئيسية لديهم هي الدين لما فعلوا هذا , فالإخوان تدعمهم فلوس الخليج لأنهم ' حلبوا بقرة الخليج ' وحصلوا منها علي تمويلاتهم التي عملت علي تقوية هذا التنظيم , هذا بالإضافة إلي أنهم حاربوا ' العلمانيين ' في الانتخابات حربا غير عادلة , واتهموا شباب الثورة الذي هو صاحب فضل عليهم وفي دخولهم البرلمان , وقالوا إنهم بلطجية و ' صيع ', وهم لا يهتمون إلا بوجهة نظر القوي من باب اتقاء شره , ويحترمون جدا من يضربهم فوق دماغهم , واليهود أحسن من الإخوان , لأن الإخوان كرنفال عقائد , فهم يجمعون من هو قوي ومعه فلوس ويكون له ولاء للتنظيم . يؤخذ علي الحركات الجهادية أنها دائما ما تدار بالعنف والشدة؟ لماذا لم يصبح لها وجود الآن؟ جماعة الجهاد عانت كثيرا من أخطاء ممارسات جماعات التكفير والهجرة وجاءت بسببها الوثيقة التي كتبها سيد إمام والخاصة بالعمل الجهادي , وما حدث من 11 حادثة سرقة لمحلات الذهب ; بسبب جماعات التكفير والهجرة بالفيوم , وبعدها الشيخ عمر عبد الكافي أفتي بحرمة الاعتداء والسرقة , وكان الهدف من ورائها أن يخرجونا من السجن كجماعات إسلامية , وقالوا إنهم ' لو ضحوا بمئات الضباط مالهمش لازمة بالنسبة لهم ', وبالتالي ضربوا الأمريكان والسياح تهديدا للأمن والحكومة حتي يتركونا , وكان هذا التفكير خاطئا تماما , ولم يكن لدينا قائد أعلي معروف يمكن الرجوع إليه ; لأننا جماعة مسلحة , وبالتالي كان التنظيم عنقوديا فيما بيننا , والذي بدأناه عام 1988; وذلك لأنه في حالة القبض علي أحد أفراد الجماعة لا يمكنه التعرف علي بقية المجموعة ولا يتم الإمساك بهم ; لأنه لم يقابلهم من قبل , ويتم التعارف طبعا فيما بينهم بأسماء حركية وهذا ما حدث معي ; لأنني كنت أتولي تنظيم الجهاد في مصر كلها , وكان هناك 2000 أخ جهادي , ولكنني كنت أتعامل مع هذه المجموعات من خلال 5 أشخاص ; منهم ثروت صلاح والدكتور عادل عبدالمجيد وإبراهيم عيدروس وكان أحد ضباط الجيش وتوفي في لندن , والدكتور أحمد عجيزة ومحمود جاب الله ومعظمهم سافر إلي لندن , لأنه عندما تم القبض علي كنت وقتها قد أمنت لهم الخروج واطمأننت عليهم وهؤلاء الخمسة يأتون بالآخرين , وكان الاتفاق بيننا أنه لو تم القبض علي سوف أعطيهم فرصة 48 ساعة , لن أتحدث ولن أخبر الأمن عن أي شيء , ووقتها يستطيعون الهرب ; لأن كل واحد منهم كان معه جواز سفر و 2000 دولار وتأشيرة دخول إلي تونس أو سوريا , ومن هناك يمكن للشيخ أيمن الظواهري أن يلتقطهم ويؤمنهم بعد ذلك , وقد كان , ولكننا لم نصبح بعد تنظيما وتحولنا إلي مجرد أفراد . هل التنظيمات الجهادية كانت مثل ميليشيات الإخوان؟ ما يفعله الإخوان ' خيابة ' و ' خناقات مدارس ', ولكن إحنا كنا نتدرب في أفغانستان علي فك الألغام , وال ' أر بي جي ' وغيرها من أدوات الحرب وكأنها حرب حقيقية , ونحن حاربنا روسيا 3 سنوات والاتحاد السوفيتي انهار علي أيدينا , فنحن لدينا العدة , ورغم أن نظام مبارك أفقرنا وجعلنا نبيع كل ما نملك , إلا أننا مازلنا نشعر بالزهو لما قدمناه في سبيل الحركات الجهادية حتي الآن . وماذا عن طبيعة مهمتك أو دورك في العمل الجهادي الذي قمت به في تنظيم القاعدة؟ كنت الرجل الثاني في التنظيم الجهادي في أفغانستان , وكنت مسئولا عن التدريب في معسكر ' التمحيص ', وهذا المعسكر كان من أشد المراحل وأعلاها من حيث التدريب ويدخل فيه خيار المتدربين الجهاديين فقط ممن اجتازوا المراحل السابقة وبتفوق , وهذا المعسكر كان بالغ الصعوبة من حيث المهام الموكلة إلي الجهاديين , والأخ منهم كان لا ينام سوي ساعتين فقط ولا يأكل غير وجبة واحدة , والتدريبات تمتد لأكثر من 12 ساعة يوميا لدرجة أن البعض كان يخشي دخول هذا المعسكر , فنحن صنعنا رجالا و بعدد بسيط منهم هزمنا روسيا ثاني أعظم قوة في العالم ب 20 ألف مقاتل عربي فقط ! وكيف جاء تعارفك علي بن لادن؟ بدأت علاقتنا بأفغانستان عام 1980 عندما أرسلنا عددا من الإخوة للتدريب قبل الانقلاب الذي كنا نود أن نقوم به علي السادات والذي كان من المقرر له ان ينفذ عام 1982 ولكن تصرفات السادات عجلت به بعد حبسه لعدد من الجماعات الاسلامية , وأرسلنا وقتها أيمن الظواهري وكانت القاعدة لم تسم بهذا الاسم بعد , بل كانت تسمي حزب الله وعملت معه لسنوات ولولا وجودي في السجن لكنت اشتركت في الهجمات الامريكية ولكن يعتبر ايمن الظواهري هو المطلوب الثاني بعد بن لادن لأنه كان مساعدا له وقتها وأحد قيادات تنظيم القاعدة . وكيف كان التعرف علي ايمن الظواهري؟ هناك 3 اشخاص أثروا في بشكل كبير محمد سالم والمقدم عصام القمري قائد كتيبة المدرعات والدكتور أيمن الظواهري صديق عمري الذي تعرفت عليه منذ عام 1976 وكنت قبلها أشاهده في مسجد قولة بعابدين في دروس المسجد , وأتمني ان ربنا ينجيه وكنا زملاء في الحرب والسجن , وكان شديد الخلق ولم أر في حياتي رجلا مثله ويختلف تماما عن أخيه , ويأسر الناس بأخلاقه وكرمه وحسن تعامله وهو من عائلة ثرية لأن جدة الشيخ محمد الظواهري شيخ الجامع الأزهر منذ عام 1936 إلي 1940 وجده لوالدته عبد الرحمن باشا عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية وأول ما تعرفت عليه كان من خلال أحد الأصدقاء محمد سالم الرحال وأخذني له عندما قطع وتر يدي وذهبت إلي عيادته بالمعادي وكان أول تعارف بيننا ومن وقتها صرنا أصدقاء , وكثيرا ما كان يستشيرني ويستعين بي في بعض الأمور وأتذكر أننا مرة كنا قد عدنا من السعودية بعد أن ذهبنا للعمرة بصحبة أسامة بن لادن أبو عباد وسافر هو إلي السودان وعدت أنا إلي مصر وبعدها وجدته يتصل بي ويطلب مني الذهاب إليه وكان يلقبني ب ' الكومندا '. وكيف تري الطريقة التي قتل بها أسامة بن لادن؟ طريقة فاجرة , والحمد لله انهم لم يتمكنوا من القبض عليه وما حدث معه جاء نتيجة خيانة بعض ممن أرشدوا عنه , وحتي الآن أري أن الأمريكان فشلوا تماما حتي بعد أن قتلوا الشهيد أسامة بن لادن بهذه الطريقة فهم فشلوا في الإمساك به , والحمد لله أنهم لم ينالوه . ماذا عن تجربة الحبس؟ هذه التجربة كانت علي مرحلتين أول مرة كانت مدتها 7 سنوات وكانت عقب اغتيال السادات , والمرة الثانية كانت في عام 1991 وأفتخر أنني أكثر معتقل تم تعذيبه في عهد حسني مبارك ووسائل التعذيب أكثر وأشد من التي كانت تظهر في التليفزيون لأنها مجرد لحظة أو لقطة , ولكنها كانت تستمر معنا لساعات وشهور , وافتخر بصمودي هذا لدرجة أن اللواء احمد شعبان وهو الآن يعمل في هيئة الطاقة النووية وكان وقتها في أمن الدولة , وقال لي بالحرف يا نبيل لو ينفع أعمل لك تمثال كنت عملت ولم يمر علي واحد مثلك ويقول لي انتهيت من رتبة عقيد وعميد ولم أحصل منك علي معلومة والإخوة كلهم يعلمون أنه خلال 10 سنوات من التحقيق اليومي لم أدل بمعلومة واحدة علي الإطلاق رغم كل وسائل التعذيب التي استخدمت معي , وطبعا الطب الشرعي والنيابات يسيطر عليها الأمن وكلهم مطبخ واحد , حتي جمعيات حقوق الانسان كلها مجرد دجل ونصب ولا أؤمن بها علي الإطلاق ... وخلال فترة السجن كنت مسئولا عن إخوة الجهاد في السجون , وأكتب مشكلاتهم وكنت أتفاوض مع الأمن من اجل خروجهم من المعتقل , ونجحت في إخراج عدد كبير جدا منهم , وكان يتم هذا التفاوض من خلال العقيد طارق المصري , ومنذ ان كتبنا وثيقة ترشيد العمل الجهادي في عام 2005 كان يتم التعامل معنا بصورة أفضل . وماذا عن حلقات التعذيب؟ أكثر جرعة تعذيب كانت عقب الاعتقال مباشرة وكانت مثل ' حمية السكين ' وكانوا يريدون أن يحصلوا علي معلومات عن وسائل الاتصال بيني وبين أيمن ونوعية السلاح المستخدم وعدد الافراد والمطبعة التي طبعت فيها الكتب , وكان التعامل معي يتم في إدارة أمن الدولة نفسها بقيادة أحمد شعبان مدير المكتب وآخر يدعي شريف العبد وتم تخليع أظافري فضلا عن توصيل الكهرباء بجسدي , وجسدي كله أصبح مشوها من آثار التعذيب , ولم أعرض علي الطب الشرعي إلا بعد العلاج ويخرج التقرير بأنه ربما جرب جلدي ! كيف تري الأوضاع الآن مع الانتخابات الرئاسية ؟ الوضع الحالي ضبابي ولكن الناس عايزة بتاع ربنا لينتشلهم من حالة الفقر ويثقوا بهم لأنهم يعرفون أنه لن يسرقهم مثلما فعل غيرهم من الحكام خاصة أن مبارك هو من قاد البسطاء من الشعب لدعم السلفيين , والناس تتوق للعزة والكرامة بعد أن افتقدتها لسنوات وكما قال أحد الشعراء ' لا تعطني كأس الحياة بذلة , بل اسقني بالعز كأس الحنظل كأس الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب من الحنظل ', وللأ سف في ظل النظام السابق ولا حصلناعلي الأكل ولا حفظت لنا الكرامة , فنحن فقدنا الاثنين معا وبالتالي كان لابد من حدوث الثورة , ولكن الخوف من السلفيين لأنهم جهلة وليس لهم في الشان السياسي علي الإطلاق , أما الإخوان فمشكلتهم أن ولاءهم الأول للتنظيم وهو أكبر من ولائهم لأي شيء آخر حتي لو كان الوطن . هل وصول الاسلاميين للحكم قد يجعلهم أسوأ من النظام السابق؟ أسوأ شيء هو الديكتاتورية الدينية لأن بسببها انتشرت الشيوعية والعلمانية لأنها تتحدث باسم ربنا وهذا أسوأ شيء , وأنقي فكر وأفضل جماعة إسلامية هي الجماعة الجهادية , لأن لدينا ليبرالية واسعة فيما بيننا , ونحن نسير علي نهج الرسول ' ص ' فعندما فتحت الهند كان بها 4 آلاف ديانة ومازالت توجد حتي الآن .