تواجه قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان تحديات جسيمة في ظل تعاظم قوة حركة طالبان وقدرتها علي شن الهجمات المعاكسة التي أظهرت قوتها في جنوب البلاد. في ظل هذه الأجواء احتلت أنباء مفاوضات السلام المباشرة بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان الأفغانية مساحات واسعة في صحيفة الأوبزرفر البريطانية تحت عنوان واشنطن ستفتح مفاوضات سلام مباشرة مع حركة طالبان في الدوحة أشارت فيها إلي إعلان مسئول بالبيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة ستبدأ مفاوضات سلام مباشرة مع طالبان خلال الأيام القليلة المقبلة في العاصمة القطرية الدوحة حيث تستعد حركة طالبان لافتتاح مكتب لها وأن تبادل الأسري سيكون أحد الموضوعات التي ستناقش مع طالبان إلا أن الأسابيع الأولي ستكون مخصصة بشكل رئيسي لتعرف كل طرف علي أجندات الطرف الآخر شريطة إعلان طالبان نبذ العنف واحترام الدستور الأفغاني. وكان الأمريكيون قد حاولوا من قبل التفاوض مع الحركة لكنهم لم يجروا مفاوضات مباشرة معها قط لأن طالبان قررت تعليق المفاوضات التمهيدية معتبرة أن محاولة الأمريكيين اشراك حكومة كابول فيها عقبة رئيسية. ونقلت الأوبزرفر عن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قوله إن حكومته سترسل وفدا إلي قطر للتفاوض ايضا مع طالبان بالتزامن مع تسليم حلف شمال الاطلنطي الناتو المسئولية الأمنية الأفغانية إلي القوات الحكومية، مشيرة إلي أن واشنطن تسعي لعقد صفقة لتبادل السجناء للإفراج عن الجندي الأمريكي الذي تحتجزه طالبان، وفي الوقت ذاته اعداد خطة تضمن انسحاب سهلا لقواتها من أفغانستان. وبحسب الصحيفة فإن الشكوك تنتاب كرزاي حول دوافع الولاياتالمتحدة. حيث أعرب عن ضيقه من إجراء المحادثات خارج أفغانستان دون استشارة حكومته بل انه طالب ضرورة نقل المفاوضات إلي الاراضي الأفغانية في أقرب وقت ممكن. وأضافت أن طالبان أعلنت عن دخولها محادثات السلام بعد أعمال عنف، ربما بغرض الجلوس علي طاولة المفاوضات من موقع القوة لان مجرد بدء المفاوضات سيكون خطوة مؤتمرة في معنويات طالبان، حيث علق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الولاياتالمتحدة أصابت بقرارها برغم أن هذه العملية ستكون صعبة لأنه من الحيوي أن تشعر الاطراف بالثقة والارتياح عند انطلاق العملية التفاوضية. وتحت عنوان لا استسلام وراء زهور طالبان البيضاء رأت صحيفة الجارديان أن هذه الدعوة المفاجئة لعقد مباحثات سلام جاءت بعد سنوات من العنف والشك والريبة وأشارت إلي البيان الذي ألقاه ممثل طالبان محمد نعيم عقب افتتاح مكتب طالبان في الدوحة والذي جاء فيه أن الحركة ترغب في إقامة علاقات طيبة مع كل الدول المجاورة لأفغانستان وعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الدول الأخري وأن طالبان تريد حلا سياسيا سلميا ينهي احتلال أفغانستان ويضمن قيام نظام حكم إسلامي يحقق الأمن. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلي أن الاستراتيجية الأمريكية المتمثلة في انفاق الملايين واستئجار الآلاف في مرجة بولاية هلمند جنوبيأفغانستان باتت تثير تساؤلات عديدة في ظل تصاعد هجمات طالبان وتعاظم قوتها مؤكدة أن إصرار مقاتلي طالبان علي المواجهة والقتال أدي إلي إبطاء عملية إعادة الإعمار في مرجة، مما يثير جدلا بشأن الاستراتيجية التي يمكن اتباعها في مدينة قندهار أحد المعاقل الحصينة للحركة. وتشير معلومات نسبتها ووال ستريت جورنال مسئولين إلي أن واشنطن لم تتمكن من انفاق سوي القليل مما خططت له بشأن إعمار مرجة عبر استئجار الآلاف من أبناء المجتمع المحلي لرفع الأنقاض من قنوات الري في ظل تصاعد هجمات طالبان وأجواء الخوف السائدة. وأضافت أن مقاتلي طالبان يشنون هجمات معاكسة علي المشروعات الأمريكية علي الأرض الأفغانية مثل الهجوم الذي استهدف شركات تعمل ضمن مشروع لربط مرجة مع لشكرغاه بتكلفة 16مليون دولار. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن سيطرة طالبان علي مناطق كانت القوات الأمريكية هيمنت عليها موضحة أن الأخيرة تقف عاجزة إزاء صد هجمات الحركة أو حماية المدنيين لأن مقاتلي طالبان يتسللون إلي بعض المناطق في هلمند ويشنون هجمات معاكسة ما يشير إلي أن الحركة انتهجت التصعيد بعد ثلاثة أشهر من المحاولات الأمريكية للسيطرة علي مناطق جنوبأفغانستان التي تشكل معاقل حصينة لطالبان. رابط دائم :