أثار حكم المحكمة الروسية علي12 معارضا لبوتين بالسجن8 سنوات مع الأشغال الشاقة الأسبوع الماضي حالة من الغضب في روسيا بالإضافة إلي إضراب عضوة فرقة بوسي ريوت الغنائية الروسية ماريا أليوخينا عن الطعام. والذي بدأته احتجاجا علي انتهاك قوانين السجن الذي تقضي فيه حاليا عقوبة بالسجن حتي مارس2014 بسبب تنظيمهم لاحتجاجات ضد بوتين, ومن هنا يأتي التساؤل هل تؤدي تلك الأحكام إلي توسيع حدة الاحتجاجات ضد الرئيس الروسي, وهل ستؤثر علي نتيجة الانتخابات الرئاسية في2018 المقبل. ووفقا لصحيفة الأوبزرفر البريطانية فإن بوتين الذي كان ضابطا في جهاز المخابرات الروسية كي جي بي أعاد الديكتاتورية إلي روسيا مرة أخري وقام بتهديد الحريات العامة, وقمع حرية التعبير والصحافة, مما يؤكد انزلاق روسيا إلي طريق تحويلها إلي دولة بوليسية وعلي الرغم من موجة الاحتجاجات الضخمة في روسيا لا يزال يحظي بشعبية كبيرة بين الروس, وذلك بفضل شبكات التلفزيون التي تسيطر عليها الحكومة, التي يصفها النقاد بالدعاية السوفيتية وبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية فأن بوتين ربما يتمتع بشعبية برغم كم الفساد الذي يحيط به وذلك لجلبه النظام بعد الفوضي التي أعقبت انهيار الشيوعية في عام1991 وهذا ما أكده استطلاع معهد ليفادا حيث يري41% من الروس أن بوتين يعد رئيسا مثاليا, في حين أن حوالي32% من الروس لا يعتبرونه كذلك ووفقا لموقع روسيا اليوم فإن دميتري مدفيديف رئيس الوزراء الروسي قال إن منافسة بوتين في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون خطأ كبيرا. وفي المقابل تؤكد مجلة نيوزويك الأمريكية تدهور الأوضاع في روسيا, حيث أن أكثر من20 مليون روسي بالكاد يستطيعون تلبية احتياجاتهم وقد تم رفع حوالي50 ألف دعوي قضائية متعلقة بالفساد في روسيا منذ تولي بوتين وحتي الآن وهو يتجاهل حياة الفساد والشقاء والفقر التي تؤثر علي الاقتصاد الروسي, وأشارت إلي أنه عندما اندلعت المظاهرات في روسيا أواخر العام الماضي, لم يكن أحد يتوقع أن معظم الاحتجاجات علي حكم بوتين ستأتي من فرقة بوسي ريوت الموسيقية, والتي بالفعل قدمت فتياتها للمحاكمة بتهمة التحريض علي الكراهية الدينية لقيامهن بمظاهرة احتجاجية ضد بوتين داخل كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو حيث حيث قوبل اعتقالهن ومحاكمتهن بإدانة دولية, ووصفت منظمات حقوقية الفتيات بأنهن سجناء ضمير داعية إلي استخدام الرأفة رغم أن الفرقة أغنيات مناهضة لحكم بوتين, تحمل موضوعات استهزائية منه, مثل أغنية يوتين يتبول علي نفسه, واللعنة علي أنصار بوتين السياسيين و الموت للسجن, وتحيا حرية الاحتجاج وذكرت صحيفة واشنطن بوست إنه عادة ما يتم الإفراج عن شخصيات المعارضة بعد وقت قصير من إلقاء القبض عليهم ودفع غرامة بسيطة, ولكن هذه المرة اختلف تعامل الحكومة الروسية مع فتيات الفرقة الموسيقية, وبدلا من اتهامهن بتنظيم مظاهرات غنائية غير قانونية, وجهت لهن التهمة بارتكاب شغب بدافع الكراهية الدينية, وقد رأت صحيفة نيويورك تايمز أن نهاية بوتين ربما تأتي علي يد عضوات فرقة بوسي ريوت.