علي الرغم من أن أسوان تضم العديد من المنشآت الطبية الفاخرة,إلا أن العنصر البشري والكوادر الطبية لاتزال تقف عائقا أمام تقديم الخدمة الطبية المطلوبة للمواطنين. وأخيرا تحول مستشفي أسوان التعليمي إلي جامعي بما يعني توفير جميع الكوادر المطلوبة في التخصصات التي تعاني عجزا شديدا في المحافظة ومنها جراحة المخ والأعصاب والأوعية الدموية والتخدير والأشعة وجراحة القلب والصدر,ومع هذا لايزال العجز مستمرا, الأمر الذي يدفع عددا كبيرا من المرضي للسفر للعلاج إما بالقاهرة أو الأسكندرية وأسيوط. المثير أن أسوان تحديدا قد أصبحت مقصدا طبيا عالميا في مجال أمراض وجراحات القلب حيث تضم مركز البروفسير العالمي الدكتور مجدي يعقوب, ولكن في نفس الوقت هي في حاجة ملحة للمزيد من الخدمات وأهمها توفير جهاز لأشعة الرنين المغناطيسي, ففي الوقت الذي عبر فيه أكثر من مريض عن معاناته في العلاج بالمستشفيات المختلفة, أكد الدكتور مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة أن الوزارة تدعم المحافظة بالأجهزة والأطباء طبقا للمتاح وأن النسبة العامة لتقييم الوزارة للخدمة الصحية التي يحصل عليها المواطن ووفقا لأخر تقييم هي85% وهي نسبة جيدة للغاية. ونبدأ من أحد المرضي نور محجوب طه.. مواطن يبلغ من العمر65 عاما أصيب بكسر في الحوض بعد تعرضه للسقوط علي الأرض داخل منزله, حمله أبناؤه إلي مستشفي أسوان الجامعي, ولم يلق الاهتمام الكافي فتوجه إلي مستشفي الهلال الأحمر حيث تم حجزه لمدة يوم كامل, وفي النهاية ونظرا لضعف الإمكانيات تم تحويله إلي المستشفي الجامعي بأسيوط في سيارة إسعاف حيث عاني عذاب طول الرحلة وماتكلفته من مصاريف, وهناك تم إنقاذه وإجراء جراحة عاجلة له وعاد إلي أسوان بعد3 أيام بسيارة إسعاف أيضا. ويشير نور إلي مفارقة غريبة توضح الفارق بين معاملة المرضي في المحافظتين قائلا: أن رسوم سيارة الإسعاف التي استقلها من أسوان تزيد بمقدار الضعف عن تلك التي سددها في طريق العودة من أسيوط, رغم أن المسافة واحدة والمرفق واحد!! من جانبه قال الدكتور نادر حسين محروس مدير عام مستشفي الحميات بأسوان: إن المستشفي في حاجة فعلية لقسم العناية المركزة, بالإضافة إلي تانك للأوكسجين, حيث كان من المفروض تنفيذه. وقال الدكتور حسن عبد القادر مدير عام المستشفي الجامعي بأسوان إن الجامعة قامت بتوفير كافة التخصصات النادرة ومنها جراحة المخ والأعصاب والأوعية الدموية كما قام الدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان بتعيين نواب الجامعة أمس ليكونوا في خدمة المرضي بالمستشفي في جميع التخصصات. أما الدكتور مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة بأسوان فقال: نحن لاندفن رؤوسنا في الرمال بل لابد من أن تكون هناك مصارحة بين الجميع, فنعم هناك عجز في تخصصات كثيرة ولكن جار استكمالها طبقا لما تقدمه الوزارة من أوجه تعاون مع المحافظة, وعن التمريض أشار حجازي إلي أنه مرض إلي حد ما وتم سد العجز خلال الفترة الأخيرة من خريجات معهد أسوان, ونظرا لتقاليد أسوان المحافظة تم فتح فصلين جديدين للممرضين الذكور. وعن الأدوية ومدي توافرها بالوحدات والمستشفيات قال أنها متوافرة عدا تلك التي لاتقوم بعض الشركات بتوريدها لنا. وأضاف وكيل وزارة الصحة أن اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان قد طلب من الوزارة إنشاء مركزين للحوادث والحروق للحد من إحالة بعض الحالات إلي مستشفي الأقصر الدولي, كما طالب ونحن معه بتوفير الاعتمادات المالية لإنشاء المستشفي العام الجديد الذي سيخدم محدودي الدخل وغير القادرين, خاصة بعد أن انتهت تجهيزاته الهندسية الأولية.