مصير سوريا والتوازنات في الشرق الأوسط علي المحك في ظل تحذيرات من الحرب الطائفية الوشيكة بين السنة والشيعة والتي قد تغرق المنطقة بأكملها في طوفان من الدماء.. حيث تشير التقارير إلي أنها حرب اصطناعية لأسباب جغرافية سياسية.. وقد تستدرج دول الشرق الأوسط المحيطة بسوريا إلي حرب إقليمية واسعة النطاق تشارك فيها روسيا والولايات المتحدة.. وبالتالي يلقي الإعلام الغربي بمسئولية الإبادة الجماعية علي العنف الطائفي الإسلامي ويتجاهل الدوافع السياسية الواضحة لتلك المأساة. وقد أكدت بيانات لحلف الأطلسي الناتو.. أن70% من السوريين يدعمون بشار الأسد في حين ظلت نسبة20% علي الحياد ودعمت المعارضة نسبة10% المتبقية.. والمؤيدون للأسد معظمهم من السنيين وهدفهم من الدعم ليس حبا في الأسد.. ولكن الخروج من براثن الحرب الأهلية الدائرة هناك.. حيث يري معظم المسلمين في سوريا أن الهجوم علي الحكومة السورية وحزب الله يعني التحالف مع إسرائيل والولايات المتحدة.. وهذا الدعم من أهم أسباب نجاح الجيش السوري وحزب الله في السيطرة علي أجزاء كبيرة من سوريا وأهمها القصير. وقد سيطرت القوات الحكومية السورية أمس علي أحد معاقل المعارضة وهي قرية البويضة الشرقية بحمص بالقرب من الحدود اللبنانية بعد أيام من استعادتها بلدة القصير الاستراتيجية.. والتي تنبع أهمية السيطرة عليها لأنها أصبحت نقطة العبور الرئيسية للأسلحة المهربة من لبنان إلي الثوار السوريين.. وثانيا موقعها الذي يمكن أن يقطع حركة المرور من دمشق إلي المناطق النائية التي يتواجد بها النظام السوري.. وثالثا لأنها يسكنها العديد من الطوائف في مقدمتهم السنة وهي الفئة التي امتنعت من الانضمام إلي صفوف المعارضة ضد الأسد. ورأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.. أن نجاح الأسد في السيطرة علي مناطق كثيرة في سوريا وتوالي هذه النجاحات في الفترة المقبلة سوف يستنزف بشكل كبير موارد كل من النظام والجهات المؤيدة له.. وهو ما يصب في مصلحة إسرائيل.. لأن تلك الاشتباكات تضعف بشكل كبير صفوف الجيش السوري وحزب الله.. وهما قوتان كانتا مكرستين للحرب ضد إسرائيل.. لذلك يشعر الإسرائيليون بالرضا عن تفوق النظام السوري. وأوضح مركز جلوبال سيرش الكندي.. أن أهم مكون للثقافة في إسرائيل هي كيفية المحافظة علي الهيمنة الإقليمية الإسرائيلية.. صرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أن سياسة إسرائيل هو عدم التدخل في الحرب الأهلية في سوريا ما دام لن يحدث أي مساس بمصالحها.. مثل نقل وسائل قتالية متطورة كالصواريخ أو أسلحة كيماوية إلي حزب الله.. أو أي تصعيد علي الجبهة مع سوريا التي تحولت إلي ميدان صدام بين الدول العظمي.. حيث أصبحت سوريا شديدة الانقسام يذبح كل طرف الآخر ولا يعرف أي منهما طريق الانتصار.. وسيظل الشعب السوري هو أكبر الخاسرين.