عاني فلاحو بني سويف طيلة فترة الشتاء من نقص الأسمدة الزراعية واضطر العديد منهم للشراء من السوق السوداء بأضعاف السعر, مع تعرضهم للمغشوش منها والجيد. وجاءت العديد من المحاصيل ضعيفة وهزيلة في ظل عدم مقدرة بعض الفلاحين علي شراء الأسمدة, ولم يختلف الامر كثيرا معهم بالنسبة للأسمدة المخصصة للزراعات الصيفية كالذرة والنباتات العطرية. في البداية يقول حسام محمد علي فلاح من قرية طنسا التابعة لمركز ناصر: بعد أن خسرنا في محصول القطن بسبب نقص الأسمدة في الشتاء نستعد للخسارة الكبري التالية في محصول الريحان الفرنساوي فالجمعيات الزراعية خصصت هذا الموسم3 شكاير أسمدة فقط للنباتات العطرية التي تعد بمثابة البوابة الكبري وسط المحاصيل لجلب العملة الصعبة, حيث يحتاج الفدان ل8 شكاير,4 لكل حشة, وبالتالي سنشتري من السوق السوداء أو سنزرع بالأسمدة القليلة ليكون ناتج الأرض ضعيفا وهزيلا ولا يأتي بما يكفي الفلاح حاجته المادية من ايجار الطين وأجرة العمالة ومصاريف بيته. ويقول سيد أحمد حلفاية مزارع من نفس القرية: يتجه العديد من الفلاحين لزراعة المحصول الذي لا يحتاج الي أسمدة كبيرة دون النظر لحاجة الدولة فعلي سبيل المثال تنتشر في قريتنا زراعة السمسم الذي لا يحتاج سوي لثلاث شكائر أسمدة التي خصصتها الجمعية في فصل الصيف للفلاحين وهو ما يؤثر علي توازن المحاصيل وسد حاجة الاهالي منها. ويطالب محمد سليم عبد السلام من قرية أبو صير الملق التابعة لمركز الواسطي بأن تساوي الدولة في نسبة المصروف للفلاح من الاسمدة بالنسبة لزراعات الذرة مع الزراعات الأخري حيث يحصل الفلاح علي ما يحتاجه من الاسمدة بالنسبة للذرة ولا يجد ما يكفيه بالنسبة للزراعات الصيفية الاخري كالنباتات العطرية. وأكد أحد المسئولين بالجمعية الزراعية لقرية طنسا الملق رفض ذكر اسمه خوفا من بطش مسئولي الزراعة بالمحافظة به أن الجمعيات تصرف هذا الموسم لكل فدان ذرة5 شكائر ازوت تحتوي علي46% من النشادر أو7 شكائر أزوت تحتوي علي33% نشادر بينما تصرف3 شكائر فقط لأي زراعة أخري. ومن جانبه, رفض محمود سليمان( مدير عام الزراعة) التحدث الي مراسل الجريدة بحجة أن تلك التصريحات المتعلقة بمشاكل الفلاحين تقتصر علي وكيل الوزارة المهندس صابر عبد الفتاح حسن الذي تصادف وجوده في احدي الدورات التدريبية علي حد قولهم علي أحد بحار مصر الشمالية.