استمرارا لمتابعته للتوجيهات التي أصدرها لمواجهة المشكلات المرورية في القاهرة الكبري عقد الرئيس حسني مبارك اجتماعا وزاريا أمس هو الثاني من نوعه خلال أربعة أيام واصل خلاله استعراض المشروعات التي يجري تنفيذها للتعامل مع هذه المشكلات من خلال تخفيف الكثافات المرورية بمناطق غرب القاهرة وشرقها. شارك في الاجتماع, الذي عقد بمقر رئاسة الجمهورية واستمر لأكثر من ساعتين, رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف, ووزراء: الثقافة, والداخلية, والإسكان, والتنمية, والنقل, ومحافظا القاهرة والجيزة, والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. وأعلن المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان عقب الاجتماع أن الرئيس مبارك سيفتتح خلال أسابيع قليلة محورا مروريا مهما غرب القاهرة الكبري, وهو محور صفط اللبن, الذي يربط منطقة جامعة القاهرة وكوبري ثروت بالطريق الدائري, ثم يمتد إلي كرداسة وتصل تكلفته إلي900 مليون جنيه. وأشار في تصريحاته إلي أن الرئيس استكمل خلال الاجتماع متابعة ما يتم تنفيذه من مشروعات للتعامل مع المشكلات المرورية بالقاهرة الكبري, بهدف تخفيف الكثافة المرورية, حيث سبق أن استعرض المشروعات الخاصة بمنطقة شرق القاهرة الأحد الماضي, بينما استعرض أمس مشروعات غرب القاهرة, واطلع علي الخطط والجداول الزمنية الموضوعة للانتهاء من المشروعات الجاري تنفيذها, وكذلك المخطط تنفيذها, موضحا أن من بين المشروعات التي أوشكت علي الانتهاء محور صفط اللبن الذي من المخطط أن يفتتحه الرئيس مبارك قبل بداية يوليو المقبل بعد أن استغرق العمل فيه22 شهرا. وقال وزير الإسكان: إن الرئيس مبارك أكد خلال الاجتماع ضرورة الالتزام بالمواعيد المقررة للمشروعات المخطط الانتهاء منها خلال الأشهر المقبلة. محور روض الفرج وأوضح أن الرئيس استفسر عن مشروع محور روض الفرج باعتباره أحد المحاور المهمة التي ستسهم في تخفيف الكثافة المرورية, ويتكلف2.5 مليار جنيه, موضحا أنه تم وضع الخطط النهائية الخاصة بتمويل هذا المشروع الذي يربط بين الكثير من المحاور العرضية التي تنقل الحركة بين شرق وغرب القاهرة دون الدخول في قلب العاصمة, وسيتم البدء في تنفيذها بعد أن تم بالفعل اعتماد المسار النهائي له. وأشار إلي أن الرئيس استعرض خلال الاجتماع محور امتداد شارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين مع حدود مطار إمبابة وحتي الطريق الدائري الذي سيؤدي إلي تفريغ الحركة من القاهرة إلي الطريق الدائري. وقال: إنه تم خلال الاجتماع أيضا التطرق للعديد من الخطوات الأخري التي تسهم في تخفيف الكثافات المرورية بما في ذلك التوسع في إنشاء الجراجات الكبري المتعددة الطوابق, سواء السطحية أو تحت الأرض, وفي مقدمتها جراج التحرير حيث استعرض الرئيس المواعيد الخاصة بالانتهاء من هذه الجراجات, موضحا أنه تم كذلك تأكيد الاهتمام بزيادة ورفع كفاءة وسائل النقل الجماعي, بما فيها مترو الأنفاق, لتفريغ قلب القاهرة من النقل السطحي. مترو الأنفاق وعما إذا كان التوجه لحل مشكلات المرور سيكون من خلال إنشاء طرق جديدة وليس بالنقل الجماعي قال المغربي: إنه لا حل جذريا لمشكلات الحركة المرورية داخل المدن الكبري سوي بالنقل الجامعي, إلا أن مثل هذه المشروعات, خاصة مترو الأنفاق, يستغرق تنفيذها مددا طويلة, والرئيس مبارك لا يقبل أن تظل المشكلات المرورية قائمة لحين الانتهاء من الخطين الثالث والرابع لمترو الأنفاق. وأوضح أن مصر قد خطت خطوات كبيرة في مجال مترو الأنفاق, إلا أن هذه المشروعات الضخمة تستغرق وقتا طويلا في التنفيذ لأنها تخترق قلب المدينة, مؤكدا أن مشروعات النقل الجماعي, وعلي رأسها مترو الأنفاق, هي الحل الأمثل والمتعارف عليه لمواجهة المشكلات المرورية في المدن الكبري مثل القاهرة. النقل الجماعي وعن وجود بدائل أخري للنقل الجماعي غير مترو الأنفاق قال المغربي: إن الرئيس مبارك استعرض في الاجتماع الوزاري السابق خطة تطوير أتوبيسات النقل الجماعي من خلال التعاقد علي سيارات جديدة وحديثة لزيادة الطاقة وتحسين الخدمة, وهي تمثل عوامل مساعدة ومطلوبة, بينما يظل مترو الأنفاق الوسيلة الأفضل كما هو متعارف عليه في العالم, مشيرا إلي أن نصيب كل مليون مواطن في مدينة مثل العاصمة التايلاندية بانكوك يبلغ20 كيلومترا من الأنفاق, والمعدل الآن في القاهرة هو5 كيلومترات, بينما الحد الأعلي في العالم هو150 كيلومترا لكل مليون مواطن, ويتم الآن التركيز علي تحقيق هذا المعدل في أسرع وقت من خلال إنجاز المرحلتين الثالثة التي يجري العمل في تنفيذها حاليا, والرابعة التي أوشكت وزارة النقل علي الانتهاء من التخطيط لها. تجمعات الأعمال وردا علي سؤال حول وجود توجه نحو نقل بعض الوزارات إلي خارج الكتلة السكنية بالقاهرة بهدف تخفيف الاختناقات والكثافات, قال وزير الإسكان: إن هناك توجها عاما نحو عدم زيادة الكثافات بالقاهرة, وكذلك النظر إلي تخفيف هذه الكثافات, ومن ثم فإن كل الإجراءات التي تتخذ تصب في هذا الاتجاه بما فيها فكرة نقل بعض النشاطات الموجودة في قلب القاهرة إلي ما يسمي تجمعات أعمال جديدة وليست مدينة جديدة كما يردد البعض, لأنه لا يوجد ما يسمي مدينة جديدة بالقاهرة, فالقاهرة مدينة واحدة محدودة الحدود, ولا يمكن تجاوزها, لكن هناك بعض المدن لجأت إلي أن يكون لها أكثر من مركز ثقل بدلا من مركز واحد, فهناك مشروع لعمل مركز ثقل جديد علي غرار القرية الذكية شرق القاهرة, وقد يكون من المناسب نقل عدد من الوزارات الموجودة في القاهرة الخديوية لتخفيف الحركة في هذه المنطقة.