هذه هي مبادئ حسن حمدي ولا أقول مبادئ النادي الأهلي لأن الفارق كبير في الحالتين, فالثانية أرساها صالح سليم عندما كان مديرا لكرة القدم وطبقها وأجبر مصر كلها علي احترامها وتقديرها ورفعها فوق الرءوس. عندما كان رئيسا للنادي الكبير سنوات طويلة لم يطلب أحد فيها التغيير, ولم يقل أكثرهم عداء له كفاية فالرجل فوق الشبهات, لا يعرف اللف والدوران ولم يدخل يوما أو يخرج من باب خلفي, ولم يشتر ويبع في خلق الله من أجل مصلحة هنا أو هناك, أو تضليل للرأي العام, أو كسب نظام حاكم.. عاش صالح سليم ومات نظيفا لا تذكره مصر كلها إلا بالخير, ولا يسجل له التاريخ إلا كل ما هو مشرف وناصع البياض, ولا يذكر اسمه إلا وذكرت معه مكارم الأخلاق والسيرة والسمعة الحسنة والمواقف الحاسمة التي جعلت من الأهلي قلعة لمبادئ حقيقية وشعارات واقعية فكانت له هذه المكانة المصرية والعربية والإفريقية. أما مبادئ حسن حمدي الذي لم يبرئه جهاز الكسب غير المشروع والممنوع من السفر ومن التصرف في أمواله فشيء مختلف تماما, فهي تقوم أول ما تقوم علي أنه من ليس معي فهو ضدي وهنا وجب الخلاص منه بأي طريقة, وما أكثر طرقهم.. فعندما يخلع حسام البدري جلباب الطاعة ويتجرأ علي أن يقول لهم: لا, أو حتي يطلب دعم الفريق وحل مشكلاته من أجل مصلحة النادي, فهو الخائن الذي اتخذ قرارا غير مسئول وباع ناديه في منتصف الموسم, ومن هنا وجب حرمانه من العمل في النادي أو حتي دخوله.. وإذا نجح العامري فاروق في عضوية مجلس الإدارة رغم أنف القائمة فيجب عزله حتي الشهور الأخيرة من الدورة الانتخابية إلا إذا كان يمكن أن يقوم بدور لخدمة أهدافهم.. وإذا عجز الشخص نفسه عن تحقيق حلمهم بإلغاء بند الثماني سنوات فيجب النيل منه ونشر أوراق قديمة كانوا أحرص الناس علي إخفائها.. وهكذا تكون المبادئ والقيم عند الذين لا يعرفون إلا مصالحهم, فهم اليوم معاهدون, مصدقون, متعاونون, شركاء, وغدا محاربون, مكذبون, مناقضون, أعداء, لا يستحون أن يستخدموا كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لحسم المعركة, وكلها مبادئ لا يعرفها ولا يقرها الأهلي ولا أعضاؤه.. والقول الفصل في أقرب انتخابات منعوا من دخولها بلائحة حصنها حكم القضاء!