ومازال الحديث متتابعا عن أهمية الغلاف الجوي الغازي وحركته الدائمة وتأثيره علي سطح الأرض اليابس منها والمائي والذي يحيط بالأرض إحاطة كاملة مع الحديث عن أهمية وجود الأكسجين للحياة علي الكرة الأرضية من أجل الحفاظ علي حياة الإنسان وكل الكائنات الحية التي هي في أشد الحاجة إلي وجوده بل يمثل بالنسبة لها الحياة ولو تم سحب الأكسجين من الكرة الأرضية لانتهت حياة الإنسان ومعه كل الكائنات الحية في ثوان معدودات فمن غيره لا قيمة لنا ولا وجود لنا ولا للكائنات الحية الأخري في إكمال دورة الحياة علي ظهر الكرة الأرضية سبحان الله, ومع ذلك تجد الإنسان يغتر بنفسه ويظلم غيره وهو لا يعلم أن حياته كلها تعتمد علي شهيق لا يدخل إلي رئتيه فيموت أو زفير لا يخرج منهما فيموت وما بين هذا وذاك ثوان معدودات ولكنه الإنسان بروحه وجسده لا يفقه كثيرا عن الحياة بالرغم من كل هذه النعم التي من بها عليه المنان. * ومع الاعتراف الحقيقي وليس الضمني بأهمية الأكسجين لحياة الإنسان في شهيقه وزفيره وفي كل الأحوال ومعه كل الكائنات الحية, نجد أنه هو الذي يضبط إيقاع طبقة الأوزون التي تحيط بالكرة الأرضية وترتفع عنها بمسافة25 كيلو مترا عن سطح البحر فيحافظ علي تماسكها ويمنعها من الانهيار بحيث تظل في توازن دائما فلا تزيد ولا تنقص عن المعدل والمعيار الذي خلقها الله عليه وهذا معناه أن حدوث خلل حقيقي في وظيفة وتكوين طبقة الأوزون قد يؤدي في نهاية المطاف إلي نهاية سريعة للحياة علي كوكب الأرض. ومن هنا نجد أنه من الأهمية بمكان أن نذكر دائما أن حدوث خلل قوي في المنظومة التي تتحكم في طبقة الأوزون وتحافظ علي توازنها وتماسكها قوية ومحكمة قد تكون أحد أهم الأسباب الجوهرية والرئيسية التي قد تؤدي إلي هدم الكرة الأرضية علي رأس ساكنيها وتقويض بنيانها وإعلانا مدويا بحدوث خلل في بنية الكون وتكوينه وبيانا جنائزيا يفضي إلي قيام الساعة ووقوع القيامة وصدق الله العظيم حيث يقول:( إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا) فاطر:41 * إن حلم الله سبحانه وتعالي علي عباده من خلقه وعفوه ومغفرته جعلته حليما عليهم وغفورا لهم بالرغم من أفعالهم وتصرفاتهم التي لا ترضي البشر أنفسهم فجعل تماسك السموات والأرض أمرا واجبا مفروضا عليهما من قبله سبحانه وتعالي بمشيئته ولو تم سحب هذا الأمر لسقطت السموات والأرض علي ساكنيها وما أمسكهما أحد أو منعهما من السقوط ولانتهت مغامرة الحياة التي تغري الناس وتمنيهم بطول البقاء فيها والبحث عن شهواتها وملذاتها. إن كبر كثافة غازي الأكسجين والنتروجين المكونين الأساسيين للهواء يجعلهما قريبين من سطح الأرض وكلما ارتفعنا عنها زاد مستوي غازي الهيدروجين والهليوم إلي أن نصل إلي نهاية الغلاف الجوي بوجود الهيدروجين فقط وهو المكون الأساسي للغاز الكوني الموجود في سائر النجوم والكواكب بنسبة تتعدي90% من مكوناتها الغازية. * وإذا كان الأكسجين لازما للتنفس والاحتراق فإن النتروجين لازم لغذاء النبات يلطف حدة احتراق الأكسجين الذي يتحول جزء منه إلي طبقة الأوزونوسفير والأوزون التي تعمل علي حماية الأحياء من مضار ومخاطر الأشعة فوق البنفسجية لأنه قادر علي إمتصاصها ويدخل في هذا النطاق غاز ثاني مستوي أكسيد الكربون اللازم لعملية البناء الضوئي والذي يعمل وجوده في سطح الأرض علي حفظ التوازن بينه وبين الأكسجين ولذلك كان من الضروي وجود الغازات الثلاثة بنسب مختلفة علي سطح الأرض حتي تحفظ لها توازنها البيئي وتمكن سائر الكائنات الحية من القيام بوظيفتها والحفاظ علي حياتها بشكل مقدر من خلال توافق كل هذه الأجناس بشكل عجيب ومعتبر بالرغم من خلافاتها الفسيولوجية واختلافاتها البيولوجية وعدم قدرة كل منها علي فهم الآخر خارج فصيلها علي مستوي الإنسان والحيوان والطيور والحشرات والنبات والجماد للحفاظ علي الحياة علي سطح الأرض مما يدل دلالة قطعية علي وجود قوة خارقة تدعم وتحمي وتحفظ وجود وبقاء حياة كل هذه الكائنات وتقف وراء كل هذا التناسق العجيب والمتفرد في كل شئون وأقضية الحياة وهي قوة الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان والكون ومعه كل هذه الكائنات.