رغم حالة التوافق والانسجام التي بدت علي العلاقات الأمريكية الروسية لأول مرة منذ اندلاع الصراع في سوريا, وقبول واشنطن بخيار الحل السياسي للخروج من الأزمة من خلال تسوية سياسية كان من المقرر إجراؤها الشهر الجاري بجنيف بين طرفي الصراع إلا أن تصريح وزير خارجيتها جون كيري الذي أكد أن التسوية لن تجري قبل يونيو المقبل مهددا بتقديم كل أشكال الدعم للمعارضة في حال تخلف الأسد عن المشاركة, وتأكيدات فرنسا أن فرص النجاح صعبة للغاية نظرا للعقبات الكثيرة التي تواجهه, ويؤكد أن التسوية السياسية ماتت قبل أن تولد. وهو الأمر الذي يؤكد أن الصراع السوري وصل إلي نقطة النهاية وأن السوريين عليهم الاستعداد لواقع أكثر مرارة, إذ يخطط الغرب إلي سيناريوهات أخري ألمح إليها كيري بحديثه عن تقديم وسائل دعم أكبر للمعارضة قد تجعل الصراع يستمر لسنوات وهو ما يخطط له الغرب ليكون ذريعة للتدخل لإنقاذ ما تبقي من سوريا, وهو ما تراه روسيا يهدد استقرار المنطقة برمتها. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه رغم التحركات الدبلوماسية والجهود الحثيثة التي بدأت من واشنطن إلي أبو ظبي مرورا بموسكو ثم الأردن الأسبوع المقبل, إلا أن الدول الغربية تري أن هناك الكثير من العقبات تقوض فرص نجاح اجتماع جنيف أبرزها عناد الأسد وتشبثه بالحكم في الوقت الذي أكدت فيه المعارضة أنها لن تقبل التفاوض إلا إذا تنحي, وكذلك الانقسام بين قوي المعارضة إذ إن البعض يرفض التفاوض والبعض الآخر يقبل بالتسوية رافضا عسكرة الأزمة في سوريا من خلال التدخل الغربي الذي قد يقود البلاد إلي خطر التقسيم والتفتيت. ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد بل جاء الموقف البريطاني الرافض لمشاركة إيران في المؤتمر باعتبارها طرفا في المشكلة وبالتالي لن تكون طرفا في الحل, واستباق فرنسا للأحداث وإعلانها أن التسوية لن تنجح لأن الأسد لن يقبل أن يجرد من جميع صلاحياته وأن يسلم السلطة ويقبل بتشكيل حكومة انتقالية, ليؤكد أن فرص نجاح المؤتمر باتت ضئيلة ويسلط الضوء علي أن للغرب أجندة أخري يسعي إلي تنفيذها. ويري محللون أن الوضع معقد للغاية وأن التسوية محكوم عليها بالإعدام, ومن يعتقد أنها ستحدث انفراجة للكارثة السورية واهم لأن الغرب يسعي بكل السبل إلي إجهاض جنيف2 الذي يسعي إلي وقف نزيف الدم السوري لاقتسام الكعكة, رابط دائم :