راحت مفيدةتحلم بتأمين مستقبل طفلتهاالتي لم تتجاوز العامين, حتي ابتسمت لها الحياة أخيرا, بعد أن كشرت لها عن أنيابها علي مدي سنوات عجاف, فقد استطاعت أن تجمع مبالغ مالية كبيرة من بعض جيرانها لمساعدة زوجها علي أعباء الحياة, وذلك بعد أن نصحتها بعض صديقاتها بالعمل في تجارة الأدوات الكهربائية, مقابل تقسيم الربح بينهن. وبالفعلاقتحمت مفيدة عالم المال,وجمعت آلاف الجنيهات, واشترت من خلالها كميات من الأجهزة الكهربائية وباعتها بالأجل, ودفعت جزءا من المكسب لجيرانها, وظل نجاحها مستمرا لشهور عديدة, غير أنهااستيقظت فجأة من الحلم الجميل. فبعد شهور ماطلها عملاؤها الذين باعت لهم البضاعة وأصبحوا لايسددون إليها الأقساط,فتعثرت في دفع المكسب الشهري لجيرانها الذين طلبوا منها أموالهم. وعندما عجزت عن السدادأقاموا ضدها عديد القضايا, لتفاجأ بصدور جملة أحكام ضدها بالحبس سنوات. وكانت الأحكام المشار إليها أمرا متوقعا, بعد أن تراكمت عليها الديون, وأصبحت لا تستطيع سداد مبالغ الكفالات, حتي يتم تأجيل الأحكام,ولم يعد أمامها طريق إلا أن تترك منزل زوجها وطفلتها رؤية, وتفرهاربة من شبح السجن الذي يطاردها. وبعد علم ثلاث شقيقات بهروب مفيدة, طلبن من زوجها رد أموالهن, وعندما فشلن في الحصول علي حقوقهن, أخبرن شقيقهن محمد تاجر أسماك بالموضوع, فقرر الانتقام من مفيدة بخطف طفلتها رؤية لإجبارها علي رد أموال شقيقاته. وبالفعل نفذ مخططه, حيث انتهزفرصة لهو الطفلة مع قريناتها أمام منزلها بقرية برطس بأوسيم, واستعان بحداد صديقه وخطفا الطفلة, واحتجزاها في إحدي الشقق. وعلي إثر ذلك, فوجئ إبراهيم والد الطفلة بشخص يحدثه علي هاتفه المحمول, ويخبره أن طفلته مخطوفة لديه, وأنها في الحفظ والصون واشترط عليه, أن يدفع مبلغ300 ألف جنيه فدية, مقابل إعادتها إليه وحذره من إبلاغ رجال الشرطة, مؤكدا له أنه في حال تجرأ علي الإبلاغ, فإنه لن يشاهد طفلته مرة أخري. وكان اللواء عبدالموجود لطفي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة, قد تلقي إخطارا من العميد حسن عبدالهادي مأمور مركز أوسيم, بورود بلاغ من عبدالرازق43 سنة موظف, بقيام مجهولين باختطاف ابنته رؤية في أثناء لهوها أمام منزله, وورود اتصال من شخص يطلب منه فدية300 ألف جنيه مقابل إعادتها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواءين محمد الشرقاوي مديرالإدارة العامة لمباحث الجيزة, ومحمود فاروق مديرالمباحث,وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة, محمد48 سنة تاجر أسماك, وذلك بسبب حصول والدة الطفلة علي مبالغ مالية من شقيقاته لتوظيفها في تجارة الأجهزة الكهربائية. وتبين من فحص العميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال والمقدم عطية نجم الدين رئيس مباحث مركز أوسيم, أن المتهم كان يتحدث إلي والد الطفلة من هاتف سحر19 سنة ربة منزل ابنة الحداد صديق المتهم, وبضبطها اعترفت أن والدها سمير هوالذي أخذ شريحة هاتفها وأعطاها لصديقه تاجر الأسماك. تم عمل أكمنة بقيادة الرائدين أحمد نصر رئيس مباحث البراجيل, ومحمد إدريس رئيس مباحث بشتيل, نجحا خلالها النقباء محمد حسني ورامي سرور وأحمد يسري معاونو المباحث, في القبض علي المتهمين. وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة, فتم تحرير محضر وأحاله الرائد عبدالرحمن الفقي رئيس نقطة بشتيل إلي النيابة, حيث قرر بهاء محفوظ رئيس نيابة أوسيم حبس المتهمين احتياطيا علي ذمة التحقيقات, التي تجري بإشرافالمستشار أيمن البابلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة,الذي أمربالاستعلام والتحريات من شركة الهاتف المحمول, عن صاحب شريحة الهاتف. رابط دائم :