العدوان الاسرائيلي علي سوريا لا يمكن أن يمر دون موقف عربي حاسم وواضح يوجه رسالة قاطعة للكيان الصهيوني الذي يستغل الأحداث المتلاحقة في سوريا, والاضطرابات في الدول العربية في ضرب سوريا والنيل من أمنها الوطني, وإراقة دماء السوريين في عملية إرهابية غاشمة قد تجر المنطقة بأسرها الي حرب لا يعلم الا الله مداها, ونتائجها, ومن المؤكد ان العملية الاسرائيلية التي تمت بمباركة أمريكية وصمت دولي مريب يعكس مخطط مشبوه يريد شرا بالمنطقة. ويفتح المجال أمام سيناريوهات مخيفة, وخطط مروعة, تصب في مجملها لإضعاف الدول العربية, والالتفاف علي استحقاقات مؤجلة, بل يدفع بسيناريوهات التقسيم, وإعادة الترتيب في صدارة الأجندة السياسية التي أعدها أشرار الغرب, وحلفاء الصهاينة. العدوان الاسرائيلي الغاشم يبعث برسائل عدة, ودلالات كثيرة, واشارات عديدة, أولها لإيران وحليفها حزب الله, وثانيها الي مصر لما تربطها مع سوريا من علاقات تاريخية ويجمعهما أمن قومي مشترك ورغم الموقف المصري المعارض لسياسات الأسد وحربه ضد شعبه فإن مصر لن تقبل العدوان الاسرائيلي والتدخل الأجنبي في شئونه الداخلية, بينما تأتي الرسالة الثالثة إلي الدول العربية الغارقة حاليا في الاضطرابات والثورات. ومن هنا تبدو صعوبة الموقف, وضبابية الأوضاع, ومن المؤكد أن هذه الأوضاع شجعت إسرائيل علي القيام بهذا العمل الإرهابي, خاصة بعدما حصلت علي الضوء الأخضر من أمريكا. هذا الاختبار المباغت للموقف العربي المترهل, والمنقسم يضع الأمة العربية في موقف غاية في الصعوبة, ويحتاج الي زعامة عربية مخلصة تستطيع لم الشمل العربي في هذا التوقيت الحرج, والتجاوز عن الخلافات, والانقسامات من أجل تشكيل موقف عربي موحد يمثل قوة ردع لاسرائيل, وفي ذات الوقت يجبر الرئيس السوري علي وقف نزيف الدماء في سوريا, لأن ما يحدث علي أرض سوريا الآن لا يمكن وصفه إلا أنه ساحة حرب دولية بالوكالة, يدفع فاتورتها الشعب السوري. إنها لحظات تاريخية, إما أن تستغلها الأمة العربية في التوحد والحفاظ علي سيادتها, وكرامتها, وإما تتفرق ويذهب ريحها, وتتداعي عليها الأمم, حينها تصبح أمة في ذمة التاريخ. رابط دائم :